السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

زواج المحارم عند قدماء المصريين بين الواقع والأسطورة

قدماء المصريين
قدماء المصريين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد بسام الشماع، الباحث في علم المصريات، أن قدماء المصريين من عامة الشعب لم يعرفوا "زواج المحارم"، مشيرا إلى أن ذلك الأمر لم يكن متعارف عليه في هذه العصور.
وأوضح "الشماع"، خلال تصريحات خاصة، أن "زواج المحارم" حدث في حالات استثنائية ونادرة وخاصة جدا في طبقة واحدة وهي طبقة الحكم، موضحا أنه في بعض الأحيان قد يتزوج الملك من أخته أو ابنته أو غيرهما من أقاربه لأجل الحفاظ على كرسي الحكم.
وتابع "الباحث في علم المصريات"، أن أحمس كان له زوجتان رئيسيتان على الأقل واحدة إسمها "أحمس اينحابي"، والثانية إسمها، "احمس نفرت إيري"، مشيرا إلى أن أنهما كانتا أختاه، مختتما حديثه قائلا: أن هذا من الأفعال التي توقفت تماما لمنعها في الأديان والرسالات السماوية.
من جانبه قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن زواج المحارم لم يكن متعارف عليه في عهد المصريين القدماء، وكان من المعتاد أن يتزوّج الملك من أخته؛ حفاظًا على عرش الملك وحفاظًا على الدم الملكيّ، إضافة إلى اعتقادهم بأنّ الملك والملكة هما من الآلهة، وكان من الطّبيعي أن يتزوّج الإله بأخته، إلا أنّ هذه العادة لم تكن منتشرةً عند عامّة الشّعب، ومن أشهر قصص الزواج كان زواج الملك "توت عنخ آمون" بعد تولّيه الحكم في مصر، من الملكة "عنخ إس إن با آتون" وكان زواجها من أخيها غير الشقيق، والملك "توت عنخ آمون" كان من أم ليست من الدم الملكي ولكنها كانت ثانوية وكانت تُدعى "كيا".
وتابع "عامر"، خلال تصريحات خاصة: من الأدله التي تفند هذا الأمر، أن الملك "توت عنخ أمون" نفسه لم يولد بعد علاقة والده الملك "إخناتون" بشقيقته، حيث إن "إخناتون" لم يكن أخًا للملكة "نفرتيتي" التي لم تكن من الأسرة المالكة ولم تكن من الدم الملكي، بل ولم تكن محظية "إخناتون" وكانت محظيته تُسمي "كيا" وهي التي من الممكن بنسبة كبيرة أن تكون أمًا للملك "توت عنخ أمون"، وهي أيضًا لم تكن أختًا للملك "إخناتون" ولا تنتمي لعائلته.
وأكد "عامر" أنه كان للملك الحق في أن يتخذ إلى جانب زوجته الشرعية "الملكة" زوجات أُخريات لا حقَّ لهنَّ في وراثة العرش، وقد عرف المجتمع المصري القديم تعدد الزوجات داخل القصر الملكي، فالملك "خوفو" تزوج بأكثر من واحدة؛ كما أن الملك "تتي" مؤسس الأسرة السادسة كان له زوجتان، وهناك الملك "أمنحتـﭗ الثالث" "من الأسرة الثامنة عشرة" قد تزوج من "بابل"، و"ميتاني"، و"آشور"، بالإضافة إلى زوجته "تي" المصرية، وكذلك الملك "رمسيس الثاني" الذي تزوج كلًا من "نفرتاري"، و"إيزة - نفرت" من مصر، ثم ابنة "خاتوسيل" ملك الحِثِيِّين، وقد كان التعدد مُباحًا عند غير الملوك، إلا أن الظروف الاقتصادية قد حددته، فأصبح مقصورًا على الأسرة الملكية وطبقة النبلاء.