لا يريد أن يطلق عليه بطل، لكنه كذلك، على حرحش، مواطن مصرى مثال على جدعنة المصريين في كل مكان، نجح في لحظة بطولية في إخماد حريق كبير نشب بأحد المبانى في ميلانو، وساهم في إنقاذ عدد من الأرواح من موت محقق، وتم تكريمه من عمدة مدينة ميلانو والمجلس المحلى وعدد من الجمعيات. وروى "على حرحش"، حكايته لـ"البوابة"، قائلا: إنه رجل أعمال مصرى يبلغ من العمر ٦١ عامًا، وصل إلى إيطاليا لأول مرة في مارس ١٩٧٩ من أجل دراسة الماجستير، حيث كان معيدا في كلية التجارة جامعة حلوان، إلا أنه بعد الحياة في إيطاليا قرر أن يقوم بعمل مشروعه الخاص وأن يستكمل حياته في البلد الأوروبى.
ولفت حرحش إلى أنه له ولدان أحدهما مهندس في الطاقة النووية يعمل في أحد المفاعلات بسويسرا، وولده الآخر هو المسئول عن الأعمال معه في إيطاليا. وعن يوم الحادثة، قال حرحش، إنه عندما كنت أقف بجوار شاحنتى في الشارع سمعت دوى انفجار قويًا، وجميع النوافذ في الهواء والدراجات النارية المتوقفة قد سقطت كلها على الأرض فرأيت ألسنة اللهب تخرج من الشقة في الطابق الأرض، فذهبت على الفور إلى الشاحنة للحصول على بطانيتين كبيرتين وعند المدخل كانت هناك ماسورة مياه مكسورة استخدمتها لتبليل البطانيات ولففت نفسى في إحداهما، ودخلت إلى مكان الانفجار فوجدت شخصا رميت البطانية فوقه ونقلته من خزانة بلاستيكية كانت تذوب عليه، ولكن لم أستطع إخراجه، لذلك خرجت وصرخت طلبًا للمساعدة فجاء رجل وامرأة ليقدما لى يد المساعدة، فقال الرجل الجريح "زوجتي... ابنتي" لكنه كان مرتبكًا، ثم عدت مرة أخرى للتحقق مما إذا كان هناك شخص آخر ولكن لم يكن هناك أحد.
ورفض على حرحش وصفه بالبطل، مؤكدًا أنه لم يفعل شيئًا يستحق عليه ذلك بل الأبطال الحقيقون هما الشخصان اللذان قدما له المساعدة ولم يتوقفا لالتقاط الصور والفيديوهات للحريق بواسطة الموبايلات، مشيرا إلى أن أعضاء الدفاع المدنى وجهوا له الشكر، مؤكدين له أن طريقة تعامله مع الحريق أنقذت المبنى من انفجار كبير.
وعن تكريمه من وزارة الهجرة والسفارة المصرية، أكد حرحش سعادته بهذا التكريم، مؤكدًا أنه فخور أنه مصرى، وأنه حريص كل الحرص عقب تكريمه عند إجراء أى أحاديث صحفية بأن يتم ذكر كلمة "المواطن المصري" قبل اسمه.
ولفت إلى أن آخر مرة نزل فيها القاهرة منذ نحو سنتين ونصف، وأنه سعيد بالتقدير والحفاوة من جانب مصر بالإضافة إلى التكريم الذى وجده من الجانب الإيطالى.
