تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلقت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، مبادرة «نورت بلدك»، وذلك بعد تداعيات أزمة فيروس "كورونا" المستجد التي اجتاحت العالم، وذلك للتعرف على بيانات المصريين العائدين من الخارج؛ تمهيدًا لدمجهم في خطط ومشروعات التنمية المختلفة بالمحافظات وتوفير فرص عمل لهم.
تهدف مبادرة "نورت بلدك" لإعادة دمج هذه العمالة في خطط التنمية، في المهن التي يمتهنونها والمهارات المتوافرة لديهم، بالتعاون مع المحافظات المختلفة لمعرفة فرص العمل المتاحة في كل محافظة وفرص الاستثمار الممكنة، وهو ما يسهم في توطين أهداف التنمية المستدامة، وتم إطلاق موقع إلكتروني للعائدين من الخارج يشمل البيانات الأساسية لكل شخص، وعلى رأسها سابقة أعماله وتخصصه، بالإضافة لحصر فرص العمل المتاحة في كل محافظة وإتاحتها على الموقع، كذلك توفير خط ساخن لكل محافظة مخصص لتلقي شكاوى أو استفسارات أو مقترحات العمالة العائدة.
وقالت الدكتورة نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة والرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات، إن الجهاز يعمل مع 7 آلاف مواطن عائد من الخارج ومن المتضررين من أزمة كورونا لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، مؤكدة على أن كافة أجهزة الدولة حريصة على دمج العمالة العائدة واستيعابها في المشروعات القومية والمتوسطة والصغيرة، وتدريبهم وتأهيلهم على ريادة الأعمال، حيث تعرض منصة الجهاز الكثير من أفكار المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما أن هناك مستشارًا ذكيًا، مهمته الإرشاد والمساعدة في احتياجات عمل، بما فيها اختيار مشروع معين أو معرفة طريقة تمويل معينة.
وأوضحت، أن أغلب العائدين من محافظات سوهاج والغربية والدقهلية وأسيوط، اضطروا للعودة من بعض الدول العربية وذلك للوقوف على خبراتهم ومهاراتهم العملية وتعريفهم بالخدمات التى يتيحها الجهاز في مجال تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والتي تتفق مع إمكاناتهم مما يضمن لهم النجاح والاستمرار، مؤكدة أن الجهاز يقوم بتقديم كافة خدماته المالية والفنية والتدريبية لجميع الشباب والمواطنين العائدين من الخارج والذين فقدوا فرص عملهم بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا لمساعدتهم ودعمهم لإقامة مشروعات صغيرة تناسب خبراتهم في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والخدمية والزراعية، ويتم تعريف المواطنين العائدين من الخارج بالمزايا والتيسيرات الجديدة التى يتيحها قانون تنمية المشروعات الذى ستصدر لائحته التنفيذية قريبًا ويجري عليها حوار مجتمعي حاليًا مع 40 جهة من قطاع رجال الأعمال والاتحاد والعرف التجرية والصناعية.
وبدوره، أكد الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن مبادرة "نورت بلدك" مهمة جدًا، لأن الدولة تريد الاستفادة من الطاقات العاملة التي تحولت إلى طاقات عاطلة نتيجة جائحة فيروس "كورونا" المستجد، والتي كانت تعمل خارج مصر وبعد رجوعهم إلى بلدهم مرة أخرى يمكن الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الناجحة، لافتًا إلى أنه هناك ملفات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن توظيفهم من خلالها والاستفادة من خبراتهم لتوفير المناخ المناسب لمدخراتهم واستثماراتهم في المجالات المختلفة.وأضاف الإدريسي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذه المبادرة سيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد وزيادة الإنتاج وتقليل معدلات البطالة، لانها ستخلق فرص عمل وتساهم في دخول المصريين العائدين من الخارج في عجلة الإنتاج، بما سيكون له مردود إيجابي في خلق قيمة مضافة، مؤكدًا أنه من المهم تحديد طبيعة الأنشطة التي تناسب هؤلاء المصريين، طبقًا لتجاربهم وخبراتهم، مطالبًا بضرورة خلق حوار معهم لتوظيفهم بشكل مناسب لوظائفهم السابقة، واستغلال هذه الطاقات في أسرع وقت، للاستفادة من إمكانياتهم، وذلك بالتعاون مع المؤسسات والوزارات للاستفادة منهم بشكل سريع.
وتابع أن المصريين العائدين من الخارج سيحققون إضافة كبيرة للاقتصاد المصري من خلال توظيفهم في المشروعات المختلفة وتوفير فرص العمل لهم، سوا المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن المشروعات القومية التي سيكون لها دور هام في جذب العمالة، مقترحًا أن يكون هناك قواعد بيانات لعرض معلومات عن العمالة المتوفرة للقطاع الخاص، بمعنى أن يوضح القطاع الخاص العمالة التي يريدها من خلال هذا الموقع الإلكتروني لتوفير فرص عمل للمصريين، ويتم عرضها بشكل كبير ودقيق للقطاع الخاص، والتي من الممكن أن يستعين بتلك العمالة بما سيوفر فرص للعمل بشكل أكبر، وبالتالي لن يكون الضغط على القطاع الحكومي لتوفير فرص عمل للعائدين من الخارج، وأن يتم عرض هذه البيانات بشكل واضح.
من ناحيته، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن مبادرة "نورت بلدك" تأتي من دور الدولة في الرعاية الاجتماعية والاقتصادية لمواطنيها العائدين من الخارج، وتعويضهم عن فرص عملهم التي خسرونها في الخارج، وتوظيفهم بما يتلائم من خبراتهم وتجاربهم في هذه الوظائف السابقة، مشيرًا إلى أنه سيتم الاستفادة منهم من خلال تجاربهم المختلفة في وظائفهم، فإن هذه العمالة التي تعد من العمالة المدربة التي يتم الاستفادة منها في المشروعات القومية التي يتم إنشائها أو تلك المشروعات التي تم إنشائها بالفعل بما يدعم هذه المشروعات اقتصاديًا.
وأكمل عامر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن وزارة القوى العاملة لها دور كبير في توفير فرص عمل للعمالة العائدة من خارج مصر سواء في القطاع الحكومي أو إتاحة هذه الفرص في القطاع الخاص أيضًا من خلال قواعد البيانات المعروفة في هذه القطاع ومدى احتياجها للعمالة، وذلك من خلال مبادرة "نورت بلدك".
