الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

90 دقيقة رعب.. أعضاء الشيوخ يشاهدون لحظات اقتحام الكونجرس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لمدة ٩٠ دقيقة متوترة، استرجع أعضاء مجلس الشيوخ الرعب الذي عاشه النواب خلال تواجدهم في مبني الكابيتول، حينما اقتحم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب المبني يوم السادس من يناير، وذلك مع عرض مقاطع "فيديو" للهجوم على المبني الحكومي خلال جلسات محاكمة الرئيس السابق.
ورأي أعضاء مجلس الشيوخ بالفعل الكثير من مقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم من قبل، لكن ليس على الشاشات القريبة من مكاتبهم، حيث الصراخ والألم يتردد عبر القاعة، مع توضيح وتعليق للمدعين الديمقراطيين بالتفصيل عن مدى اقترابهم من الخطر في ٦ يناير.
وقالت السيناتور الجمهوري عن ألاسكا، ليزا موركوفسكي: "عشنا تجربة واقعية للهجوم وكان ذلك فظيعًا."
وتضمنت الأدلة الجديدة التي قُدمت لمجلس الشيوخ شريط فيديو للمراقبة في مبنى الكابيتول، لم يُشاهد علنًا من قبل، يظهر أعضاء مجلس الشيوخ وهم يركضون إلى بر الأمان بعد خروجهم من القاعة، بينما احتجزت الشرطة مثيري الشغب في الردهة الرئيسية في الطابق الأول من مبنى الكابيتول.
وأظهرت مقاطع فيديو أمنية منفصلة السيناتور الجمهوري ميت رومني من ولاية يوتا وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر حينما استداروا بسرعة وهم يتجهون دون قصد إلى مواقع غير آمنة ونائب الرئيس مايك بنس يخلي بسرعة المجلس حيث هتف المتمردون ضده في الخارج.
وقال مدير المساءلة إريك سوالويل إن المشاغبين كانوا على بعد "٥٨ خطوة" من أعضاء مجلس الشيوخ، وقال بعد ذلك إن الفيديو كان "مؤلمًا للغاية ومؤثرا للغاية".
انتهى العرض بفيديو ضابط شرطة، دانيال هودجز من قسم شرطة العاصمة واشنطن، وهو يصرخ من الألم بينما سُحق بين بابين في الجهة الغربية لمبنى الكابيتول. وملأت صرخاته المنكوبة الغرفة التي أصبحت هادئة.
والتزم أعضاء مجلس الشيوخ الصمت، وجلسوا وكأنهم يعالجون الأمر برمته. ووضع مدير المساءلة جيمي راسكين، الجالس في مقدمة الغرفة، رأسه بين يديه. قالت سيناتور مين، سوزان كولينز، واصفة الجو العام: "كان الجو هادئًا للغاية، بحيث يمكن أن تسمع صوت وقوع دبوس".
وحاول أعضاء مجلس النواب الديمقراطيون، الذين يقاضون الرئيس الجمهوري السابق بتهمة "التحريض على التمرد" في محاكمته التاريخية الثانية، أن يجعلوا من الصعب قدر الإمكان على أي عضو في مجلس الشيوخ التقليل من أهمية العنف، وبالتالي دور ترامب فيه، من خلال إظهار العنف من زوايا كاميرا متعددة.
ومن الواضح أن أعضاء مجلس الشيوخ انزعجوا مما رأوه. واعرب الديمقراطيون عن حزنهم من كل ذلك.
كيف يمكنك مشاهدة هذا ولا يتم تصويت لإدانة ترامب؟ سأل السيناتور الديموقراطي كريس كونز من ولاية ديلاوير أثناء خروجه لقضاء استراحة بعد العرض.
سيناتور أوكلاهوما جيمس لانكفورد، الذي كان يتحدث في مجلس الشيوخ في اللحظة التي تم إخلاؤها، اهتز بشكل واضح من الفيديو وقال إن العرض التقديمي كان "مؤلمًا"، لكنه لا يعتقد أن ترامب حرض على أعمال الشغب.
بينما قال السيناتور عن فلوريدا ريك سكوت، الذي قرأ ما بدا أنه مجلة أو وثيقة أثناء تشغيل الفيديو، بعد دقائق أن المحاكمة كانت "مضيعة للوقت".
تهمة ترامب
وصوت ٢٣٢ عضوا في مجلس النواب الأمريكي مقابل ١٩٧ لعزل ترامب بتهمة التحريض على التمرد، وحظي القرار بتأييد عشرة من النواب الجمهوريين.
وسيتم توجيه تهمة التحريض على العنف لترامب، على اعتبار أن أحداث الكونجرس خلفت عددا من القتلى والجرحى.
ووفي مذكرة الاتهام التي أودعها الادعاء، ورد أن مسئولية ترامب عن أحداث السادس من يناير في الكونجرس واضحة.
وسيجري اتهام ترامب على اعتبار أنه قام بتجييش الأنصار والحشود بمزاعم لا سند لها بشأن تزوير الانتخابات، إضافة إلى تعريض حياة كافة أعضاء الكونجرس للخطر، وتهديد عملية الانتقال السلمي للسلطة.

دفاع ترامب
ويقود المحاميان دافيد شوين وبروس كاستر، فريق الدفاع عن ترامب، الذي أصدر مرافعة مطولة من ١٤ صفحة، من أجل نفي تهمة التحريض عن ترامب، لأن خطابه أمام الأنصار لم ترد فيه أي دعوة صريحة إلى الاقتحام.
ذهبت مرافعة الدفاع عن ترامب إلى أبعد من ذلك فوصفت المحاكمة المنعقدة في مجلس الشيوخ بغير الدستورية، وبما أنه غادر المنصب فهو لن يحضر بشكل شخصي ليقدم شهادته.
هل ستتم إدانة ترامب؟
ترامب لن يخرج معزولا من هذه المحاكمة، لأن العزل يستوجب الحصول على أغلبية الثلثين لأجل الإدانة، وهذا أمر صعب. في حال صوت كافة أعضاء مجلس الشيوخ، مثلا، فإن التصديق على العزل والإدانة يحتاج إلى انشقاق ١٧ جمهوريا وتصويتهم ضد ترامب، أي أن القرار يستلزم نصابا من ٦٧ عضوا في مجلس الشيوخ.
في حال إدانة ترامب، فليست ثمة عقوبة مباشرة بموجب القرار، لأن الرئيس السابق لم يعد يشغل منصبه، لكن مجلس الشيوخ سيكون قادرا على إقامة تصويت بسيط بشأن حرمانه من تولي أي منصب فيدرالي، وفي حال نالت هذه الخطوة أغلبية عادية، فإن قرار الحرمان سيسري بشكل فعلي.
أما في حال تعادل المصوتين في مجلس الشيوخ، بشأن حرمان الرئيس من تولي المهام بعد ثبوت إدانته، فإن نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، هي التي ستتولى الحسم وترجيح واحد من الخيارين.