تسببت جائحة "كورونا" في قلب الموازين بمختلف المجالات ومنها الإمداد الغذائي، وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها، إن أسعار اللحوم العالمية ارتفعت في يناير الماضي وذلك للشهر الرابع على التوالي، وتعود الدلال إلى تضخم أسعار المواد الغذائية الذي ساد العالم خلال العام الماضي، فضلا عن رفع الأسعار في كل شيء تقريبا.
وفي هذا السياق قال محمد الرفاعي، المدير التنفيذي لشركة رفاعي للحوم، إن ارتفاع أسعار العجول البقري والجاموسي مع دخول شهر شعبان ورمضان لعدة أسباب منها ارتفاع الطلب على اللحوم في الشهر الكريم وذلك يحدث سنويا في الطبيعي بسبب معادلة العرض والطلب وهي العامل الأكبر في ارتفاع السعر، وكذلك زيادة الكثافة السكانية سنويا تؤثر على زيادة الطلب، مصر سجلت ارتفاع الطلب على اللحوم في عام ٢٠٢٠ ووصل إلى ٩٠٠ ألف طن شهريا بزيادة ٣.٥ % عن العام السابق إلى جانب استمرار تدفق اللاجئين.
وأكمل أن "الثقافة الغذائية التي تتمحور حول اللحوم في مصر لم تتغير"، إذ أن أي تقلبات في استهلاك لحوم الأبقار ترجع إلى مسائل تتعلق بالقدرة على تحمل تكاليف الشراء، وليس الوعي الصحي أو البيئي.
وأوضح أن ارتفعت أسعار العجول البقري البلدي من ٤٦ إلى ٤٩ و٥٠ ج للقائم وارتفعت أسعار العجول المستوردة البرازيلي والكولومبي من ٤٣ ج إلى ٤٦ ج و٤٧ ج رغم قلة القوة الشرائية وركود السوق في هذه الفترة، كما توقع استمرار ركود القوة الشرائية بالسوق حتى منتصف شهر شعبان ثم يعاود منحنى الطلب يرتفع ويصل إلى أقصى نقطة في أواخر شهر شعبان مع دخول شهر رمضان.
كما توقع ارتفاع أسعار العجول البقري البلدي والمستورد والجاموسي مرة أخرى في هذه الفترة بنسبة بسيطة، حيث يكون متوسط من ٢ إلى ٤ ج في الكيلو القائم، موضحا أن ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع سيؤثر بشكل كبير على أسعار العجول المستوردة، وارتفاع الطلب أيضا في الصين يؤثر على السوق العالمي، الصين تستهلك ثلث استهلاك العالم كله من اللحوم.
أما بخصوص الأعلاف قال إنها ارتفعت من ٨٠٠٠ ج إلى ٨٢٠٠ و٨٣٠٠ وهناك عدة أسباب منها نقص المعروض منها في الأسواق، بسبب تخوفات البلاد المصدرة لاستمرار جائحة فيروس كورونا لذلك لجأت إلى تخزين كميات كبيرة من إنتاجها بدلا من التصدير للخارج ويحدث زيادة في الطلب على الإنتاج المحلي وزيادة الطلب عليه مما أدى إلى إنشاء فجوة في المعروض ملحوظة فأدت إلى ارتفاع في الأسعار بشكل كبير، فضلا عن ارتفاع مصاريف الشحن في الأسبوعين الماضيين أدى إلى تأجيل أغلب المستوردين عملياتهم الشرائية والاستيرادية مما زاد من الفجوة في المعروض والطلب، وكانت على رأس الدول التي نستورد منها الأرجنتين والبرازيل وأوكرانيا.
وأردف أن ارتفاعات الأعلاف تسببت في مشكلة كبيرة عند المربي الصغير بسبب عدم قدرته على تحقيق عائد مرضي له فقام معظم المربين الصغيرة في تقليل عدد رؤوس العجول لتقليل مصروفاته والبعض حدث له خسائر بسبب هذه الأسباب.
ومن ناحيته، قال الحاج حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن توقعات ارتفاع كبير في أسعار اللحوم الحمراء خلال الشهور القادمة مرتبط بارتفاع الأسعار العالمية، كما توقع ارتفاع جماعى لمعظم المنتجات الغذائية التي نعتمد على استيرادها لتلبية الاحتياجات المحلية وخاصة اللحوم الحمراء والذي لا يكفي الإنتاج المحلي منها سوي 55% من احتياجاتنا، متابعا ازمة كورونا تسببت في ارتباك الأسواق العالمية وارتباك حركات النقل وارتفاع أسعار المنتجات الزراعية العلفية مما ينذر بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.
وأشار إلى أن أسباب الارتفاع المتوقع في أسعار اللحوم ارتفاع أسعار مستلزمات الأعلاف عالميا بسبب تداعيات أزمة كورونا وتقلص زراعة المحاصيل العلفية واعتمادنا الأساسي على استيرادها، مع ارتفاع تكلفة النقل بسبب الجائحة، وضعف الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء وخروج عدد كبير من صغار المربين من الأسواق متأثرا بخسائر العام الماضي، فضلا عن دخول موسم الاستعداد لتربية الأضاحي بغرض التسمين استعداد لشهر رمضان المعظم وعيد الاضحى المبارك، وتقلص زراعة المحاصيل العلفية وارتفاع أسعار الأعلاف وتدني أسعار اللحوم الحية خلال الفترة السابقة.
وأكد أن الاعتماد على الاستيراد يزيد أزمات عدم استقرار الأسعار، وأنه لضبط توازن الأسعار علينا بذل جهود كبيرة للوصول للاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية العلفية كفول الصويا والذرة الصفراء والتوسع في إنشاء مزارع تسمين المواشي لإنتاج اللحوم الحمراء ودعم صغار مربي المواشي وتوفير كميات مناسبة من مستلزمات التربية بأسعار معقولة مع وضع خطط مناسبة لتسويق المنتج بأسعار مجزية للمربين، مع تشديد الرقابة على سوق تداول اللحوم الحمراء والحد من كثرة الحلقات الوسيطة لتوصيل من المربي للمستهلك.
