الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأكبر من نوعه بالشرق الأوسط.. افتتاح السيسي لمشروع "الفيروز" للاستزراع السمكي.. وخبراء: يشكل 80%؜ من إنتاج مصر للأسماك.. والبديل الأرخص في مجال البروتينات الحيوانية للمواطن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في إطار افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، مشروع "الفيروز للاستزراع السمكي" بشرق التفريعة في محافظة بورسعيد، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، يضاف إلى مجموعة المشروعات القومية العملاقة التي تنفذها الدولة خلال الفترة الماضية.ش
يساهم مشروع "الفيروز للاستزراع السمكي" العملاق، بقيمة مضافة ضخمة في تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء بإنشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة بها، كما يوفر المشروع ١٠ آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في العديد من المهن والتخصصات في هذا المجال، كما يهدف لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الاستيراد، ويزيد من فرص التصدير إلى الأسواق العربية والأوروبية مما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد الوطني.

يضم المشروع الاستزراع السمكى، أحواضًا للصيد سميت مشروع الفيروز، بالإضافة لمنطقة الدبية وأسطولًا للصيد البحري يعمل داخل وخارج المياه الإقليمية، وتمت إضافة تقنيات حديثة للاستزراع السمكي في مصر لأول مرة منها الاستزراع بالاقفاص السمكية والارتقاء بمستوى التصنيع السمكي في جميع المجالات وذلك بهدف زيادة نصيب الفرد من الأسماك ومحاولة سد الفجوة الغذائية وتقليل الاستيراد.

ويشمل المشروع العملاق، بحيرة جديدة إلى رقعة البحيرات الداخلية، وهي بحيرات الفيروز للصيد بمساحة 9762 فدانًا والتي كانت في الماضي جزءً من ملاحة بورفؤاد، والتي روعي فيها تحديد أقصى جهد للصيد بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، عدد أحواض الاستزراع السمكي بالمشروع بلغت 5908، ويصل حجم الحوض 1.75 فدان بإجمالي مساحة 15886 ألف فدان، كما تم تدشين أحواض السفن، حيث يبلغ حجم الحوض الواحد 120 مترًا وعرض 80 مترًا ويسع لـ 6 سفن صيد أطوال حتى 30 مترًا، ويقام المشروع على مساحة 26 ألف فدان تقريبًا بمواجهة 17.5 كم بمحاذاة ساحل البحر المتوسط وعمق 10 كم شرق بورسعيد.


وبدوره، يقول الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن مشروع الاستزراع السمكي الذي افتتحه الرئيس السيسي يعد من أهم المشروعات في هذا المجال، حيث تهتم الدولة بالاستزراع السمكي، الذي يمثل ٨٠٪؜ من إنتاج الأسماك في مصر، وترجع أهمية الإنتاج السمكي إلى أنه البديل الأرخص في مجال البروتينات الحيوانية للمواطن المصري، فضلًا عن أنه مرتفع القيمة الغذائية بشكل كبير.
ويواصل كمال، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذا المشروع يعد استكمالًا لمشروعات الاستزراع السمكي السابقة مثل مشروع بركة غليون في محافظة كفر الشيخ، وهذا أكبر المشروعات في هذا المجال، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي صرح خلال افتتاحه لمشروع الفيروز أن الريف سيتغير تمامًا خلال ٣ سنوات قادمة، من خلال مشروع تطوير ١٥٠٠ قرية، الذي سيمتد بعد ذلك ليشمل جميع القرى المصرية من خلال تطوير مختلف أوجه البنية التحتية الأساسية والخدمات التعليمية والصحية التي تقدم في القرى المصرية، فضلًا عن الأنشطة الزراعية النباتية والحيوانية والسمكية، مما يساهم في تحقيقه تقدم كبير في الريف المصري.


ويرى الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن مشروع الفيروز للاستزراع السمكي يهدف من خلاله الوصول إلى مستويات أعلى من الاكتفاء الذاتي من الأسماك، وأن يتم خلق فوائض للتصدير خارج البلاد، مما يعد واحدة من أهم النقاط التي لها مردود إيجابي على سعر الصرف للجنيه المصري وللاقتصاد بشكل عام، لافتًا إلى أن هذه المشروعات تخدم منطقة القناة وتستمر في جهود الدولة لخلق فرص استثمارية واعدة، ومشاركة القطاع الخاص للدولة لتحقيق التنمية، فهذه المشروعات مهمة جدًا تستطيع من خلالها توفير ملايين من فرص العمل، الأمر الذي ظهر مؤخرًا بشكل كبير، وخاصةً في الربع الثالث من عام 2020، عندما تراجعت معدلات البطالة ووصلت لـ 7.3%، بالرغم من جائحة "كورونا" التي أثرت على معدل البطالة عالميًا.

ويضيف الإدريسي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المشروعات القومية العملاقة التي تقوم بها الدولة تأتي في توقيت هام جدًا، استكمالًا لجهود الدولة المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة، والتي استمرت رغم الأزمة العالمية جائحة فيروس "كورونا" المستجد، التي أُثرت بالسلب على اقتصاديات العالم أجمع، إلا أن الدولة المصرية تمتلك الإرادة والعزيمة للاستمرار في مشروعاتها التنموية، موضحًا أن هذه المشروعات تشمل الاستزراع السمكي وغيرها، فإن الزيادة بها ينعكس بالإيجاب وأسعار المنتجات مثل الأسماك في السوق المحلي وتراجع هذه الأسعار، بما يحسن من مستوى معيشة المواطن المصري.