الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على دير مار مارون المعروف بقصر البُناة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقع دير مار مارون على الضفة الشرقية من نهر العاصي ( شمال لبنان ) بمحاذاة نبع عين الزرقاء. يرتفع نحو تسعين مترا عن الضفة الشرقية لنهر العاصي، ويشرف على منحدر شديد ينتهي في أسفل الوادي، وهو يخضع لسلطة مطرانية دير الأحمر وبعلبك للموارنة التي يرأسها حاليًّا المطران سمعان عطالله.
تاريخه 
ينسب البعض تسميّته بقصر البناة نسبة إلى البناة والمهندسين الرومان الذين استقروا فيه خلال الفترة (٢٠٠ ق.م. - ١٧٥ق.م.)، فهم اتخذوا من هذا المكان مقرا لهم ليبنوا القنوات المائية إلى مملكة تدمر، وقد بنوا معها قاموع الهرمل من الحجارة عينها التي بني بها الدير المذكور. واعتُمد في بناء هذه القلعة الصخرية النسق الهندسي الدفاعي الذي كان الرومان يستخدمونه في بناء قلاعهم في منطقة الشرق الأوسط، وهو يختلف عن النسق الهندسي الروماني الأوروبي، إذ أن النوافذ مشطوفة على شكل زوايا، وهي ذات فتحات صغيرة من الخارج تتسع في اتجاه الداخل، بما يحول دون دخول السهام والنبال في حال التعرض لهجوم معاد، ويسمح في الوقت نفسه بالمراقبة والتحرك في الدفاع من الداخل نحو الخارج.
والمعروف أن الرومان لم يستعملوا الخيام للمكوث فيها، لذا عملوا على بناء هذه القلعة الصخرية نحو سنة ٢٠٠ قبل الميلاد، ليأوي العمّال اليها بعد فراغهم من أعمال الحفر في قنوات المياه. 
يقال أنه في سنة ٤٢٥ للميلاد، كافأ الملك مورقيان رهبان مار مارون لمقاومتهم اليعاقبة، فوهبهم القصر ليتنسّكوا فيه. وقد قاموا بتوسيعه وزادوا عليه عددًا كبيرًا من الصوامع، وحوّلوه ديرًا للصلاة والعبادة، وحفروا بئرًا في داخله يصل إلى مجرى نهر العاصي ليتسنى لهم الحصول على المياه من دون الخروج من الدير، مخافة أن يكتشف اليعاقبة الدير ويلاحقوا الرهبان.
كما سمي بقصر البنات نسبة إلى مجموعة من الراهبات نزحت من شمال سوريا أثناء الخلاف بين المذاهب المسيحية في بداية القرن السابع الميلادي وخلال العهد الاموي وسكنت فيها. وأيضًا يقال ان مار مارون التجأ اليها أثناء الصراع بين المذاهب المسيحية، فسميت مغارة الراهب.
مواصفاته
تتسلّق الصخور التي ترتفع نحو 10 أمتار عن الأرض للوصول إلى مدخله الخلفي، الذي هو عبارة عن حجارة كبيرة عُقِدت على بعضها، فتدخل وترى الغُرف التي حُفرت داخل الصخور، إذ يبلغ طول الغرفة الأولى نحو 7 أمتار وعرضها نحو 3 أمتار، بينما طُليت جدرانها بالأسود بسبب دخان حطب التدفئة، أمّا أرضه فهي منحدرة. ومن الغرفة الأولى تدخل إلى الغرفة الخلفية التي هي أصغر مساحةً، وكلّ ذلك في «العتمة»، لأنّ المكان يفتقد للإنارة. وبالقرب من الغرفتين، تلّة تراب في البهو المقابل، ووراءَهما حفرة مغطّاة هي «دهليز» حفرَه الرهبان للوصول إلى منبع العاصي لتأمين المياه في فترة الحصار. أمّا المدخل الأمامي فيرتفع عن الأرض نحو مترين، وشُيّد بصخور ضخمة، ويتميّز بغرفِه الصغيرة التي تعرّضت للأذى والتشويه.
يذكر الباحثون ان دير القديس مارون الموجود في سوريا هو في الواقع "كهف مارون"، أو مغارة الرهبان، الموجود في لبنان في منطقة الهرمل، ويعتقد أن أحد تلامذة مارون، قد تنسك في المغارة بعد وفاة القديس مارون، وأطلق اسم معلمه عليها كما أن المغارة الأخرى الموجودة على مطلع نهر "إبراهيم"، الموجودة في منطقة قريبة من بيروت في، قد تنسك بها أحد رهبان مارون أيضا واسمه إبراهيم ما ادى إلى إطلاق اسمه ليس فقط على المغارة بل على النهر أيضا.