الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

كرم زهدي.. مؤسس "الجماعة الإسلامية" المُنعزل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توفي اليوم صباح اليوم الأربعاء 10 فبراير 2021، الشيخ كرم محمد زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة الاسلامية الأسبق، بمستشفى الإسكندرية الجامعى مواليد 1952 عن عمر 69 عاما.
وقال الدكتور ناجح إبراهيم أمير الجماعة الإسلامية الأسبق، :" سيتم دفن الشيخ كرم زهدى بالمنيا بمدافن عائلته" مشيرا إلى أنه يتم الآن عملية غسل الجثمان استعتدادا لنقله من الإسكندرية إلى المنيا لدفنه بمقابر العائلة.
ونعى افراد من الجماعة الاسلامية كرم زهدي عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك".
كرم محمد زهدي، أحد مؤسسي "الجماعة الإسلامية" في مصر، وهو عضو مجلس شورى سابق في الجماعة، وبرز اسمه كونه أحد المشاركين في عملية اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، إلا أنه أعرب بعد ذلك عن ندمه من المشاركة في العملية.
زهدي يعتبر من أكثر الوجه الإصلاحية في الجماعة الإسلامية التي رفضت اللجوء مجدداً إلى العنف، بل وطالب الجماعة الإسلامية إبان الفترة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، 3 يوليو 2013، بضرورة ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف والتمسك بمبدأ السلمية إلا أن الكثير من قيادات الجماعة لم تستمع لتلك المناشدات، وشاركت في عمليات عنف.
الجماعة الإسلامية في مصر، هي أبرز الكيانات الإسلامية التي مارست العنف ثمانينات القرن الماضي، إلا أنها زعمت تقديم مراجعات فقهية، تراجعت فيها عن العنف والتغيير بالقوة.
وسجن كرم زهدي في العملية الإرهابية التي تبناها تنظيم "الجهاد" وقتذاك، واستهدفت اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1981، وقد أفرج عنه في 27 سبتمبر 2003 بعد قضائه 22 عاما في السجن.
وقاد زهدي عملية مراجعة، داخل السجن للتخلي عن العنف وحمل السلاح ورفض الصراع مع الدولة، وأدلى بتصريحات صحفية قدم فيها اعتذارا عن العمليات التي تبنتها الجماعة الإسلامية معربا عن استعدادها لتقديم الدية لضحاياها.
الندم على قتل السادات
ورغم أن كرم زهدي، كان من بين المشاركين في عملية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، إلا أنه أبدى ندمه، واعتبر الرئيس السادات مات شهيداً، لأن كل من قتل في فتنة بين مسلمين يكون شهيداً، مضيفاً: "احتسب السادات شهيداً عند الله". وقال بعدها: "أنا أخطأت في قرار قتل السادات، ولو أنى استقبلت في أمرى ما استدبرت لما شاركت في قتله بل ونهيت عن ذلك الأمر".
واعتبر كرم زهدي، فترة السادات أنها كانت مليئة بخدمة الإسلام، حيث أعطى فرصة جيدة للمسلمين لاستعادة مجد الدين، وأوضح أنه تقدم باستقالته من منصبه بالجماعة الإسلامية، لأنه كان لديه قرار منذ توقيع مبادرة وقف العنف في عام 1996 بأن "يستقيل بعد أن يرى اليوم الذى تنجح فيه المبادرة ويخرج كل المعتقلين من السجون وهو ما حدث بعد الثورة".

مبادرة وقف العنف
وتصدر كرم زهدي وناجح إبراهيم وعصام دربالة وعاصم عبد الماجد، تقديم المراجعات الفكرية، منذ 1997، إلى أن تم صياغتها بشكل عام في بداية عام 2002، وكتب كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية وقتذاك، عددا من الكتب للتأصيل الفقهي لمبادرة وقف العنف التي تبنوها.
وبحلول العام 2007، بات واضحاً أن عملية التحوّل قد نجحت، فقد أنتجت قيادة الجماعة حوالي 25 مؤلفاً دعمت فيهم التوجّه السلمي الجديد للتنظيم بأدلة فقهية وعقلانية، وتضمّن اثنان من هذه المؤلفات نقداً صريحاً للقاعدة، واحتوى ثالث على نقد لنظرية “صراع الحضارات” وتأييد لحوار الثقافات.

تمرد الجماعة الإسلامية

بعد ثورة 30 يونيه، التي انهت حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، ظهرت حركة أطلقت على نفسها "تمرد الجماعة الإسلامية"، وطالبت بعودة زهدي مرة أخرى إلى قيادة الجماعة الإسلامية، بعدما انحرف بها القائمون عليها، وكان يقصد بها وقتذاك، عصام دربالة وعاصم عبد الماجد وصفوت عبدالغني، الذي رفضوا المقترح وشنوا هجوم على زهدي.

وقال زهدي، إن حركة "تمرد" الجماعة الإسلامية، إصلاحية تسعى لتصحيح مسار الجماعة التي دخلت نفقاً مظلماً في ظل قياداتها الحالية التي تحالفت مع تنظيم الإخوان، فضلاً عن عدم الوفاء بتعهداتها في العمل بمبادرة وقف العنف، مؤكداً أنه لن يعود لتولى رئاسة الجماعة الإسلامية مرة أخرى.

وانتقد كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، وقال عنها إنها كانت من أسوأ الفترات التي مرت بها البلاد، وقدمت نموذجا سيئا لحكم الإسلاميين، متهما الرئيس السابق محمد مرسي بأنه كان حاكما لعشيرته وجماعته، وليس رئيسا لكل المصريين.

وبدا أن زهدي كان متحفظاً على خروج أنصار الإخوان في تظاهرات مناهضة للدولة، حيث أفتها وقتها بأنها "حراما شرعا" في ظل ما تخلفه من قتلى ومصابين، وأن كل الجماعات المسلحة التي تعتنق فكر التكفير هي من "الخوارج"، وأن هذه الجماعات تنفذ أوامر الإخوان بنشر العنف والفوضى في البلاد من أجل تحقيق حلم الجماعة بالعودة إلى السلطة.

وقال زهدي إن ثورة 30 يونيه، هي ثورة شعبية خرج فيها أكثر من 30 مليون مصري بحثا عن حقوقهم في ظل حكم الجماعة التي سعت إلى أخونة كل مؤسسات الدولة والسيطرة على مفاصلها من أجل تحقيق حلم التمكين، وتجاهل باقي فئات الشعب، ونفى أن تكون ثورة 30 يونيه "انقلاب عسكري"، بعد أن غصت الميادين بملايين المصريين، للمطالبة برحيل مرسي وجماعته عن الحكم بعد أن ثبت فشلهم، محملاً "الإخوان" ذنب ما تشهده البلاد من فوضى بسبب خطب التحريض والتهييج التي صدرت من المنصة طوال فترة الاعتصام .

كما سجل زهدي اعتراضه ورفضه اعتصام ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، واعتبر زهدي، أن منصة التحريض في رابعة العدوية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الأحداث التي تشهدها مصر منذ عزل مرسي وحتى الآن، وأن الرسول دعا المسلمين إلى السمع والطاعة حتي لو كان أميرهم عبدا حبشيا، لافتا إلى أن لجوء أحد طرفي النزاع للعنف يوجب على الطرف الثاني أن يصبر ويبتعد عن السلطة ويلتزم بالطاعة تنفيذا لوصية الإسلام.