الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فيها سم قاتل!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أن طال الجدل حول دور الخفافيش في نقل فيروس كورونا الذي مازلنا نعيش كابوسه، انتقل الحديث إلى المخاوف من البيئة غير الصالحة التي أصبحت تسود في مناطق عديدة جنوب الصين ومنها أووهان. وحذرت عشرات الدراسات العلمية الحديثة من البيئة الزراعية والصناعية غير الآمنة في الصين وتأثيرها على المنتجات التي تنمو في تلك البيئة الضارة وما تمثله من خطورة على صحة الإنسان بما أنها تدخل غالبية أسواق العالم بانتظام.
وتثير المعلومات الموثقة في بعض الدراسات فزعا في النفوس بما تشير إليه من سموم قاتلة تحتويها بعض المنتجات الصينية مما يهدد بأمراض عديدة قد تصيب الأشخاص الذين يستهلكونها. وقد حرصت من جانبي على التحقق من أسماء الباحثين والتحري عن الجامعات والمراكز التي تشرف عليها وتمولها خوفا من تسلل الحروب السياسية والتجارية للبحوث الأكاديمية خاصة في ضوء الغزو الصيني لأسواق العالم بالصادرات الرخيصة لحد اتهامها بالإغراق. وبعد التأكد من حياديتها ونزاهتها، بات ضروريا عرض أهم ما تتضمنه من معلومات بهدف التوعية وحتى يفكر المستهلك جيدا عند الشراء ويراجع مواصفات الجودة والمواد التي تحويها المنتجات الصينية.
منذ فترة قريبة حذرني طبيب مصري معروف في أمراض الباطنة بالابتعاد عن الثوم الصيني لأنه يسبب الانتفاخ في القولون وآلام المعدة. ولم أكن قد فهمت على وجه الدقة مصدر مخاوف الطبيب، لكن بعد الاطلاع على ملخص دراسات منشورة في دوريات مشهود لها مثل سيانص اي في وسيانص ديركت، أدركت أن استخدام المبيدات الحشرية بكثافة في الزراعة بالصين يجعل الكثير من المحاصيل والمنتجات ومنها الثوم ضار جدا بالصحة وقد يسبب تسمما للإنسان بعد تناولها بفترة وجيزة.
والأخطر من ذلك أن المزارعين يرشون على المحاصيل مزيجا من مواد تحتوي على الفورمالين بهدف الإبقاء عليها طازجة لأطول فترة ممكنة خلال تصديرها. وهناك أنواع عديدة من الخضر يجب التأكد من كونها آمنة كالفطر والملفوف أوالخص الصيني والجينسينج الشهير وكذلك الفاكهة مثل التفاح والكمثرى والبرتقال والبرقوق. كما أن بعض أنواع عصائر الفاكهة المعلبة والمحفوظة يحتوي على مادة الزرنيخ الخطيرة على الصحة.
أما وجبة الـ "نودلز" ذات المذاق المحبب للجميع فتحذر دراسة بريطانية من احتمال احتواء المعكرونة على ثاني أكسيد الكبريت. والأمر مماثل بالنسبة للأرز الصيني.. وتدعو دراسة أخرى يابانية إلى ضرورة تجنب المأكولات البحرية الصينية، خاصة الجمبري والمحار، حيث عثر بها على مواد مسرطنة وهي النيتروفورازون والكلورامفينيكول والإنروفلوكساسين. ويتم تربيتها في خزانات مملوءة بمياه صرف صحي وقمامة وتضاف لها مواد كيميائية ضارة بالصحة. والنصيحة للمستهلكين بالحصول على الأسماك وكذلك اللحوم والدجاج من مصادر قريبة من الأسواق حتى تكون طازجة مع ضرورة التأكد من طرق تخزينها بشكل سليم.
ولعل المفاجأة المدوية تتعلق بالشاي الصيني ذائع الصيت حيث تبين أن بعض الأنواع يحتوي على 30 مادة كيميائية سامة. كذلك الشأن بالنسبة لحليب الأطفال الذي به مادة الميلامين الخطيرة على الصحة. أما "صوص الصويا" الذي أصبح عنصرًا أساسيًا في المطاعم وبعض المنازل فيحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، كما عثر في بعض الأنواع على مادة ميثيلميدازول المسرطنة. لذلك لابد من تجنب هذه المواد المسببة للأمراض الخطيرة مع تكرار استهلاكها.
ونفس التحذير يتجه إلى علب الفواكه المصنعة أو "الكمبوت" وكذلك علب التونة وهي علب من الصفيح تمتلئ بمادة الرصاص الذي يصبح بالغ الخطورة بمجرد اندماجه مع قطع الفاكهة. كما أن ملح الطعام الصيني الموجود بكثرة في الأسواق قد يسبب فشلا كلويا نظرا لخلطه مع معادن أخرى غير آمنة على الصحة.
وإذا كان هناك درس يمكن استخلاصه من هذه الدراسات فهو ضرورة توخي الحذر من المنتجات المستوردة ليس فقط من الصين وإنما من أي منشأ. ولا أظن أن المنتجات المصرية خاصة الغذائية يمكن أن ينافسها حاليا مثيلاتها المستوردة خاصة في ظل تحسن طرق الزراعة والرقابة على الأسواق. تبقى مشكلة الأسعار التي مازالت مرتفعة ونتمنى أن تجد طريقها للحل من خلال تقليل حلقات سلسلة التوريد التي تصل أحيانا لخمسة وسطاء. ولعل التوسع مؤخرا في إنشاء أسواق من المنتج إلى المستهلك كفيل بالضغط على الأسعار والابتعاد عن أي منتجات مستوردة قد تشد إليها المستهلك لسعرها المنافس للمحلي فيتغاضى عما قد تحويه من سم قاتل يدمر صحته.
olfa@aucegypt.edu