الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد تحذير الرئيس من سمنة الأطفال.. مسئول بـ"الصحة العالمية":62% من وفيات العالم بسبب الغذاء.. والقومى للبحوث: تؤثر على الذكاء والإنتاج.. واستشاري: مهددون بقائمة طويلة من الأمراض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه عددا من المشروعات الصحية بعدد من المحافظات، أمس الثلاثاء، من سمنة الأطفال وتناوهم لأطعمة خاطئة تؤثر عليهم سلبا، مشددا على ضرورة تثقيف طلاب المدارس بأهمية الغذاء الصحى وممارسة الرياضة.


"البوابة نيوز"، ناقشت عددًا من الخبراء حول أسباب انتشار سمنة الأطفال، خطورة تناول الغذاء بصورة خاطئة، وأثر ذلك على مسيرة التنمية في المجتمع.
وكشف الدكتور أيوب الجوالدة، المستشار الأقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشئون التغذية، أن 62% من وفيات العالم سنويا تكون بأمراض متعلقة بالغذاء، لافتا إلى أن السمنة تعتبر من أهم الأمراض التى تساهم بشكل كبير في زيادة أعداد الوفيات، في مصر حيث تصل إلى 40% للبالغين، 12% للأطفال، وهذا أمر مقلق ويجب أن يترجم إلى سياسات لا تكلف الدولة شيئا.
وشدد الجوالدة على ضرورة تربية أجيال من الامهات، على تجنب الرضاعة الصناعية، حتى لو الأم مصابة بسوء تغذية لا يتأثر، والأم أيضا إن كانت مصابة بالسمنة ينخفض وزنها، ما دام ترضعه لمدة من 6 أشهر إلى عامين، بالإضافة إلى تقليل نسب استخدام السكر، في كل المنتجات مثل المياه الغازية والعصائر، عبر فرض ضرائب حتى تنخفض المشتريات، فمثلا دول مثل بريطانيا وألمانيا خفضوا نسبة السكر في هذه المنتجات إلى 5%، بالإضافة إلى نشر ثقافة عن أن هذه المنتجات ضارة وغير مفيدة.
وأشار إلى ضرورة الحد من استخدام الأغذية المقلية، مثل البطاطس المعروفة بالشيبسى وما يعرف بالشعرية الجاهزة، فهذه عبارة عن ذرة مصنعة بمكسبات الطعم واللون، وهذه منتجات غير صحية بها أملاح تسبب الضغط ودهون عالية، وذلك عبر منع بيع هذه المنتجات بـ"كنتين" المدارس والمناطق المحيطة بها، وتبيع أكل صحى وتفرض عليه رقابة أيضا.
ونوه بضرورة تحفيز رياضة المشى والجرى، أيضا وزارة الصحة لا بد أن يكون بها استشارات للتغذية، في كل المراكز الصحية، لتقديم النصيحة والمشورة للأم الحامل والأطفال.


من ناحيته، قال الدكتور أحمد مشعل، رئيس وحدة العلاج الطبيعى والسمنة بالمركز القومى للبحوث: السمنة في مرحلة الطفولة تعتبر حالة مرضية خطيرة لا تقارن بالسمنة العادية، لأنها تعتبر مقدمة للإصابة بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى الأثار السلبية لها على الاتزان ووإصابتهم بهشاشة وكسورالعظام، نتيجة كثرة سقوطهم على الأرض.
وأشار إلى أن السبب في انتشار سمنة الأطفال في المجتمع هو العادات الخاطئة للأسرالمصرية، بالافراط في تناول الأطعمة المشبعة بالدهون، وكميات كبيرة من اللحوم، التى تمنح الجسم سعرات حرارية عالية للغاية، بالتالى في ظل عدم وجود حركة كافية للطفل يصاب بالبدانة.
ولفت إلى أن من السمنة تعتبر أهم أسباب نقص المناعة عند الأطفال، مما يجعلهم عرضه بصورة مستمرة إلى الإصابة بالفيروسات والأمراض المختلفة التى تنقل بالعدوى المباشرة.
وطالب مشعل، بتدشين حملات إعلامية ضخمة، واستخدام كل الوسائل الدرامية، في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن التغذية عند الأم، وإيصال رسالة مفاداها: "تناول الأطفال للأطعمة الدسمة يضر بهم ولا يفيد صحتهم، والمهم أن يحتوى الطعام على الخضروات والفاكهة التى تمد الجسم الغناصر مثل السكر والفتيتامينات المهمة، لا سما أنها قليلة السعرات الحرارية".
وشدد على ضرورة تقديم الطعام للطفل في شكل مرغوب محبب له، وتنويع الأطعمة التى تقدم له، من الحبوب الكاملة، وحثه على ممارسة الأنشطة الرياضية، وتقليل عدد ساعات مشاهدة التليفزيون والكمبيوتر وغيرها، وأيضا تنظيم ساعات نومه.
وأشار إلى أن هناك خطير على سمنة الأطفال، فتجد الطفل السمين مائل للعدوانية والانطواء، ويفقد تكوي العلاقات الاجتماعية، لشعوره بأنه مختلف جسمانيا عن زملائه، لافتا إلى أن الطفل السمين غالبا ما يعانى كثيرا في التحصيل الدراسي لضعف الذكاء له.


فيما حذر الدكتور أحمد سمير، استشارى الأوعية الدموية، من الاعتقاد الخاطئ بأن الطفل السمين يعتبر صحته قوية، قائلا: "التخن ليس دليل على الصحة وإنما دليل على قائمة كبيرة من الأمراض تنتظر الطفل في القريب العاجل".
وأشار سمير، إلى أن الخلايا الدهنية تنتشر في الدم على الشرايين والأوعية الدموية فتترسب عليها فتضعف مرونة الشرايين ما يتسبب في الإصابة بالضغط المرتفع، أو تصلب الشرايين خاصة مع ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية، وبالتالى يكون عرضه لأمراض القلب والسكر وجلطات المخ، والكبد الدهنى.
وأشار إلى ضرورة تدشين حملات توعية للأمهات بخطورة سمنة الأطفال، لافتا إلى أن زيادة معدلات السمنة في الأطفال معناه إننا ننتظر جيل كامل مصاب بأمراض مختلفة وغير قادر على الإنتاج أو العمل، مما يؤثر سلبا على مسيرة التنمية في الدولة.