الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

150 سنة مسرحًا فشلت في تلبية طموحات الفنانين والنقاد.. عمرو دوارة: الدورة الـ13 لمهرجان المسرح أفضل من سابقاتها.. والسلبيات تحتاج للشفافية في التصدى لها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، أول من قدم مبادرة الاحتفال بذكرى مرور 150 عاما على تأسيس المسرح المصرى الحديث، وقد سبق أن أجرينا معه حوارا عن هذه المناسبة في سبتمبر 2019، وذلك قبل تبنى وزارة الثقافة لتلك الدعوة وإطلاقها شعارا للدورة الـ13 للمهرجان القومى للمسرح، وبعد انتهاء فعالياته كان من المهم التعرف على وجهة نظره وتقييمه كناقد في كثير من القضايا المسرحية.


وعن استجابة وزارة الثقافة بتبنى هذه المبادرة قال دوارة: «إن دعوتى للاحتفال بمناسبة مرور 150 عاما على بدايات المسرح المصرى الحديث، بدأت مع بدايات عام 2019، وكنت أتصور بأننى بمجرد إصدارى كتاب «المسرح المصرى ومائة وخمسون عاما من الإبداع» في الدورة السابقة للمهرجان القومي، أن الجميع سينتبه لهذه المناسبة المهمة، ولكن للأسف اضطررت إلى إعادة الطرح من خلال حملة صحفية مكثفة بدءا من سبتمبر عام 2019 «من خلال جريدة وموقع «البوابة»، وغيرها من الصحف والمجلات، وهى الدعوة التى وجدت استجابات رائعة من جميع النقاد والباحثين والمسرحيين المصريين والعرب، ولم يعارضها سوى أحد الزملاء الذى أعلن بأنها «مبادرة دوارة المغلوطة»، ولكنه عاد بعد أقل من عام وأعلن بإحدى البرامج أنه صاحب الدعوة الأولى لهذه الاحتفالية.



نوايا طيبة
ويضيف «دوارة»: كانت هناك نوايا طيبة بلاشك وجهود مخلصة، لاستجابة وزارة الثقافة ممثلة في اللجنة العليا للمهرجان القومي، ولكنها للأسف لم تكن على مستوى الحدث، والمهرجان لم يحقق سوى 50% من طموحاته، والسبب هو التركيز على فكرة 150 عاما على تأسيس المسرح المصرى الحديث دون التركيز على أنه «عام المسرح المصري»، والفرق كبير، ولكنه طمح أن يشعر رجل الشارع بهذه المناسبة وأهميتها، فلا يقتصر الاحتفال على نخبة المسرحيين ببعض القاعات المغلقة، فقد سجل عدة اقتراحات في منتهى الأهمية، ومنها: إصدار عملة تذكارية، وطابع بريد تذكاري، ولم يكن الأمر سيكلف أكثر من التواصل بعدة خطابات مع مصلحة سك العملة، والهيئة العامة للبريد.
ويتابع: هناك ملاحظة أخرى مهمة وهى أننا لم نحتفل برواد المسرح المصرى بصورة حقيقية من خلال فعاليات المهرجان بالرغم من إطلاق عنوان «دورة الآباء»، وبالطبع كنت أفضل كما أعلن من قبل تسمية الدورة باسم الرائد يعقوب صنوع، خاصة أن عام 2020 قد شهد مجموعة من الإنجازات الإيجابية التى حسمت قضية ريادته وأجابت على جميع تساؤلات التشكيك بصورة نهائية.
ويشير «دوارة» إلى أن جهود هذا العام تكاملت نتيجة لعنصرين أساسيين هما: المغالطة الكبرى التى حدثت في ملتقى «همزة وصل» في يناير 2019، والتى ألغت 35 عاما من تاريخنا المسرحي، ثم المبادرة التى أطلقها بضرورة الاحتفال بمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس مسرحنا المصرى لتأكيد الحقائق والريادة ورد الاعتبار، واستكمال جميع الجهود السابقة وتجميع كل الحقائق المتناثرة، بهدف تفنيد جميع المزاعم الباطلة التى أطلقها أحد الباحثين- مع سبق الإصرار والترصد- على مدى عشرين عاما كاملة للتشكيك في ريادة «يعقوب صنوع»، وتوثيق بعض الأخبار التى واكبت إبداعاته مع توظيف بعض الشهادات المهمة التى لم يسبق الإشارة إليها بالدراسات السابقة ومن بينها دراسات الأساتذة: محمد عبدالفتاح المصري، د. محمد صبرى السوربوني، محمد الفيل، د.إبراهيم حمادة، محمد كمال الدين، سمير عوض، د. نهاد صليحة، د. عبدالوهاب المسيري، والباحثين الأجانب: المستشرق الروسى أغناطيوس كراكتشوفسكي، وهو أول من نشر بمصر في 1924 عن دور «صنوع» في المسرح، توفيق حبيب ومقالته المهمة عام 1927 بمجلة «الستار».
وكذلك تقديم بعض الدراسات القيمة لكل من: د.نجوى عانوس، محمد أبوالعلا السلاموني، عبدالغنى داود، أحمد عبدالرازق أبوالعلا، جرجس شكري، د.وفاء كمالو، د.إيمان النمر، بالإضافة إلى ترجمة الدراسة القيمة للمستشرق المجرى د. آدم مستيان، وذلك لإثبات بعض الحقائق لأول مرة.
وقال «دوارة إن أهم تلك الحقائق تتمثل في التأكيد على صدق «يعقوب صنوع» في كثير من التفاصيل التى ذكرها بصحيفته ومذكراته – وسبق أن شكك فيها أحدهم- ومن أهمها الأعداد الغفيرة من الجمهور الذى تابع عروضه، وكذلك بعض التفاصيل الخاصة بأعضاء فرقته الذين سجل أسمائهم بمسرحيته «موليير مصر وما يقاسيه»، تأكيد استمرارية أغلبهم لأول مرة بعد توقف نشاطه بفرقة «إبراهيم حجازي»، والتأكيد على تقديم «صنوع» لبعض المسرحيات التى تعد علامات في مسيرة فرقته المسرحية خلال الفترة من 1870 إلى 1872، خاصة بعدما توفرت تلك النصوص التى سبق التشكيك في وجودها، ومن أهمها مسرحية «ليلى» التى كتبها صديقه الشيخ محمد عبدالفتاح، «جيمس وما يقاسيه»، فالإجابة على جميع الاستفسارات التى طرحت في محاولة التشكيك في نشاط «صنوع» المسرحي، والرد على جميع الإدعاءات التى حاولت تشويه صورة هذا الرائد الوطنى الثائر بالتشكيك في هويته وجنسيته وديانته بل ووطنيته أيضا، وذلك من خلال المناظرة التى تمت بمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى في نوفمبر2020، وأعلنت التحدى خلالها في إظهار أى وثيقة تنفى بشكل صريح ريادته، تلك المناظرة التى فوجئت بحذف كل مداخلاتى على بعض المواقع لإخفاء الحقائق القاطعة، وإن كانت ما زالت مسجلة بالطبع على الموقع الرئيسى للمهرجان.



تقييم نقدي
أما عن تقييمه لفعاليات الدورة الـ13 للمهرجان نقديا فلفت «دوارة»، إلى إنها تعد أفضل من بعض الدورات السابقة، ولكنها مع ذلك لم تنجح في تحقيق طموحاتنا كمسرحيين، فما زالت هناك كثير من السلبيات التى تحتاج للشفافية في التصدى لها، ومن أهمها إعلان معايير تشكيل اللجان المختلفة بدءا من اللجنة العليا، واختيار المكرمين، وأيضا أصحاب الشهادات للحديث عن تجاربهم «مع تجاهل تجارب مسرحية أهم»، ولعل تفجر بعض الانتقادات الواسعة للجوائز وخاصة في مجال الديكور ألقى الضوء على تلك المشكلة، بالإضافة إلى استمرار ازدواجية قيام رئيس البيت الفنى للمسرح بمسئولية إدارة المهرجان، وأيضا إجراء مسابقة المقال النقدى على مقال واحد وليس على نشاط نقدى طوال العام.
ويتابع: «من أهم إيجابيات هذه الدورة النشرة اليومية، والملتقى الفكرى بمحاوره المختلفة، تمنيت توزيع كتاب الأبحاث بحفل الافتتاح وليس الختام، وتحقيق الاستفادة المرجوة من تنظيم الورش التدريبية بعدم اقتصارها على أربعة أيام فقط، وبصفة عامة تباينت كثيرا مستوى الإصدارات الستة الخاصة بالمكرمين في هذه الدورة، ويؤسفنى أن أسجل تعرضى للظلم مرتين، الأولى لم يلتزم المسئول عن المطبوعات بتسجيل إهدائى لجميع الصور الخاصة بهذه الكتب التذكارية مجانا وهى من أرشيفى الخاص كما هو متفق عليه في وجود رئيس المهرجان، والثانية حينما قام أربعة مؤلفين بالسطو على دراساتى بجريدة «مسرحنا» باقتباس فقرات كاملة وبنفس الصياغة دون ذكر المصدر، ويحسب للناقد أحمد خميس أمانته العلمية في ذكر اسمى كمصدر أساسى بكتابه عن الفنان صلاح السعدني».
موسوعة «سيدات المسرح المصري» التى تتضمن السيرة الذاتية والمسيرة الفنية لـ150 سيدة مسرح منذ بداياته، كما أعلن عن إصدارها رئيس المهرجان ولكنها لم تطبع، هكذا أكد «دوارة» لكونه مؤلفها، مضيفا: «أنها من الموسوعات التى تحتاج للطبع لاهتمام خاص، لأنها تتناول لكل فنانة صورة شخصية وأخرى لها على خشبة المسرح، معنى ذلك أنها تضم 300 صورة نادرة، 500 أخرى لنخبة الممثلات اللاتى جاء ذكرهن بمقدمة كل فصل، وبالطبع سعدت بالاتفاق معى على نشر هذه الموسوعة الجديدة من خلال فعاليات المهرجان، ولكن للأسف برغم الاتفاق على قيمة المكافأة لم استلم خطاب التكليف، وإلى الآن لم أتقاضى أى مستحقات عن كتابى «هناء عبدالفتاح» بالدورة الـ6 في 2013 لخطأ إداري، وتخفيض المكافأة الخاصة بكتابى «جلال الشرقاوي» بالدورة الـ11 في 2018 إجباريا إلى النصف، لتعويض العجز الخاص ببنود أخرى بالمهرجان، إضافة إلى تخفيض عدد الصفحات من 500 إلى 300 وهذا ما يخل بمستوى الموسوعة فنيا وأدبيا، التى يجب أن تصدر بصورة تليق بسيدات المسرح المصرى وبتاريخنا المسرحى المشرف».