الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

خط اليد مداده القلب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما أقرأ كتابا ويعجبني، أحرص على تزيينه بتوقيع الكاتب، ويا حبذا لو أسهب الكاتب في كلمات التوقيع، لأنني أتأمل خط يده وأتابع تعرجات القلم كما تفعل قارئة الكف، وأعتبر خط يده اكتمالا لسحر كتاباته، وكأن روحه سقطت على الورق.
وحينما أبحث عن تاريخ كاتب ما في دوائر البحث الإلكترونية، أسعد كثيرا عند العثور على بعض كتاباته بخط يده، وكأنه تتكشف لي لحظته الحميمية، لحظة البوْح عن إبداعه، لذا يسعدني أن أجد من يهتم بنشر مسوداتي المكتوبة بخط يدي لأنني أحتفظ بها من أول كتاب صدر لي، وأراها استئذان مبدئي بيني وبين الورقة لتسمح لي بنثر مداد قلبي على ساحتها البيضاء والتي تكون عادة بلا سطور.
أكتب بالقلم الجاف وأحيانا بالقلم الرصاص حيث معظم كتاباتي لها مسودة أولى وثانية وثالثة، وفي روايتي الصادرة حديثا "تبغ وشوكولاتة" وصلت المسودة لرقم 10، ولكنني عادة أنقل الكتابات على اللابتوب في المسودة الثانية حيث يكون تحريرها أسهل.
وأحيانا لا يسعفني الوقت وتداهمني كلمات قصيدة أو فكرة قصة قصيرة أو تطور في إحدى شخصيات رواية فأسجلها تسجيلا صوتيا على هاتفي ــ فإن لم أسجلها في وقتها ضاعت مني وكأنها لحظة تنوير إن لم أقبض عليها تفلت إلى الأبد ــ ثم أفرغها على الورق مع بعض الملاحظات والهوامش، وعندما تكتمل أنقلها على اللابتوب.
بعد اكتمال العمل أحب العودة للمسودة الأولى المكتوبة بخط اليد، لأرى الفارق والتطور الذي حدث في العمل، حيث يعيدني خط يدي للمشاعر الأولية وأجواء كتابتها، لكنني لا أرى أن المسودات تمثل شيئا هاما للنقاد ولا هي مجالا للنقد، بل هي أكثر أهمية للكاتب نفسه، لكن لا غنى بالطبع عن المسودات الإلكترونية فهي عامل أساسي ومهم في حفظ العمل .
بالنسبة للمقال القصير أكتبه مباشرة على اللابتوب دون مسودة، وبالمناسبة هذا المقال كتب كاملا بخط اليد قبل نسخه على اللابتوب دون تخطيط مسبق مني، ربما لأثبت لنفسي أن المداد من القلب.