الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

من القاهرة.. الانتخابات تطوي صفحة الانقسام الفلسطيني.. أيمن الرقب: بعض القوى الإقليمية حاولت إفشال الجهود المصرية للم الشمل.. والاحتلال يحاول إجهاض المصالحة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس، إن كل الفلسطينيين يشكرون مصر بعد انهاء الانقسام الفلسطيني والتي وصفها باللحظة الحاسمة، مضيفا أن الشعب الفلسطينى تواق لتجديد شرعياته عبر الطريقة الديمقراطية المعطلة منذ ٢٠٠٦، ومؤكدا أن مصر بذلت جهدا كبيرا فى إقناع كل الأطراف وتذليل كل العقبات حتى لا تنفجر هذه الاجتماعات، وهو تتويج لجهد القاهرة الذى بدأ فى مارس ٢٠٠٥ بشأن المصالحة حيث استضافت الفصائل الفلسطينة قبل أن يحدث الانقلاب فى ٢٠٠٧ من حركة حماس ضد السلطة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أنه «قبل وصول الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض طلبت مصر فى سبتمبر ٢٠١٦ من الفصائل الاتفاق على رؤية واحدة، مشيرا إلى أن الحراك الحالى هو ضمن استراتيجية ترتيب البيت الفلسطينى استعدادا للعهد الجديد بالولايات المتحدة بقيادة الرئيس الديمقراطى جو بايدن».
وأكمل «الرقب» أن القاهرة تنظر إلى فلسطين كونها قضية أمن قومى عربى ومصرى فى المقام الأول، مشيرا إلى أن من ثوابت السياسة المصرية هو ضرورة التوصل إلى حل عادل يرضى الشعب الفلسطينى، لافتا إلى أن القاهرة لاتنتظر شكرا على ذلك وانما هو واجبها، وقد بذلت الأجهزة الأمنية المصرية جهودا مضنية من أجل إنجاح هذه الجولة من المصالحة.
وكشف أن بعض القوى الإقليمية حاولت إفشال الجهود المصرية للم الشمل الفلسطينى إلى أنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، ومصر لها ثقلها الكبير جدا إقليميا ودوليا.
وأكد أن الانقسام الفلسطينى يحقق مصلحة الاحتلال الإسرائيلى منوها إلى تصرح سابق لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو قال فيه إن «الانقسام الفلسطينى هو مصلحة إسرائيلية، وهو ثمن قدم لنا مجانا ولا نستطيع الاستغناء عنه».
وكشف عن أن الاحتلال الإسرائيلى سيحاول إجهاض تلك المصالحة بعدة طرق أبرزها افتعال أزمة بشأن إجراء الانتخابات فى القدس، مشيرا إلى أن المدينة المحتلة ستوضع لها آلية تمكن المقدسيين من ممارسة حقهم الانتخابى، وستمارس القاهرة وعمان ضغوطا على تل أبيب للسماح بإجراء الانتخابات فى القدس الشرقية.
وألمح الدكتور أيمن الرقب إلى أن البعض تحدث عن اعتزام فتح وحماس تشكيل قائمة مشتركة إلا أن هذا الأمر لا يلقى قبولا لدى كثيرين الذين يرون أنه من الأفضل أن يكون هناك منافسة فى الانتخابات وتشكل لاحقا حكومة وحدة وطنية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن الاجتماعات المزمع إجرائها فى مارس المقبل بين الفصائل الفلسطينة تأتى استكمالا للمباحثات بشأن الأمور العالقة، وأشار إلى أن هناك بعض الخلافات التى يمكن أن تعرقل التوافقات التى تمخضت عن اجتماعت فبراير الجارى، إلا أنه عاد وأكد أن الانتخابات أصبحت أمرا نهائيا.
وفيما يتعلق بالخلاف بين الحركتين بشأن موظفى فتح فى غزة، حيث طالبت فتح بإعادة موظفيها فى القطاع للإشراف على الانتخابات، فأوضح «الرقب» أن السلطة الفلسطينية قصرت فى حقهم بعد إحالة جزء كبير منهم إلى التقاعد أو فصل البعض الآخر من العمل، مشيرا إلى أن هناك نحو ٣ آلاف عنصر فى جهاز الشرطة بغزة تابعين لفتح، وهو من بين الملفات التى ما زالت عالقة بين الجانبين وربما تضغط القاهرة وعمان لتذليل تلك العقبات علما بأن ملف أجور موظفى حماس وآلية استيعابهم داخل السلطة أجل لما بعد إجراء الانتخابات.

يذكر أن الفصائل الفلسطينية اتفقت منتصف الأسبوع الماضى، على إنهاء الانقسام الذى استمر نحو عقد ونصف من الزمان، خلال الاجتماعات التى احتضنتها القاهرة فى الثامن والتاسع من فبراير الجارى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الاجتماعات الفلسطينية ضمت إلى جانب حركتى فتح وحماس، نحو ١٢ فصيلا آخرا، واتفقوا على جدول زمنى وخارطة طريق تفضى فى النهاية إلى تكوين نظام ديموقراطى يحكم الوطن الفلسطينى، وأصدرت الرئاسة الفلسطينية مرسوما يكشف عن مراحل ثلاثة للانتخابات تبدأ فى ٢٢ مايو المقبل حيث تجرى الانتخابات التشريعية، ويعقبها الرئاسية فى ٣١ يوليو وتنتهى بانتخابات المجلس الوطنى فى ٣١ أغسطس، ويحق لنحو ٢.٨ مليون فلسطينى التصويت.

ومن المنتظر عودة الفصائل إلى القاهرة لعقد اجتماعات جديدة مارس المقبل تبحث أسس وآليات تشكيل المجلس الوطنى الجديد.
وفى أعقاب ذلك، وجه الرئيس الفلسطينى محمود عباس الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على رعاية القاهرة لاجتماعات الفصائل الفلسطينية أفضت إلى تفاهمات على آليات إجراء الانتخابات العامة.
وذكر بيان الرئاسة الفلسطينية أن عباس وجه إلى السيسى خلال اتصال هاتفى بينهما «الشكر والتقدير للدور الذى تقوم به الشقيقة الكبرى مصر، والجهود التى تبذلها منذ سنوات لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام ورعايتها الكريمة للحوار الفلسطينى».
كما ثمن جهود مصر والأردن لمبادرتهما فى عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب «الذى شكل أهمية كبيرة على طريق تدعيم القضية الفلسطينية، وتوحيد الموقف العربى تجاه هذه القضية باعتبارها قضيتهم المركزية الأولى».
وأكد عباس التمسك بالذهاب لانتخابات حرة ونزيهة، وأهمية عقدها فى جميع أنحاء فلسطين، وبما يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقطاع غزة.
وقال السيسى إن «مصر ستبقى دائما إلى جوار القضية الفلسطينية، وستبقى حريصة على دعم الحق الفلسطينى، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى من أجل حماية المشروع الوطنى الفلسطينى، وفق قرارات الشرعية الدولية».