الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيد النقشبندي.. صوت الملائكة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوافق اليوم 14 فبراير الذكرى الخامسة والأربعين لرحيل صاحب الصوت الملائكي الشيخ سيد النقشبندي الذي مازالت تواشيحه الدينية بمثابة الغذاء الروحي للملايين ، وفي القلب منها أنشودة مولاي إني ببابك التي ما أن يستمع إليها القلب قبل الأذن حتى نهيم في أجواء ابتهالية روحانية لا يمكن وصفها .
وتحفل سيرة الشيخ الجليل بالمحطات المهمة جدا بين المنشدين الدينيين ، لكن هناك واقعة لا يمكن تجاوزها أو نسيانها وتتعلق بمناسبة جمعت بين الملحن الرومانسي بليغ حمدي ، الذي مازال يعتبره الكثيرون "كيوبيد الألحان" الشجية بفعل أنغامه التي أخرجت أروع ما في حناجر الفنانة الجزائرية وردة والسورية ميادة الحناوي وغيرهم من الرموز الفنية التي أخصبت وأرهفت المشاعر الجميلة ، والشيخ المبتهل سيد النقشبندي الذي وضع الله عز وجل النور المبهر في صوته أضعاف ما ترك لعينيه .. حيث جمعتهما علاقة مهنية على أروع ما تكون روح التكامل في خدمة الإنسانية .
ففي ذات المرات جمع لقاء بين الموسيقار بليغ حمدى والشيخ سيد النقشبندى عام 1972 عندما كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته فى القناطر الخيرية وكان النقشبندى موجوداً فى الاحتفال، حيث كان له فقرة رئيسية فى الاحتفال الذى كان يحضره الملحن بليغ حمدى.
يروي الإذاعى الراحل وجدى الحكيم عن هذه الواقعة قائلاً: إن السادات قال لبليغ حمدى: عاوز أسمعك مع النقشبندى، وكلف الحكيم بفتح استوديو الإذاعة لهما، وعندما سمع النقشبندى ذلك وافق ولكن محرجاً، وتحدث مع الحكيم بعدها قائلاً: ما ينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية دون أن يكون هناك ملحن، وكان فى اعتقاد الشيخ أن اللحن سيفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، ولذلك كان رد الشيخ النقشبندى: على آخر الزمن يا وجدى هاغني؟؟!!
فى إشارة إلى أن الابتهال الملحن يجعل من الأنشودة الدينية أغنية.
طلب الشيخ الجليل من الحكيم الاعتذار لبليغ، ولكن استطاع الحكيم أن يقنعه بأن يستمع إلى ألحان بليغ أولاً، واصطحبه إلى استوديو الإذاعة واتفق معه على أن يتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة وأن تكون بينهما إشارة يعرف منها الحكيم إن كانت ألحان بليغ أعجبت النقشبندى أم لا.
وأضاف الحكيم: اتفقنا أن أدخل عليهما بعد نصف ساعة، فإذا وجدت النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ وإن وجدته مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه وأتعلل بأن هناك عطلاً فى الاستوديو لأنهى اللقاء ونفكر بعدها فى كيفية الاعتذار لبليغ.
ويضحك وجدى الحكيم قائلاً: دخلت فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان.. وقال لى: يا وجدى بليغ ده جن.
وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين أنشودة «مولاى إنى ببابك» التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى، أسفر بعد ذلك عن أعمال وابتهالات عديدة هى أشرق المعصوم، أقول أمتى، أى سلوى وعزاء، أنغام الروح، رباه يا من أناجى، ربنا إنا جنودك، يارب أنا أمة، يا ليلة فى الدهر، ليلة القدر، دار الأرقم، إخوة الحق، أيها الساهر، وذكرى بدر.
وفى نفس هذا اللقاء الأول الذى نتج عنه تلحين أنشودة «مولاى» لحن بليغ للنقشبندى 5 ابتهالات أخرى ليكون حصيلة هذا اللقاء 6 ابتهالات، من بين مجموعة الابتهالات التى قدمها للنقشبندى، وكان بليغ هو من اختار كلمات هذه الابتهالات بالاتفاق مع الشاعر عبدالفتاح مصطفى، ولم يتقاض بليغ والنقشبندى أجراً عنها وأصبحت أنشودة «مولاى» علامة من علامات الإذاعة المصرية فى رمضان وحتى بعد أن تراجع الإقبال على الإذاعة ظلت أنشودة «مولاى» باقية محققة المزيد من الشهرة والمعجبين من كل الأعمار.
كلمات أنشودة مولاي
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذ به ألاك يا سَندي؟
أقُوم بالليّل و الأسّحار سَاهيةٌ
أدّعُو و هَمّسُ دعائي.. بالدموع نَدى
بنُور وجهك إني عائد و جل..
ومن يعد بك لَن يَشّقى إلى الأبد..
مَهما لقيت من الدُنيا و عَارضها..
فَأنّتَ لي شغل عمّا يَرى جَسدي..
تَحّلو مرارة عيش رضاك..
و مَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد..
من لي سواك..؟ و من سواك يرى قلبي؟
و يسمَعُه كُل الخلائق ظل في الصَمد..
أدّعوك يَاربّ فأغّفر ذلّتي كَرماً..
و أجّعَل شفيع دعائي حُسن مُتَقدّي
و أنّظُر لحالي..في خَوّف و في طَمع..
هَلّ يرحم العَبّد بعد الله من أحد؟
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذ به ألاك يا سَندي؟.