السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس ناجح فوزي يكتب: الصوم حسب الفكر الإنجيلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news



تقر كل الطوائف المسيحية بأهمية الصوم في الفكر المسيحى الكتابى (بحسب الكتاب المقدس) على الرغم من الاختلاف في فهم وممارسة الصوم بين كل طائفة وأخرى لأن كل طائفة لها أسلوب ممنهج لتحديد معنى ومفهوم الصوم.
من المتفق عليه في فهم معنى الصوم هو الامتناع عن كل طعام وشراب لأن الإنسان نفس وجسد، فعندما تلتزم النفس بشيء تحتاج إلى أفعال الجسد. لذلك نرى الصوم في الكتاب المقدس مصحوبا بالصلاة والصدقة في تعليم المسيح في الموعظة على الجبل، كما يتضح أن الصوم دائما يكون مصحوبا بالتضرع والتواضع أمام الله، كذلك مرتبط بدوافع روحية يرغب الإنسان بها إرضاء الله أو تحقيق أهداف لمجد الله.
وعندما نتحدث عن الصوم في مفهوم الكنيسة الإنجيلية نجد أنها تتخذ فهما مبنيًا على ما جاء في الكتاب المقدس، وكذلك ما جاء في فكر المصلحين التى بدأت بحركة الإصلاح، فنجد الصوم في المفهوم الكتابى هو جزء مهم وأصيل في العبادة. حيث إن كلمة الله دائمًا تقرن الحديث بين الصوم والصلاة على أنها طريقة للعبادة والوصول إلى الله.
والخلاف بين الفكر الإنجيلى عنه في باقى الطوائف المسيحية من حيث الطريقة والمواعيد جاء نتيجة تركيز الكنيسة في العصور الوسطى على مظاهر لصوم دون التركيز على المعنى الحقيقى والفهم الصحيح لكلمة الله، ومن المثير للجدل أن عدم وضوح الفكر الإنجيلى لمفهوم الصوم جعل الآخرين يتهمون الكنيسة الإنجيلية بإهمال الصوم، وربما يعود ذلك إلى عدم وضوح الهدف والمعنى وهو التضرع والتقرب إلى الله.
لذلك فإن دوافع الصوم في الكتاب المقدس متنوعة، فالأمر يتعلق بوضع الذات بإيمان أمام الله بتواضع لتقبل عمل الله والوقوف بين يديه لذلك، يدعو الرب يسوع الصائم أن يقوم به في تكتم تام فمثل هذا الصوم المعروف من الله وحده هو الذى يفتح القلب للبر الباطنى الذى هو عمل الله الذى يرى ويعمل في الخفاء (متى 6: 17 – 18)
أما أن يصبح الصوم فرد بتوقيتات محددة وأسلوب ممارسة معين فقد أدى إلى أن يمارس الإنسان الصوم بدون إدراك للمعنى الحقيقى للصوم ويظهر يسوع نفسه يدافع عن تلاميذه لعدم قيامهم بفريضة الصوم بقوله «أيستطيع أهل العرس أن يصوموا والعريس بينهم؟ فما دام العريس بينهم لا يستطيعون أن يصوموا، ولكن سيأتى زمن فيه يرفع العريس من بينهم ففى ذلك اليوم يصومون» (مرقس 2: 19 – 20).
فالصوم الحقيقى هو صوم الإيمان، أى الحرمان من الملذات الجسدية والممارسات الخاطئة في حياة الإنسان والاقتراب إلى الله بالتضرع برغبة صادقة في تحقيق المشيئة الإلهية الصالحة في حياة البشر.