الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قصة "الزيني" ابن بورسعيد.. واصل القتال ضد الإرهابيين حتى اللحظة الأخيرة

الشهيد مجند مقاتل
الشهيد مجند مقاتل عبدالغني إبراهيم الزيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتزين شوارع ومدارس محافظة بورسعيد بأسماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن على مر التاريخ، وكان آخرهم الشهيد مجند مقاتل عبدالغني إبراهيم الزيني، الذي أستشهد في سيناء بنهاية العام الماضي ٢٠٢٠، وأطلق المحافظ اللواء عادل الغضبان، اسمه على مدرسة القابوطي الإعدادية بنين منذ أسابيع قليلة. 
وروى أحمد، شقيق الشهيد عبدالغني الزيني، بطولة أخيه الشهيد كما أخبره زملاؤه "أمير وعلي ومحمود" في الكتيبة عند حضورهم لتعزية أسرته وتسليم متعلقاته، قائلا:"أخبرني زميله (أمير) أنهم خرجوا لمداهمة وكر إرهابي، وكان الشهيد عبدالغني مسئولًا عن التعامل مع السلاح المتعدد الموجود أعلى السيارة المدرعة، وقبل استهداف الوكر الإرهابي فوجئوا بوابل من الرصاص من أسلحة متطورة في اتجاههم، فبادلوهم بإطلاق النيران من أسلحتهم الآلية، وفجأة سمعوا صوت الشهيد يصرخ: (أدوني سلاح يا جدعان واصبروا وهو يجلس على ركبتيه مصابًا بأكثر من ٥ رصاصات لكنه ما زال يريد استكمال القتال حتى أستشهد وهو يقاتل حتى اللحظة الأخيرة". 
وأضاف شقيق الشهيد والدموع تنهمر من عينيه: "أخي في مكانة عظيمة ولا توجد مرتبة أحسن من مرتبة الشهداء كان يتمناها لنفسه، لقد كان طيب وجدع وجميع الناس يشهدون على ذلك ويحبونه، وقبل استشهاده بيوم تواصلت معه وسألته عن موعد نزوله فأخبرني أنه سينزل إجازة طويلة بعد أن يقتل أكبر عدد من الإرهابيين، فلقد كان يشعر بقرب موعد استشهاده ويتمنى الشهادة، وإطلاق اسمه على مدرسة أمر مشرف ويخلد اسمه". 
بنبرة فخر، تحدثت سناء الخطيب، والدة الشهيد: "عبده طلب الشهادة من أول يوم لدخوله الجيش وذهب إلى سيناء خصيصًا لتحقيق أمنيته، وكان دائما يردد: أنا نفسي أموت شهيد"، مشيرة إلى أنه قبل أي إجازة كان يخبرها إنه ذاهب لقتل أكبر عدد من الإرهابيين أولا وإذا استشهد سيكون سعيدًا بتحقيق أمنيته، وإذا عاد إليهم سيكون سعيدًا بمن قتلهم وسيعود مرة أخرى لقتل المزيد حتى يستشهد، مضيفة:"لقد طلب الشهادة ونالها، وآخر جملة قالها لي: عندما أنهي جيشي سأعيش ما تبقى من عمري لرعايتك أنت ووالدي حتى وإن لم أتزوج فرضاكم فرحتي وسعادتي"، معربة عن فخرها بإطلاق اسمه على مدرسة بعد أيام قليلة من استشهاده. 
وقال إبراهيم، والد الشهيد:"ابني وحشني وعزائي أنه في مكانة أحسن مما نحن فيها الآن، فلقد نال الشهادة التي كان يتمناها، وكان كل إجازة يقول نفسي أموت شهيد يا بابا، فلقد أخبرني خلال آخر مكالمة أنه سينزل إجازة طويلة بعد أن يقتل ١٠ أو ١٥ إرهابي، وبالفعل تحقق ذلك ونزل إجازة طويلة بعدما قتل عددا كبيرا من الإرهابيين، أنا فرحان له ولكن حزني على فراقه فقط"، مطالبا زملاءه بالاستمرار في القضاء على الإرهابيين في سيناء من أجل دماء كل شهيد وحماية مصر وشعبها. 
ووجهت ناهد، أخت الشهيد رسالة لشقيقها - محاولة التماسك في ظل عينين مليئتين بالدموع - قائلة:"وحشتني قوي، لقد فعلت لنا كل شيء حلو لنا في حياتك وعقب استشهادك أيضا، لقد كنت طوال عمرك رجلا وبطلا لا يخاف إلا الله تعالى"، مضيفة: "كان دائما يقول لي: نفسي أبقى حاجة تصوري لو حتى أبقى ربع المنسي".