الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتورة هدى درويش تكتب: في اليوم العالمى للأخوة الإنسانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


أصبحت قضية الأخوة الإنسانية بين أتباع الأديان السماوية واضحة للعيان والعقول والقلوب، ولست فى حاجة إلى التدليل على توافق الأديان عليها من النصوص المقدسة وتاريخ الأنبياء الكرام وصفوة الأتباع، وإذا كان التاريخ قد شهد مواقف لا تتسق مع أوامر الأديان فى هذا المضمار، فإنه لا يمكن إنكار مبادئ التعايش والاتفاق على المشترك بين الأديان جميعا، وجاءت وثيقة الأخوة الإنسانية ووثيقة مكة المكرمة متممتان لهذا التكاتف والتعايش. وبصفتى أستاذة فى الأديان المقارنة منذ عشرين عاما وعضويتى فى عدد من المؤسسات والكيانات العلمية والمجتمعية، ومنها منتدى الحوار الإبراهيمى وأكاديمية الحوار الدولية فإننى أعمل من خلالها على نشر وترسيخ أسس الحوار والتعايش السلمى بين أتباع الأديان فى داخل مصر وخارجها تطبيقا لمبادئ الأخوة، وتقديما للمعنى العملى لأسس وثيقة الأخوة الإنسانية التى تمت بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان.
ويشهد الواقع المعاش فى مصر على التلاقى الإنسانى والتلاحم المجتمعى بين أتباع الأديان، وأبين هنا بعض المواقف المضيئة لتفعيل الأخوة والتعايش البناء:
- من أجل تصحيح الصورة النمطية المتعلقة بالآخر قام قسم الأديان بكلية الدراسات الآسيوية العليا باستقدام رجل دين مسيحى لتدريس الديانة المسيحية لطلاب القسم منذ سبع سنوات بهدف مجتمعى تنويرى، وقد أثبتت التجربة نجاحا منقطع النظير فى العلاقة العلمية والإنسانية بين الأستاذ الدكتور القس والطلاب الذين غالبيتهم مسلمون من خريجى جامعة الأزهر الشريف.
- كان لمصر الريادة والمبادرة بإنشاء مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة مقترنا بكنيسة ميلاد المسيح لتقديم صورة مشرقة للمشترك الدينى والوطنى. وعلى غرارها قامت دولة الإمارات بتدشين كنيسة القديس فرنسيس ومسجد الإمام الأكبر أحمد الطيب فى العاصمة الإماراتية أبوظبى التى تم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية فيها.
- كذلك أثبتت أحداث كورونا فى العالم ضرورة التعاون والترابط بين أبناء الإنسانية، حيث قامت بعض الكنائس والمساجد فى مصر بتوفير أجهزة أكسجين وتقديمها للمرضى فترة الإصابة بالوباء، دونما تفرقة بين مسيحى أو مسلم، والهدف هو النفع الإنسانى المجتمعى العام.
- تقوم وسائل الإعلام المصرية بتقديم مادة تنويرية عظيمة فى التلاحم بين أتباع الأديان، ويستعينون بأكبر رجالات الأديان لتقديم الصورة الصحيحة فى التعايش والتلاقى، ونأمل أن يزداد هذا التوجه لتصحيح الصورة النمطية عند العامة حول الآخر الدينى.
- وتفعيلا لبنود وثيقة الأخوة الإنسانية أرى دمج أهدافها ونصوصها ضمن المناهج الدراسية فى المدارس والجامعات لتنشئة الأجيال على التعاون والتفاهم والتلاقى.
- وبهدف التعرف على فكر شباب الجامعات قامت الأكاديمية الدولية للحوار ومركزها ألمانيا بإرسال وفد من كبار علماء الأديان والحوار بألمانيا وهولندا وسويسرا إلى مصر حيث التقوا بالطلاب والباحثين بقسم الأديان واطلعوا على أبحاثهم حول الحوار والتعايش، وقد أشاد الوفد فور عودته إلى البلاد الأوروبية بالفكر التنويرى عند الباحثين فى مصر.
- يقوم منتدى الحوار الإبراهيمى بتنظيم جولات تنويرية فى كل محافظات مصر لنشر التسامح والحوار الإيجابى فى المدارس يحضرها الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور، وتهدف هذه الفعاليات إلى ترسيخ الصورة الصحيحة للتعايش والحوار والتفاهم.
وما ذكرته هنا من نقاط هو قليل من كثير يشهده واقع التعايش فى مصر، بين المسلم والمسيحى على كل الأصعدة المجتمعية والعملية والعلمية.