خلال محاضراته التى ضمت في كتاب "القضايا الكبرى" ألح الجزائري مالك بن نبي على فكرة أن كل فراغ أيديولوجي لا يشغله تفكيرنا ينتظر أفكارا منافية ومعادية لنا.
يشير "بن نبي" إلى أهمية تعزيز مبدأ الهوية في نفوس الشباب لضمان ابتعاد شبح انقسام وحدة الصف، وهو ما عده من أهم المشكلات التي تواجه الأمة بعد استقلالها، حيث وجدها موزعة بين ماركسيين وصفهم بالمزيفين وقوميين وصفهم بالمصطنعين وأفراد يختفون خلف قناع الثورة على حد تعبيره.
بن نبي، تحتفي به الجزائر، غدا الجمعة، خلال ندوة افتراضية لوزارة الثقافة والفنون تحت عنوان "أبعاد الفكر الحضاري عند مالك بن نبي" في دار الثقافة بولاية الطارف.
ولد مالك بن نبي في الأول من يناير عام 1905 بمدينة قسنطينة شرق الجزائر، بدأ تعليمه بحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية وتخرج فيها بعد أربع سنوات من الدراسة، عمل في محكمة ثم استقال بعد شجار مع كاتب فرنسي.
تأرجحت علاقة بن نبي بفرنسا، فكانت بين النجاح والإخفاق، فقد سافر إليها بعد تخرجه من المدرسة الفرنسية لكنه عاد إلى الجزائر بعد إحساسه بالفشل، فهو إن كان قد تعلم في مدارس الاحتلال فإنه غادر عمله بسبب الفرنسيين أنفسهم.
في العام 1930 كرر السفر إلى فرنسا من أجل الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، لكنه خسر التجربة أيضا لأن الدراسة بالمعهد لم تكن متاحة للجزائرايين آنذاك، فتوجه لمدرسة اللاسلكي ليتخرج مساعد مهندس، لكنه فيما بعد يتزوج من فرنسية ويتجه إلى مجال الكتابة الفكرية حول الحضارة العربية والإسلامية.
هاجر إلى القاهرة بعد اندلاع الثورة المسلحة في الجزائر لطرد المستعمر، ثم عاد ليعمل في مجال التعليم العالي، ثم استقال متفرغا للكتابة في العام 1967، ليكتب سيرته في "مذكرات شاهد على القرن".
اهتم بن نبي بتأليف سلسلة "مشكلات الحضارة" ليصدر منها عدد من الحلقات مثل: بين الرشاد والتيه. تأملات. دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين. الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة. الفكرة الأفريقية الآسيوية. فكرة كومنولث إسلامي. في مهبِّ المعركة. القضايا الكبرى. المسلم في عالم الاقتصاد.
كما أصدر عددا من الكتب منها:الظاهرة القرآنية، شروط النهضة، مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي.
توفي مالك بن نبي في 31 أكتوبر من العام 1973 ودفن في مقابر سيدي أمحمد بوقبرين بالجزائر العاصمة.
