الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أسرار جديدة في وفاة السندريلا.. المحامى البريطانى أمجد السلفيتى لـ«البوابة نيوز»: سعاد حسنى ماتت منتحرة

السندريلا
السندريلا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جدل وأسرار مكتومة منذ عشرين عاما، حول وفاة السندريلا سعاد حسنى، التى وافتها المنية إثر سقوطها من إحدى البنايات بقلب العاصمة البريطانية لندن، ومنذ 12 يونيو 2001، والاتهامات مستمرة عن قتلها لكن دون دليل، رغم غلق القضية والتحقيق على إنها انتحرت.
وفاة صفوت الشريف، وزير الإعلام في عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، فتحت باب الجدل والاتهامات له بوقوفه وراء قتل الفنانة سعاد حسنى، والموسيقار عمر خورشيد. «البوابة نيوز»، حاورت المحامى البريطانى من أصل فلسطينى أمجد السلفيتى، وهو محام عن أسرة الفنانة الراحلة، حول أسرار القضية وما جاء بتقارير الشرطة والقضاء البريطانى. وإلى نص الحوار..





■ من وكلك في قضية وفاة الفنانة سعاد حسنى؟

- وكلت عن أسرتها، ووصلنى التوكيل عن طريق الطبيب المعالج للفنانة الراحلة الدكتور عاصم عبدالصمد.

الكثير شككوا في نادية يسرى واتهموها بأن لها دور في مقتل السندريلا، فما تعليقك؟

- كان هناك كلام بأنها سهلت دخول الجناة، وهذا أمر غير منطقى، لوجود أمن في العمارة يمنع دخول أى شخص إلا بعد تسجيل بياناته، وسؤال صاحب السكن عن السماح له بالصعود من عدمه، وهذا لم يحدث نهائيا ولم يتم تسجيل دخول أى أشخاص أغراب عن السكن، وتم سؤال الأمن والجيران عن شهاداتهم، وكلها جاءت أن الأمور كانت تسير طبيعية.

وفى تقارير الشرطة، تم استجواب كل الجيران والموظفين بالعقار، حول دخول أشخاص غريبة، حتى إنه تم استدعاء عمال الصيانة للتأكد من عدم وجود أى شخص مشتبه به، وبالتالى لم توجد أدلة أو قرائن على وجود جريمة قتل، وتم رفع القضية للقاضى الشرعى، المسمى في مصر بالطبيب الشرعى، لفحص مسرح الجريمة واتخاذ اللازم وإبداء تقريره في القضية.

كيف وصف تقرير القاضى الشرعى حال الفنانة الراحلة ليلة ويوم الوفاة؟

- التقرير يقول إنها لم تستقبل أى شخص نهائيا، وإن الراحلة تعانى من سمنة مفرطة، وهذا كان يؤثر عليها نفسيا، وأيضا كان عندها مشكلة في عدم قدرتها على النوم، مع عدم وجود تفسير واضح لهذا، وأيضا معاناتها من الاكتئاب، وذلك كله موجود في التقرير موثق بشاهدات من المركز الصحى الذى كانت تعالج فيه ويسمى (chambneys)، وتم توجيه الأسئلة للأطباء والموظفين به، وأشاروا إلى أنها كانت تعانى الاكتئاب بسبب زيادة وزنها، وعندما انخفض وزنها تحسنت حالتها النفسية.



وما نوعية الأدوية التى كانت تتناولها والموجودة في التقرير؟

- الأطباء قالوا إنها كانت تتناول أدوية لعلاج الاكتئاب والقلق، وعلاج السمنة وعدم القدرة على النوم، وما لفت نظر القاضى الشرعى، في تحليل الدم الخاص بها، إنها كانت تتجاوز الكمية المسموح بها، وأنها كانت تسىء استخدام الأدوية وكانت تتناول أربعة أو خمسة أضعاف الجرعة المقررة في الوصف العلاجى، ما تسبب لها في زيادة حالتها النفسية وتوترها، ومن هذه الأدوية (temazepam)، لعلاج الأرق ومشكلات النوم والتوتر، وتقدر الجرعة المقررة لها طبقا للطبيب المعالج ١٠ ميلليجرام وكانت تأخذ ٤٠ ميللجرام، وكانت لا تستطيع النوم، والقاضى قال إن هذا الدواء غير آمن، وكان يلعب دور المخدر، وأيضا كانت تتناول (enteric coated aspirin ٧٥ mg)، لمنع تخثر الدم، و(Fluanxol)، وأيضا عقار (seroxat)، هو دواء مضاد للاكتئاب والقلق والوسواس القهرى.

وأحد الأطباء الإنجليز أشار في شهادته أن الفنانة الراحلة خلعت جميع أسنانها في مايو ٢٠٠١، بواسطة عملية جراحية، وطبيب التغذية كتب لها ٣ أدوية لتتمكن من التغذية بدونها.

والقاضى ذكر أن هذه الأدوية تؤخذ لمريض يعانى وضعًا نفسيًا سيئًا من الاكتئاب والقلق وعدم القدرة على النوم، وأنها كانت تواظب على تناولها حبا في الحياة.

هل كان لأحوالها المادية علاقة بحالتها النفسية الصعبة في أيامها الأخيرة؟

- هذا الحديث كان موجودا من قبل المقربين لها، وما تردد أن حالتها زادت سوءا بعد أن خذلتها إحدى الجهات، ولست أعلم إن كانت النقابة التابعة لها بمصر أم جهة أخرى، في تولى تكاليف رعايتها الطبية، ما جعلها في وضع مالى صعب.

■ من كان يتولى مصاريف علاجها ودعمها ماديا؟

- الدكتور عاصم عبدالصمد، الطبيب المعالج لها، وكان لفترة رئيس الجالية المصرية في بريطانيا، هو من كان يتولى مصاريف علاجها، وهذا كان من باب الوطنية وحبه الشديد للفنانة الراحلة، وذلك بعدما تخلى عنها الكثير من أحبائها، وهو حكى لى عن هذا الأمر ليس من باب المفاخرة، بل من باب رواية المأساة التى كانت تعيش فيها السندريلا، في سنواتها الأخيرة.

■ وماذا قالت التقارير الشرطية وتقرير القاضى الشرعى؟

- الاستنتاج الذى أغلق القضية، في الفقرة الأخيرة من التقرير يقول فيه القاضى الشرعى: «مع تعازينا للعائلة، وتعاطفى مع الأسرة ألخص تقريرى في أن سعاد حسنى هى من قتلت نفسها، بإلقاء نفسها من المبنى، وتوفت نتيجة إصابات وجروح بتاريخ ٢١ يونيو٢٠٠١، الساعة ٩ مساء، أسفل مبنى ستيورت، حيث وجدت متوفية، وأنا أقر بأنها قتلت نفسها.

لكن أختها قالت إن السندريلا كان بها جروح وكدمات قبل سقوطها من المبنى.. هل اكتشف التحقيق هذا الأمر؟

- كل الإصابات تم ترجيح الأسباب فيها إلى الارتطام بالأرض، ولا يوجد كلام علمى أو أى تحقيق بوليسى يربط بين الحادث ووجود شخص أو شجار، أو أى شيء يثبت دخول أى شخص لغرفتها.

لكن ما سر الحديث عن وجود تحويل بنكى لها قبل وفاتها واختفاء هذا الشيك؟

- هذا الأمر ليس موجودا في التحقيقات، لكن هى محاولة للصق الاتهام بنادية يسرى، لكن القاضى الشرعى، أفاد بأنها عانت كثيرا مع الفنانة الراحلة خلال رحلة وجودها في بريطانيا، حتى البوليس البريطانى لم يتحدث نهائيا عن اختفاء أى أموال من غرفتها.

■ هل طلبت بإعادة تشريح الجثة؟

- نعم طالبت بهذا لإعادة فتح التحقيق، ووقف قرار القاضى الشرعى بإنها انتحرت، فالجثة تم تشريحها من قبل الشرطة، وكنا نحاول أن يتم تشريحها في مركز خاص، حتى نتأكد من الحديث عن وجود كدمات أو إصابات شجار، فأهل الفنانة الراحلة كانوا يريدون الوصول إلى الحقيقة هل قتلت أم انتحرت، وهم كان لديهم شكوك يريدون إثباتها أو نفيها، وبعد إجراء كل اللازم توقف الأمر نتيجة عدم وجود تمويل للإجراءات، رغم أن التكاليف لم تكن كبيرة مقارنة بالقضايا المشابهة في هذه الفترة ببريطانيا، فكان المطلوب وقتها لا يتخطى ١٢ ألف دولار.

ماذا كان سيحدث إذا تم فتح الملف مرة أخرى؟

- كنا سنصل إلى الحقيقة سواء قتلت أو يتأكد أهلها فعليا أنها انتحرت.

■ هل كانوا يشيرون بأصابع الاتهام إلى أشخاص بعينهم؟

- أنا كان بينى وبين نجاة، شقيقة السندريلا، اتصالات كثيرة، وأتذكر أننى التقيتها وكان برفقتها المحامى عاصم قنديل، أبدا لم يحدث أن تحدثا عن أى شخص قتلها، لكن كان لديهما شكوك فقط حول قتلها.

ما تعليقك النهائى على هذه القضية؟

- هناك تسلسل فكرى سليم في كل الأحداث والتحقيقات، ولا يوجد دليل على وجود جريمة، خاصة أن الفنانة الراحلة كانت تعيش حالة اكتئاب شديد يجعلها يمكن أن ترتكب أمورا وهى خارجة عن وعيها، وهذا بفعل كمية الأدوية التى تتناولها.

بحكم خبرتك كرجل قانون، هل من السهل أن يرتكب أحد جريمة اغتيال في بريطانيا؟

- إمكانية حدوث مثل هذه الجرائم وارد في بريطانيا، وسبق أن حدث هذا من قبل اغتيالات لجنسيات أخرى عربية وغير عربية، سواء بالتصفية بالرصاص أو الخطف والقتل بالطعن وخلافه، أو عن طريق التسميم، وهناك شخصيات لها مشكلات مالية أو سياسية أو لها علاقات بأجهزة، قتلت في قلب بريطانيا.

لكن هل تصمت الحكومة البريطانية على مثل هذه الجرائم؟

- لا تصمت وترد وتكشف الحقائق، لو كانت هناك عملية اغتيال حتى لو صدرت من قبل أعلى سلطة في أى دولة، سيتم كشفها وفضح من ورائها بل أيضا محاكمتهم، وسبق أن تحركت سريعا في قضية اغتيال الجاسوس الروسى ووجهت الاتهام فعلا لضابطين روسيين، وأيضا ما فعلته على محاولة اختطاف عالم الذرة مردخاى فعنونو، اليهودى المغربى الذى فضح سر إسرائيل النووى، فاحتجت واتخذت موقفا قويا.