الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مغزى إعادة فتح مكتب المنظمة بواشنطن وعودة لحل الدولتين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعادة فتح مكتب المنظمة بواشنطن وعودة لحل الدولتين.. يمثل سقوطاً لصفقة القرن وانتصارا للسياسة الخارجية المصرية.
تطور ملفت للنظر في اول قرارات لإدارة بايدن لهما دلالات عميقة علي القضية الفلسطينية والمنطقة واستعادة مصر قيادة الملف من جديد، وهما إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن وعودة سياسة حل الدولتين ، بما يعني ذلك اسقاط ما سمي "صفقة القرن"، وانتصار الرؤية الخارجية المصرية التي عبر عنها الرئيس السيسي مرارا برفض صفقة القرن والإصرار علي أن لا حل للقضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلا في دولة فلسطينية مستقلة، الامر الذي دعا القيادة الفلسطينية بالترحيب باعتزام الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي أغلقه دونالد ترامب. وقال القائم بأعمال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز في مؤتمر عبر الفيديو لمجلس الأمن الثلاثاء الماضي ،إن إدارة بايدن "تعتزم استعادة برامج المساعدة الأميركية" لمساعدة الفلسطينيين و"اتخاذ خطوات لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها الإدارة السابقة". وقال جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح لفرانس برس إن "اعادة فتح قنصلية القدس الشرقية ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والالتزام بحل الدولتين هي بادرات ايجابية نرحب بها". ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس هي الكيان المعترف به دوليًا ممثلًا للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات.
كانت إدارة ترامب قد انهت تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأغلقت مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن وقنصليتها العامة في القدس التي كانت بمثابة سفارة مع الفلسطينيين. كما كثفت دعمها لإسرائيل معترفة بالقدس بشطريها عاصمة لها، واعتبرت أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا تتعارض مع القانون الدولي.
منذ عودة بنيامين نتانياهو إلى السلطة في إسرائيل في عام 2009، ارتفع عدد سكان هذه المستوطنات بنسبة 50% وزادت السلطات الإسرائيلية الإعلانات عن مشاريع جديدة خلال رئاسة دونالد ترامب.
جنبا الي جنب مع ذلك اعلن بيلنكن الثلاثاء الماضي خلال جلسة المصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ ، إن الرئيس المنتخب جو بايدن يرى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي هي "حل الدولتين". داعيا الإٍسرائيليين والفلسطينيين فورا "إلى تجنب التدابير الأحادية الجانب التي تزيد هذا الحل تعقيدا". وفي سياق متصل، أكد بلينكن أن حكومة الرئيس المقبل مستعدة للعودة الى الاتفاق النووي مع ايران، شرط أن تفي طهران مجددا بالتزاماتها، قائلًا: "لكننا سنلجأ الى ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجددا الى جانبنا، سعيا الى اتفاق أقوى ويستمر وقتا أطول".
من المعروف ان 77% من اليهود الأمريكيين قد صوتوا لصالح بايدن كما نشرت صحيفة "جيرازوليم بوست " صبيحة اعلان فوز بايدن..
واضافت الصحيفة: 77% هي أعلى نسبة تصويت لليهود لصالح مرشح ديمقراطي منذ عقود، وأسباب ذلك هي؛ أن غالبية اليهود الأمريكيين لا يؤيدون الاتجاه اليميني الأصولي ومن يمثله سياسيا مثل نتنياهو، ولذا غالبية اليهود الأمريكيين لا يؤيدون الحكومات اليمينية بإسرائيل ولا يعتبرون أن دعم السياسيين الأمريكيين لها هو أمر إيجابي سواء بالنسبة لليهود الأمريكيين أو للشعب الإسرائيلي؛ لأنها تثير المزيد من المشاعر السلبية تجاههم من قبل جيرانهم بالمنطقة وهذا يضاعف الأخطار عليهم.
ويتزامن مع ذلك ما تشهده إسرائيل من خروج مظاهرات للأسبوع الـ29 على التوالي، ضد نتنياهو، للاحتجاج على سياساته، سواء بشأن مواجهته لأزمة كورونا، أو للظروف الاقتصادية والاجتماعية. وأفادت صحيفة معاريف العبرية بأن محتجين إسرائيليين حاولوا اقتحام مقر إقامة رئيس الحكومة نتنياهو بمدينة القدس المحتلة، ونجحوا بالفعل في السيطرة على أحد نقاط التفتيش التابعة للشرطة الإسرائيلية، في شارع سمولنسكين القريب من مقر نتنياهو نفسه. وأوضحت أن جهاز الشاباك تدخل، على الفور، في محاولة للسيطرة على الوضع الراهن، وعدم اقتحام مبنى إقامة نتنياهو أو إيذائه، حيث دخل إلى الغرفة المغلقة، رئيس الوزراء الإسرائيلي وأسرته وأشخاص آخرين يتواجدون في المقر، وذلك لأسباب أمنية، حيث مكثوا في الغرفة المغلقة لمدة ساعة كاملة. ونقلت الصحيفة العبرية على لسان منظمات إسرائيلية قد دعت إلى التظاهر ضد نتنياهو، أنهم لم يحاولوا اقتحام مقر نتنياهو أو إيذائه، وإنما التظاهر والاحتجاج ضد سياساته فحسب
وايضاح لماذا فعل اليهود الامريكيين ذلك مع ترامب رغم كل ما قدمه لهم من خدمات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالجولان السورية أرضاً إسرائيلية، ومحاولات "صفقة القرن"، نترك ذلك الي قول زعماء اليمين الاسرائيلي واليسار معا ، لقد قدم ترامب كل ذلك لصالح صديقة نتنياهو مما يعد تدخلا في شئون اسرائيل الداخلية ؟!!
لذلك من المزمع ان تجتمع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة في مطلع فبراير كما اكد للبوابة الدكتور جهاد شيخ العيد عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية، وراي شيخ العيد أن الاجتماع المتوقع عقده في 5 فبراير المقبل بمشاركة كافة الفصائل في القاهرة يتطلع إليه الكل الوطني للخروج من هذا المأزق المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
هكذا يمكن ادراك ان الطريق لوحدة الصف الفلسطيني يبدأ من القاهرة .