السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

لا مخلب لنسر عجوز.. الأتراك يفرون مذعورين من شمال العراق.. جندي سابق بالجيش التركي يؤكد استهداف أنقرة لأسراها لدى "العمال الكردستاني".. و"أوغلو" مكذبا آكار: الـ13 أسيرا من المخابرات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثارت حالة من الجدل خلال اليومين الماضيين تزامنا مع إعلان تركيا انتهاء عدوانها على شمال العراق وهي العملية التي أطلقت عليها إسم "مخلب النسر 2"، وتزرعت أنقرة في البداية بأنها تشن العملية العسكرية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، إلا أن الساعات الماضية كشفت عن حقائق حاولت تركيا إخفائها.
بداية الأحداث كان في العاشر من فبراير الجاري حينما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، شن عملية عسكرية تحت مسمى "مخلب النسر 2"، على منطقة غاري بجنوب إقليم كردستان بزعم تأمين الحدود مع العراق دون التطرق إلى قضية "خطف" عناصر حزب العمال الكردستاني لـ"الأتراك".

وفي الرابع عشر من الشهر نفسه، أعلن "آكار" انتهاء العملية العسكرية في شمال العراق، خلال زيارة له بمركز قيادة العملية مؤكدا مقتل 50 من مسلحي منظمة حزب العمال الكردستاني، موضحا أن القوات التركية استطاعت خلال العملية تدمير أكثر من 50 موقعا للمنظمة.
وعن الخسائر التي مني بها الجيش التركي قال خلوصي أكار أن ثلاثة من عناصر الجيش التركي قتلوا فيما أصيب ثلاثة آخرون، وأكد العثور على جثث 13 تركيا اختُطفوا وأُعدموا في كهف وفق تعبيره.
وهنا تظهر رواية "الخطف" لأول مرة في تصريحات "آكار" حيث لم يفصح عن هذا الأمر في البيان الذي نشر بشأن انطلاق عملية "مخلب النسر 2"، وأوضح وزير الدفاع التركي أنه لم يتم الإعلان من قبل عن خطفهم لأسباب أمنية.
وأثار تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بالعثور على جثث 13 تركيا اختُطفوا وأعدموا في كهف، الكثير من الشكوك عن كيفية وصول هذا العدد من المدنيين ووجودهم في منطقة عمليات عسكرية خطرة جداً.
وأوضح آكار أنه "أثناء البحث عن كهف تمت السيطرة عليه جرى العثور على جثث 13 من مواطنينا المخطوفين، وبعد المعاينة الأولى تبين أن 12 من مواطنينا الأبرياء العزل أصيبوا برصاصات في الرأس واستشهدوا فيما أصيب واحد برصاصة في الكتف واستشهد"، وهو أمر أثار تساؤلات بشأن كيفية حدوث عملية الخطف واصطحاب الأشخاص المخطوفين من تركيا إلى الأراضي العراقية، ومثل بيان آكار إدانة شديدة لأمن بلاده ليكشف حقائق أراد الوزير التركي طمسها إلا أن التناقضات فضحت الأكاذيب.


ما تقدم هو ملخص الرواية التركية للأحداث في شمال العراق مابين العاشر والرابع عشر من فبراير الجاري، بينما جاءت البيانات الواردة من الأكراد تكذب كل هذه التصريحات من خلوصي آكار.
وفيما يتعلق برواية الأكراد فإنها جاءت مناقضة تماما لـ"آكار" حيث نشر الموقع الإليكتروني لفضائية "روهاني" الكردية أن الـ13 قتيلا هي عناصر تنتمي للمخابرات والشرطة التركية احتجزتهم قوات الدفاع الشعبي الكردية منذ حوالي 6 سنوات، حيث أكدت أنهم محتجزين منذ 2015.
وأصدرت قوات الدفاع الشعبي، بيانا في 15 فبراير الجاري أكدت فيه أن العناصر المحتجزين لديها قتلوا جميعا جراء قصف للاحتلال التركي على المنطقة، لتكذب ما ذهب إليه آكار بأن "العمال الكردستاني" أعدمهم رميا بالرصاص، وأوضح بيان "الدفاع الشعبي" أن الأسرى هم مديران في وكالة الاستخبارات التركية وتسعة ضباط شرطة وجنود.
حتى الآن هناك إدعاء وإدعاء مضاد له بين الأتراك والأكراد، إلا أن دليلا لا يضع مجالا للشك رجح كفة "العمال الكردستاني" على البيانات الواردة من أنقرة والتي تحاول التأكيد على أن القتلى "مدنيين".
وجاء الدليل على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، حيث أكد في حواره مع موقع "المونيتور" في سبتمبر 2017 أن بلاده تعمل على إعادة كل المواطنين الذين خطفهم حزب العمال الكردستاني.
وقال أوغلو إن "حزب العمال الكردستاني خطف مسؤولين محليين ومدنيين عاديين وأطباء وشرطيين.
في تلك التصريحات التي أدلى بها أوغلو قبل 4 سنوات أكد خطف "العمال الكردستاني" عناصر استخباراتية وشرطية تركية، وهو ما يؤكد رواية الأكراد ويكذب تصريحات وزير الدفاع التركي والمتحدث بإسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين اللذان أكدا أن المقتولين مدنيين.


وفيما يتعلق ببيان الأكراد فإنهم اتهموا الجيش التركي بقتل الأسرى الـ13 خلال قصف جوي للمنطقة التي كانوا موجودين فيها، ولهذا الإجراء ظلا في الماضي حيث روى جندي يوناني كان أحد عناصر الجيش التركي منتصف عقد التسعينيات كيفية تعامل أنقرة مع أسراها لدى الأطراف الأخرى خاصة حزب العمال الكردستاني.
صحيفة "جريتك سيتي تايمز" أعادت نشر قصة الجندي اليوناني في الجيش التركي تزامنا مع انسحاب الأخير من شمال العراق وكشفت الصحيفة من خلال قصة الجندي مجموعة من المفارقات التي تثبت رواية الأكراد عن تعمد الأتراك قتل جنودهم الأسرى.
الجندي اليوناني يدعى يانيس فاسيليس، وهو جندي تركي سابق اكتشف أنه يوناني فقط عندما تم أسره من قبل مسلحي حزب العمال الكردستاني في عام 1994.
وأصبحت قصة فاسيليس مشهورة لأنه كان في الأصل تركيًا لكنه اكتشف أصوله اليونانية الحقيقية فقط بعد أن أسره حزب العمال الكردستاني ورفضت الحكومة التركية مساعدته، واعتبروه خائنًا وإرهابيًا على الرغم من تعريفه بأنه تركي ويريد إطلاق سراحه.
وعلم يانيس أن جده قُتل أثناء الإبادة الجماعية اليونانية، وكشفت مجلة "أرمينيان ويكلي" في الشهر الثالث من أسر ياني، أن والده ذهب إلى أنقرة للتحدث مع ضابط في الجيش التركي لكن بدلاً من ذلك، حضر رجل آخر وهدد أبيه: "نحن نعرفك ، أنت يوناني، يمكننا أن نطلق عليكم اسم "الأعضاء اليونانيون في حزب العمال الكردستاني" وإذا قلنا ذلك ، فستكون في وضع سيء ".
وفي الشهر الثامن أو التاسع من أسره، تلقى ياني رسالة تفيد بأن عائلته أبلغت بأنهم يونانيون، وعلمت الصحافة ذلك أثناء إجراء مقابلات مع عائلته، واستطرد "تغير رأيي بالكامل، وكل ما قاله الجيش التركي تبين أنه كذبة، أيا كان ما قاله الجانب الآخر "العمال الكردستاني"، فقد تم تأكيده".
وقال "ياني" بصفتي جنديًا أسيرًا سابقًا، يمكنني القول إن قوات الجيش التركي اتبعت نفس الطريقة عدة مرات في الماضي.
واستعاد الجندي ذكرياته في التسعينيات قائلا "أسرني حزب العمال الكردستاني بعد إصابتي في اشتباك مع عناصره في جبل كيلا ميمي بالقرب من روبوسكي، وبعد أن أوقف أحد رجال العصابات النزيف في قدمي، كان سيأخذني إلى منطقة أكثر أمانًا في جنوب كردستان.
وكشف الجندي عن مفاجأة قائلا "صدق أو لا تصدق، أعدت تركيا كمينًا لجنودها وبدأت في إطلاق النار على الطريق الذي كنا نسلكه بينما كنا نمر عبر المنطقة الحدودية".
وعاد الجندي اليوناني للتعليق على مقتل الـ13 تركيا خلال الأسبوع الماضي قائلا "لقد أظهر حزب العمال الكردستاني بالفعل موقفه في اختيار منطقة غاري التي هي أبعد مكان، من أجل الحفاظ على سلامة الجنود الأسرى، ومع ذلك قامت القوات المسلحة التركية التي كانت تعرف مكان الجنود الأسرى، بضرب المعسكر الذي احتجز فيه الجنود الأسرى.