الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مدينة بلاط الأثرية.. شاهدة على العصور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُعد مدينة "بلاط الاثرية" من أهم مراكز محافظة الوادي الجديد، تقع على بعد 35 كيلو من مدينة موط مركز الداخلة، وسميت بهذا الاسم لأنها كانت مقر للبلاط الملكي في العصر العثماني.
وأصبحت ضمن أهم 5 قرى بالمحافظة لقيمتها التاريخية والاثرية فهي أحد القرى التي تعتبر شاهدًا على العصور، فتاريخها يمتد لآلاف السنين بدءًا من العصور الفرعونية ومرورًا بالعصور الرومانية ثم الإسلامية.
وأعلنت وزارة الأثار والسياحة أمس عن قرب الانتهاء من مشروع ترميم مدينة البلاط الأثرية بنسبة 80%، ومن المنتظر افتتاحه نهاية شهر فبراير، شملت أعمال الترميم 12 مبني أثري بالمدينة تمثلت في 7 منازل ومسجدين وطاحونة وعصارة الزيتون والشارع الدائري بما يضمه من مجموعة السقائف والواجهات والحوانيت.
التسمية
سميت بـ "البلاط" لأنها كانت مقرًا للبلاط الملكي في العصر العثماني، وتضم موقعين أثريين هما قلاع الضبع وعين الأصيل، ويضم موقع قلاع الضبع ست مصاطب لحكام الواحات في عصر الأسرة السادسة، وعلى جدران هذه المقابر مناظر توضح حياة المصري القديم في الزراعة واستئناسه للحيوانات، كما تضم المنطقة أيضًا مقابر رومانية، ويوجد بها مقبرة لأحد حكام المنطقة تتوجها مسلتان صغيرتان وسطر على بابها بالهيروغليفية أنه أقوى حكام الصحراء، أما موقع عين الأصيل فيضم أطلال مساكن المدينة التي ترجع إلى عصر الأسرة السادسة، وهي مشيدة بالطوب اللبن، ويحيط بها سور ضخم، وتتضمن العديد من مقاصير العبادة.
تم اكتشاف موقع قلاع الضبع العالم الأثري الكبير أحمد فخري عام 1970، أما عين أصيل فقد تم اكتشافه عام 1977 بواسطة المعهد الفرنسي للاثار الشرقية.

بلاط الإسلامية

عبارة عن مدينة أثرية متكاملة يرجع تاريخها إلى العصر العثماني، تم تشييدها في مكان مرتفع لتفادي خطر المياه الجوفية، وللتكيف مع شدة الحرارة المميزة للطقس القاري، وللتمكن من الدفاع عن المدينة ضد هجمات أعدائها.
تضم المدينة العديد من العمائر الدينية والمدنية مثل المساجد والكتاتيب والمنازل المكونة من طابق أو طابقين أو ثلاثة، كما ضمت العديد من العمائر الخدمية كالطواحين، والعصارات، والموانئ، والحوانيت.
وهي عبارة عن مدينة إسلامية متكاملة بشوارعها ودروبها وحواريها ومنازلها والمدينة مشيدة فوق ربوة عالية وتتميز بعمارتها الظاهرة ذات الأتزان البيئي فتصميم المدينة، يتميز بتلاصق المباني والمنازل ببعضها البعض، مع استخدام مواد للبناء من البيئة كاستخدام الطوب اللبن المخفف مع ارتفاع المباني مما يسهم في تواجد الظل أغلب الأوقات ما يعمل على تحفيف درجات الحرارة هناك.
كما تنوعت منشأت مدينة البلاط والتي تحوى على العديد من المساجد والتي تم توزيعها في كل أرجاء البلدة، كما ارتبط توزيع المساجد بالمدينة بوجود عيون الماء والتي من أبرزها عين علم وعين قبالة، فنجد مسجد عين قبالة ارتبط بعين قبالة، ومسجد عين علم ارتبط بعين علم.
وتضم مدينة بلاط الإسلامية مجموعة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز والغائر، وأقدم تاريخ مدون عليها 1163هـ وأحدث تاريخ 1253هـ، على خشب السنط وهي عبارة عن أدعية وآيات قرآنية وأحيانا تحمل اسم المنشئ واسم صانع العتب وتاريخ الإنشاء.
كما تضم طاحونة لطحن الغلال حيث إنها من مستلزمات الحياة اليومية ومن أهمها طاحونة البرنس وطاحونة أبو ياسين.
أما سكان مدينة البلاط يتكونون من عائلات منها مثلًا عائلة الخطابية ويرجع أصلهم إلى الحجاز، وجاءوا إلى الواحات الخارجة واستقر بعضهم بها وانتقل بعضهم إلى بلاط وأقاموا بها، وعائلة العمايرة وهم عائلة رومانية الأصل يستقر بعضها في الواحات الخارجة، وجاء البعض منها إلى قرية القلمون، ثم انتقلوا إلى بلاط واستقروا بها، وعائلة ذخيرة وهم من غرب ليبيا واستقروا في بلاط.