رحب عدد من الخبراء بالشئون الأفريقية بوساطة دولة "الكونغو الديمقراطية" وترأسها للاتحاد الأفريقي خلفا لجنوب أفريقيا المنتهية فترتها؛ معتبرين أنها تصل بالمفوضات لاتفاق قانون ملزم للأطراف الثلاثة "مصر والسودان واثيوبيا" سيما تصر مصر على الاستمرار على طاولة المفاوضات بهدف كشف وإيضاح المواقف للعالم الأفريقي والدولى وكشف حجم الزيف والمماطلة للجانب الإثيوبي، واعتبروا نجاح المفاوض المصري في ايضاح الصورة مستبعدين خيار تعليق عضوية "إثيوبيا" بالاتحاد الأفريقي لأنها لها إجراءات محددة.
جدير بالذكر أنه من المقرر انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي السنوية افتراضيا يومي السبت والأحد المقبلين 6 و7 فبراير الحالي برئاسة الاتحاد، حيث تكثف مصر مساعيها حاليا لحشد الدعم الدبلوماسي لموقفها في قضية سد النهضة.
أستاذ القانون الدولى الدكتور مساعد عبد العاطي يقول: تنسق مصر مواقفها مع الكونغو الديمقراطية والسودان لإيضاح المعالم وحقائق النزاع حول سد النهضة على أساس ستترأس الكونغو الديموقراطية رئاسة الاتحاد الأفريقي لمدة عام بعد انتهاء ولاية فترة رئاسة جنوب أفريقيا التى لم تتوصل جهودها لاتفاق ملموس مع الجانب الإثيوبي صاحب المواقف المراوغة.
ويتابع "عبد العاطى": تدرك مصر تماما خطورة عامل الوقت وأيضا التسويف والتعنت الخاص بالموقف الإثيوبي وبالتالي فإنها تحيط الكونغو بكل هذه الحقائق وفى نقس الوقت تدعم مصر في رئاسة الاتحاد الأفريقي بكل قوة حتى تكلل فترتها ومهمتها بنجاح وبالتالي تعول مصر كثيرا على موقف دولة الكونغو الديمقراطي من خلال السعى الحثيث نحو اقناع إثيوبيا من خلال التوقيع على اتفاق قانونى شامل وملزم.
وفيما يخص بتعليق "عضوية إثيوبيا بالاتحاد الأفريقي" يقول "عبدالعاطى": هذه مسألة تحكمها ميثاق الاتحاد الأفريقي في عدة حالات من ضمنها حالات "الانقلابات العسكرية" وهو إجراء خطير له إجراءات مشددة قبل اتخاذه، وفى حالة الإصرار على الإضرار بحقوق دول الجوار هنا يتبنى الاتحاد الأفريقي لغة الحوار والوساطة الهادئة وصولا لاتفاق قانونيا ملزم وفى حالة الفشل سيحدث انقسام داخل الاتحاد الأفريقي ما يدفع بنا للعودة إلى مجلس الأمن ويجب أن يوظف ذلك في خدمة لصالح مصر على قمة المحافل الدولية.
وقد أجرى السيسي مباحثات مع رئيسي الكونغو وجنوب أفريقيا فيليكس تشيسيكيدي، حيث اتفقا على تعزيز التنسيق والتشاور بشأن قضية سد النهضة، يقول الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، حول أولويات المفاوض المصري: قصة تعليق عضوية الجانب الإثيوبي تصب في صالحهم لأنهم يسعون بشكل كبير وتصدير للعالم رفض مصر والسودان للتفاوض ولكنه حرفة وصنعة وتحاور الخصم وتقارن الحجة بالحجة وتسير مصر بشكل ناحج في مسألة التفاوض وتدويله وكشق نوايا ايوبيا للمجتمع الدولى والأفريقي والبيت الأبيض الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية وهذا هو المطلوب أمام العالم.
ويتابع "القوصى": نأمل بالكونغو الديمقراطية ذات العلاقات الطيبة بمصر في التوصل لاتفاق قانونيا ملزم ونأمل في أن يكون الوسيط ذو موقف جيد وليس مراقب عن طريق الضغط على الأطراف للوصول لإطار رسمي كما فعلت واشنطن.
وكان قد حذر وزير الري السوداني ياسر عباس أديس أبابا من المضي قدما في المرحلة الثانية من عملية ملء خزان السد قبل التوصل لاتفاق مع القاهرة والخرطوم، قائلا إن هذه الخطوة تهدد سلامة ما يقرب من نصف المواطنين السودانيين الذين يعيشون على ضفاف النيل الأزرق.
