الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«الأرض المقدسة».. ذراع الإخوان الخفية لإرهاب أمريكا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت تطورات قضية مؤسسة الأرض المقدسة الخيرية للإغاثة والتنمية في الولايات المتحدة الأمريكية، عن العلاقة المتينة بين جماعة الإخوان الإرهابية والمؤسسة ذاتها والتي مقرها ولاية تكساس.

وفي نوفمبر 2008 ظهرت حقيقة صندوق الأرض المحتلة "OLF" الذي أصبح فيما بعد مؤسسة الأرض المقدسة "HLF"، عن طريق التحقيقات الأمريكية التي أكدت انتماء المؤسسة لتنظيم الإخوان الإرهابي بشكل رسمي. 
انتماء المؤسسة لإحدى أذرع التنظيم الإرهابي، أكده أيضًا حكم المحكمة الأمريكية الذي عاقب كلًا من: «مفيد عبدالقادر، محمد المزين، غسان العيلاشي، شكري أبوبكر، عبدالرحمن عودة»، جميعهم قيادات في المؤسسة، بسبب المشاركة في عمليات غسل أموال لصالح حركة حماس، حيث بلغت قيمة التعاملات المشبوهة 12 مليون دولار.
المتاجرة بالفلسطينيين
المحكمة الأمريكية التي حكمت على مدير المؤسسة آنذاك بالسجن لمدة 65 عامًا، وباقي الأعضاء ما بين 15 إلى 60 عامًا، كشفت أيضًا استغلال أموال صندوق المؤسسة منذ تأسيسه في تمويل جماعات مسلحة داخل الأراضي الفلسطينية، رغم أن تلك الأموال مخصصة لإغاثة الشعب الفلسطيني.
حكم المحكمة الأمريكية الصادر في 2008 كشف عن التمويلات الخفية لأذرع الإخوان في أمريكا الشمالية، مما دفع السلطات الأمريكية إلى غلق المؤسسة بالكامل.
وفي عام 2004، وجهت هيئة محلفين اتحادية عليا في دالاس اتهامات إلى مؤسسة الأرض المقدس الخيرية الإسلامية وسبعة من مديريها وجامعي الأموال لها بدعم حركة حماس وغسل الأموال والتآمر. 
وأغلقت مؤسسة الأرض المقدسة التي كانت يومًا ما تصف نفسها بأنها أكبر مؤسسة خيرية إسلامية في الولايات المتحدة عندما صادرت الحكومة الأمريكية أرصدتها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. 

جماعة إرهابية
وفي الرابع من ديسمبر 2001 اعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية المؤسسة جماعة إرهابية وجمدت أرصدتها بعد أن قالت إن المؤسسة أرسلت ملايين الدولارات إلى حركة حماس، ووضعت الولايات المتحدة حماس في قائمتها للمنظمات الإرهابية في عام 1995. 
وضعت عدة دول «مؤسسة الأرض المقدسة» على قوائم الإرهاب لديها، ومنع أفرادها من دخول أراضيها، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، نهاية عام 2014، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والبحرين. 
وكشف تحقيق استقصائي، أجراه مشروع التحقق من الإرهاب «investigate project on terrorism»، ومنتدى الشرق الأوسط، في 2020، عن استخدام جماعة الإخوان لمؤسسة زكاة كغطاء؛ لتمويل تنظيم القاعدة، منذ سنوات تشييد المؤسسة في عام 2001.


مؤسسات مشبوهة
إذ يقول التحقيق الذي صاغته المواقع المتخصصة في شؤون الجماعات المتطرفة: إن الإرهاب بكل أشكاله يعتمد الجمعيات الخيرية؛ لتسهيل جمع ونقل الأموال للمسلحين، وما يؤكد ذلك من وجهة نظرهم، هو تسمية الكثير من هذه المؤسسات بـ«الإرهابية»، خلال التحقيقات الموسعة، التي أجرتها الولايات المتحدة، في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، مثل مؤسسة الأرض المقدسة، وغيرها من الكيانات.
في عام 2017، نشر معهد «جيت ستون» البحثى الأمريكى، ورقة بحثية للكاتب والمحلل السياسى الكندي توماس كيجن، استعرض خلالها عددًا من المنظمات التى تُعد واجهة لجماعة الإخوان في الغرب.
وأوضح الباحث المشارك بمركز «الاستخبارات والدراسات الأمنية» بجامعة «كارلتون» بعض المنظمات العاملة في الولايات المتحدة وكندا، وضرب أمثلة على ذلك بجمعيات ومنظمات، مثل منظمة «الأراضى المقدّسة» في الولايات المتحدة.
وأشار «كيجن» إلى محاكمة جنائية جرت للمنظمة عام 2008، كما أشار إلى أن محاكمة منظمة الإغاثة المذكورة وُصفت بأنها «إحدى أكبر محاكمات تمويل الإرهاب في التاريخ الأمريكي»، وكانت هناك توقعات بأن المحاكمة التي جرت عام 2008 سوف تتبعها محاكمات أخرى تطال المتورطين الآخرين ومن هم على صلة بالمتآمرين مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير»، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، لكن مع تعيين إريك هولدر كنائب عام أمريكى في عام 2009، تم تجميد جميع الإجراءات في هذا الملف، ولم يتضح ما إذا كانت التحقيقات الجنائية الجارية تركز فقط على أولئك الأفراد الذين يديرون تلك المنظمات، التي فقدت صفتها كمؤسسة خيرية واكتسبت صفة «كيان إرهابى»، أو إذا كان يشمل التحقيق أيضًا أولئك الذين ساعدوا على إنشائها.
وأوضح أن المنظمات التى تُمثل واجهة لجماعة الإخوان دائمًا ما تكون لديها مشكلات تتعلق بالنشاط الإجرامى، وأنشطة التمويل الإرهابى والعلاقات السيئة مع السلطات القانونية، وتتراوح هذه المشكلات من كونها مدرجة ضمن المنظمات الإرهابية، أو اتهام تلك المنظمات بحيازة أسلحة وحتى الاعتقال بتهم تتعلق بأفعال جنسية غير قانونية مع فتاة قاصر تبلغ من العمر 12 عامًا، كما أن الكثير من التهم يتفق مع طبيعة الإخوان المتطرّفة، نظرًا إلى انتهاجهم التغيير السياسى العنيف، وضرب الباحث مثلًا بأن كلًا من التحقيقات الجنائية وقوائم الإرهاب في أمريكا الشمالية، بالنسبة لتلك المنظمات على سبيل المثال، كانت لها علاقة مباشرة بتمويل حركة «حماس» التى ترتكب أعمالًا إرهابية، كما أنها تعد فرعًا لجماعة الإخوان، في «الأراضى المقدسة» و«كير» و«إرفان» و«اتحاد مسلمى كندا» كلها منظمات إخوانية تعمل في كندا والولايات المتحدة.. وتواجه اتهامات «تمويل الإرهاب وحيازة الأسلحة وممارسة أنشطة إجرامية».
مستقبل غامض
وأشار الباحث إلى أن المستقبل لا يزال غامضًا بالنسبة إلى مجموعة من الجماعات والأفراد والمنظمات، المتورطين في المحاكمات الجنائية الخاصة بمؤسسة «الأرض المقدسة» للإغاثة والتنمية، المعروفة سابقًا باسم «صندوق الأراضي المحتلة»، فالمحاكمة الجنائية التي أُجريت عام 2008 أسفرت عن إدانات متعدّدة، وكانت المحاكمات توصف بأنها تتناول أحد أكبر تمويلات الإرهاب في التاريخ الأمريكي.