السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث ثقافي: السينما استلهمت الموال القصصي بالعديد من الأعمال

 الدكتور محمد أمين
الدكتور محمد أمين عبد الصمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور محمد أمين عبد الصمد، الباحث في الانثروبولوجيا الثقافية، إن الموال القصصي كان صاحب نصيب من الاستلهام بدأه هنري بركات في فيلمه "حسن ونعيمة" المأخوذ عن موال بنفس الاسم، وتبعه حسام الدين مصطفى بفيلم "أدهم"، ثم "بهية" لرمسيس نجيب، ثم "شفيقة ومتولي" لعلي بدرخان، ثم "المغنواتي" لسيد عيسى عن موال "حسن ونعيمة"، ونلاحظ أن الفترة التاريخية ما بين أول عمل وآخر عمل تمتد من عام 1959 حتى عام 1984، ولذلك انعكست الظروف التاريخية والاجتماعية على الأعمال الفنية.
ولفت عبدالصمد، في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن السينما جاءت كوسيط له سحره وجاذبيته وبدأت تأخذ دورها كأداة معرفية ووسيط ثقافي منذ بداية ظهورها، فاتجهت السينما في مصر تحديدًا إلى الأدب، فأخذت تنهل من الروايات وابتعدت بالتدريج عن الاقتباس من التيمات والأعمال الغربية المنتجة في جماعة أخرى وداخل ثقافة مغايرة، ونظر السينمائيون بعين الاعتبار إلى المأثورات القصصية الشعبية، فأُنتجت أفلام عن عنترة وأبي نواس وجحا في بدايات السينما.
وأوضح عبد الصمد أن الأيقونجرافية الشعبية من وجهة نظره، أن الصورة ذات الدلالة بمفرداتها هي صورة أيقونية "لذا يرى أن هناك ما يمكن تسميته إصطلاحًا "الأيقونجرافية الشعبية"، فالسينما لها لغتها التي استقرت بالتنظير والتطبيق، واللغة هنا هي نتاج جماعي واجتماعي لا يستطيع فرد بذاته المنفردة إنتاجها وتغييرها، وهذه اللغة تقدم وصفًا للواقع المباشر من خلال نموذج يضم مجموعة مكونة من عناصر ذهنية تقدم تصورات محددة من الواقع، ومن خلال هذه اللغة تتولد الأيقونة "الصور ذات الدلالة"، ويعرف شاتز الأيقونجرافية بأنها تتضمن عملية اتصال كودي بين الفيلم والجمهور لمعان روائية وبصرية نتيجة لتكرار قصة سينمائية شعبية، وعملية الاتصال الكودي هذه تتردد في كل الأفلام حيث إن طبيعة السرد السينمائي هي إضفاء معنى على صورة مجردة من خلال تطور القصة".
وتابع عبدالصمد "نحن أمام صورة ذات دلالة تحمل معنى معينًا للجمهور، وهذا المعنى أدركه الجمهور عبر الرؤية المتكررة لتلك الصور في ذات النوع من الأفلام وفي هذا البحث سيكون هناك الإهتمام بما نستطيع تسميته بالأيقونجرافية الشعبية وهي كل العناصر الموجودة في الصورة والتي ترتد إلى أصول شعبية وتقسم إلى ثلاثة أقسام، أولها السمات النفسية والجسدية، وأبسط مثال على ذلك هو إعتياد الجمهور على قيام ممثل ما بأدوار معينة، تتفق مع تكوينه الجسدي وماضيه وتاريخه السينمائي، فمثلًا محمود عبد العزيز في "شفيقة ومتولي" هو الشاب الوسيم اللعوب دياب، وهو ما اشتهر بأدائه في السبعينات، وأحمد زكي هو متولي المسلوب عرضه، والمغلوب على أمره وهو ما يتفق مع تكوينه الجسدي وسلسلة أدواره السابقة، وتشكل الملابس عنصرًا أساسيًا في تكوين صورة الممثلين، فالملابس تحدد المكانة الاجتماعية لصاحبها، كما أن للألوان دلالاتها الدرامية واستعمالاتها الجمالية، فملابس القوادة القروية التي ساعدت في سقوط شفيقة سوداء فضفاضة أقرب إلى ملابس الندابات، وغطاء الرأس مربوط بطريقة المحتدة، وهو ما يتفق أيضًا مع نطقها لحوارها، وكأنه من خلال هذه الصورة يرسل المبدع رسالة بالمصير المحتوم الذي تتجه إليه "شفيقة". القسم الثانى هو معالم البيئة الشعبية المحيطة، وتعتبر الخلفية التي تتحرك فيها الشخصيات، وبتكرار ظهورها في الأفلام تشكل جانبًا هامًا في أيقونجرافية النوع، وفي أفلام هذا البحث نجد البيئة المحيطة في أغلبها بيئة القرية بمعالمها الشهيرة الجسر.. الساقية.. الترعة.. الزراعات الكثيفة.. المقهى الصغير الأقرب "للغرزة" في أول القرية.. عدم وجود إنارة كهربية.. الظلام الدامس ليلًا وفي بعض الأفلام نجد المناظر الشهيرة للخمارات والبارات الرخيصة مثل بعض مناظر فيلم "المغنواتي" أو "شفيقة ومتولي".
ولفت إلى أن القسم الثالث هو الأدوات المستخدمة "فهناك أدوات بمجرد رؤيتها يتولد الإنطباع بشعبيتها، مثل البندقية مزدوجة الماسورة المسماة "بالخرطوش"، أو المسدس المحلي الصنع المسمى "بالمقروطة"، وكذلك نجد استخدام الدواب في الانتقالات مثل الحصان في فيلم أدهم، أو السيارات الضخمة للنقل في فيلم "حسن ونعيمة"، ونجد كذلك استخدام الأسلحة البيضاء والعصى والنبابيت، وفي الأدوات المستخدمة نجد أيضًا الآلات الموسيقية الشعبية (أرغول وترماي وطبلة وسلامية)، وغيرها من الآلات وتستخدم في الأفلام للدلالة على البيئة والشخصيات".