الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إرادة النجاح في مونديال اليد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
النجاح الذى حققته مصر في استضافة مونديال كرة اليد، التى بدأت فعالياتها في ١٣ يناير ومن المقرر أن يستمر حتى ٣١ من نفس الشهر يؤكد أن الإرادة المصرية يمكنها أن تحقق الكثير إذا أصرت على النجاح بتخطيط وإدارة واعية.
فالمونديال تمت استضافتها في ظل ظروف عصيبة يعانى منها العالم كله الآن بسبب انتشار جائحة «كورونا» وهو ما يؤكد أنه يمكننا أن نحقق نجاحات كثيرة في مجالات مختلفة إذا توافرت لدينا إرادة النجاح التى يدعمها حسن التخطيط وذكاء الإدارة في مسابقة عالمية تضم أهم منتخبات العالم في كرة اليد.
وإشادتى بالإدارة المصرية للمونديال تأتى بعد أن قامت اليابان- وما هى اليابان- بتأجيل عقد أوليمبياد طوكيو التى كان مقررا إقامتها في يوليو الماضى على أن يتم عقدها في يوليو المقبل خوفا من عدم قدرتها على تنظيم المونديال في ظل ظروف جائحة كورونا التى ضربت العالم. هذا النجاح الذى شهدته بطولة كأس العالم لكرة اليد يحمسنى لأن أعتبرها بروفة ملهمة لبقية أنشطة الحياة في مصر، وهو ما يؤكد أن العزيمة التى اشتهر بها المصريون ما زالت تسرى في جيناتهم وتؤكد قدرتهم على تحقيق النجاح تحت ضغط، إذا ما تم تجنيب الفاسدين والمحبطين الذين ينتشرون بيننا انتشارًا مؤسفًا.

فمنذ عقود كنا نشير إلى أن عزيمة المصرى التى كشفت عنها ملحمة أكتوبر العظيمة قادرة على صنع المستحيل رغم كل عوامل الإحباط والانكسار التى تجذبنا للخلف وتزعزع ثقتنا بأنفسنا.

بلادنا بحاجة لاستلهام هذه النجاحات التى حررت الأرض واستعادت الكرامة.

نحن بحاجة لهذه الإرادة في الفترة المقبلة من حياة أمتنا في ظل تحديات دولية غاية في الدقة والأهمية مع اهتمام القيادة السياسية الآن بالبدء الجاد في مرحلة التصنيع التى أعلن عنها رئيس الجمهورية منذ أيام، فبالتصنيع فقط يمكن لأمتنا أن تنهض وتأخذ موقعها الذى تستحقه بين الأمم.

أملنا أن نبدأ مجددًا في إنشاء منظومة صناعية توفر لشبابنا فرص عمل كريمة وتوفر لبلادنا ما تحتاجه من منتجات نستوردها بالعملات الصعبة، فبلادنا بحاجة لإحياء مشروع الألف مصنع الذى تبناه عبدالناصر في أواخر الخمسينيات حتى منتصف الستينيات وأدى إلى ارتفاع نسبة النمو في مصر لتصبح من أعلى معدلات النمو في العالم وقضى على البطالة تماما.
نحن بحاجة إلى هذه الروح في ظل قيام الدولة حاليا بإعادة الروح إلى الريف المصرى وتوفير كل احتياجاته في ظل مبادرة «حياة كريمة» التى تتبناها الدولة حاليا بعد أن عانى الريف المصرى طويلا من التجاهل والتهميش حتى أصبح عنصرا طاردا لأهله إلى المدينة كى تزيد أوجاعها.
إذا توافرت الإرادة الحقيقية للبناء بإخلاص سنستطيع أن نفتح لأنفسنا فتوحات عظيمة في بناء الوطن وتوفير حياة كريمة لأبنائه ولعل تجربة تنظيم المونديال هى بروفة مصغرة أثبتت أننا قادرون على أن نبنى دولة كانت أم الدنيا، ويجب أن تكون مجددا أمًا لهذه الدنيا بمخزونها الحضارى الضارب بجذوره في عمق التاريخ الإنساني.