أصدر المجلس العالمي للسفر والسياحة، بحثا جديدا حول التأثير الاجتماعي الذي يحدثه قطاع السفر والسياحة.
ونشر المجلس تقريرا يعد جزءا من مبادرته الرئيسية والتي ستشهد المزيد من العمل في المستقبل، موضحا ان التقرير الجديد يوضح مدى أهمية الدور الذي يلعبه السفر والسياحة، ليس فقط في دفع النمو الاقتصادي، ولكن أيضًا في تعزيز التقدم الاجتماعي في جميع أنحاء العالم من خلال طبيعته المتنوعة والشاملة، والقدرة في إثراء المجتمعات وخلق فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر، ومحفز للابتكار وريادة الأعمال.
ويقول التقرير إن زيادة الوعي وفهم التأثير الاجتماعي للسفر والسياحة كان دائمًا مهمًا للغاية ولكنه أكثر أهمية في ضوء التأثير المدمر لـ COVID-19 على السفر والسياحة على مستوى العالم، كما يُظهر هذا البحث، الذي تم إجراؤه بالتعاون مع دليل التقدم الاجتماعي، ارتباطات كبيرة بين بيانات تقرير الأثر الاقتصادي لمركز التجارة العالمي ودرجات مؤشر التقدم الاجتماعي على مدى العقد الماضي، وعلى وجه التحديد، تؤثر المساهمة الإجمالية للسفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف بشكل إيجابي وكبير على نتائج مؤشر التقدم الاجتماعي ؛ مع الصين وكمبوديا ورواندا وسريلانكا كأداء قوي بشكل خاص.
يأتي ذلك في وقت كان فيه الوباء قد اجتاحت قطاع السفر والسياحة، وهناك حاجة ملحة لاستعادة مئات الملايين من الوظائف المفقودة، حيث تشير أحدث النماذج الاقتصادية لمركز التجارة العالمي إلى أن 174 مليون وظيفة قد تأثرت في عام 2020 على مستوى العالم، ووفقًا للبحث، في أجزاء كثيرة من العالم، أثرت السياحة والسفر الناس بمعدل أسرع من الاقتصاد الكلي.
وبين عامي 2011 و2019، سجلت جنوب شرق آسيا أسرع معدل نمو سنوي في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للسياحة والسفر بنسبة 6.7٪ مقارنة بالنمو الاقتصادي الإجمالي للمنطقة بنسبة 3.7٪ ؛ بينما حقق الشرق الأوسط نموًا بنسبة 3٪ في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للسياحة والسفر مقابل 0.3٪ فقط لاقتصاد المنطقة ككل.
وتابع البحث: "يتم إنشاء وظيفة واحدة جديدة لكل 34 زائرًا دوليًا لوجهة ما، ويعتبر هذا الرقم أكثر أهمية في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط، حيث يستقبل على التوالي 11 و13 و24 زائرًا دوليًا لإنشاء وظيفة جديدة واحدة، كما أنه مقابل كل دولار واحد يتم إنشاؤه في الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة والسفر على مستوى العالم، يتم توليد أكثر من دولارين بشكل غير مباشر، وهذا يعني أنه يتم إنشاء أكثر من ضعف القيمة عبر سلسلة التوريد بأكملها بفضل السياحة والسفر".
وقالت جلوريا جيفارا، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس: "نفخر بإصدار هذا البحث المهم الذي يركز على التأثير الاجتماعي، والذي يسلط الضوء على مدى أهمية السفر والسياحة لعالمنا، حيث يعد قطاع السفر والسياحة أحد أكثر القطاعات تنوعًا، حيث يعمل فيه أشخاص من جميع الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق، مع ما يقرب من 54٪ منهم من النساء وما يصل إلى 30٪ من الشباب".
وتابعت: "بعد ما يقرب من عام كامل من انعدام الأمن والمصاعب التي نتجت عن جائحة COVID-19، لم يكن الوقت أكثر ملاءمة للاحتفال بأهمية هذا القطاع، فوفقًا لتقرير الأثر الاقتصادي لعام 2020 الصادر عن المجلس، خلال عام 2019، دعمت السياحة والسفر واحدة من كل 10 وظائف (إجمالي 330 مليون)، وساهمت بنسبة 10.3٪ في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وولدت واحدة من كل أربع وظائف جديدة".
