الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ساطع النعمانى..عاشق تراب مصر ابن البلد شهيد غدر الإخوان

ساطع النعمانى
ساطع النعمانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضحي من أجل وطنه، حتى آخر لحظات عمره، وسجد على أرض مصر عندما عاد من رحلة علاجه بالخارج، بعد أن أصيب بجرح خطير في الوجه، في الثاني من يوليو عام ٢٠١٣، في منطقة بين السرايات، القريبة من ميدان النهضة، أثناء إلقاء الرئيس المعزول، محمد مرسي، آخر خطاباته، بعد أن أمهله الجيش ٤٨ ساعةً لـ"تلبية مطالب الشعب".

لم تنته حياته لحظتها، ولكن بعد نحو ٦٤ شهرًا، غيب الموتُ الضابط المصري ساطع النعماني، في لندن، خلال رحلة علاجية من الإصابة، لتنتهي مسيرة "بطل" ضحى بنفسه من أجل وطنه، و"أداء الواجب"، وهو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى إطلاق اسمه على أحد أشهر ميادين محافظة الجيزة.

كان "النعماني"، يشغل وقتها منصب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، برتبة عقيد، وخلال تواجده في منطقة بين السرايات، بعد ورود بلاغات بوجود اشتباكات هناك، أُصيبَ بطلقٍ ناري، من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، مما أسفر عن كسر بعظام وجهه، ودخوله في غيبوبة.

تقول الدكتورة شيرين، زوجة الشهيد ساطع النعماني، عن يوم الإصابة: "بعد ما خلص الخطاب، بكلم ساطع أطمن عليه ما ردش عليا.. قلت معلش أكيد مشغول".

وبعد ما قفلنا التليفزيون، لقيت مكالمة جايه من صديقة ليا، بتسألني ساطع بيشتغل فين؟، قلتلها، وسألتها: ليه هو فيه حاجة؟، لأن خبر استشهاده كان نزل على الشاشات.. المهم ردت عليا: لا.. خلاص، وقفلت.

واستطردت زوجة الشهيد النعماني: لكن سؤالها كان غريبا.. اتصلت تاني مافيش رد.. لقيت تليفون تاني جالي من صديقة تانية، قالتلي: هقولك حاجة بس امسكي نفسك..!

وتابعت: بعدها لقيت نفسي بجري هنا وهناك، ورجليا شايلاني بالعافية، ومش عارفه إيه اللي بيحصل.

وعلى الجانب الآخر؛ "ساطع" ربنا يرحمه كان بيسمع الخطاب زيه زي أي مواطن.. وأول ما كلمة (الشرعية بالدم) جت في الخطاب، بيقول: ضرب النار كان في كل حتة!

جري ساطع رغم إن الضرب مكانش في نطاق خدمته أصلًا، ورغم أنه طلب إمدادات، تم تجاهل طلبه، لكن كل ده مهموش، قصاد منظر الأهالي الأبرياء.. أهالي بين السرايات، وهما عمالين يجروا، هروبًا من وابل الرصاص، اللي نازل عليهم، كان هو بيجري لقدره وقدرنا.

وأضافت زوجة الشهيد النعماني: وسط الناس شاف طفل واقف مش عارف يتحرك، من خوفه.. الطفل ده أكتر واحد حرك ساطع، لأنه قبل ما يكون ضابط شجاع ووطني، فهو إنسان حنون، وأب عطوف لأقصى درجة.. وهو بيجري عليه عشان يحميه، حس بطوبة بتخبط وشه، وبعدين ابتدى ياخد باله من الدم اللي ابتدى يغرق بدلته البيضاء.

وقالت الدكتورة شيرين: ساطع اضرب برصاص غادر، محرم دوليًا، لأنه بيدخل جسم الإنسان ينفجر جواه، الرصاصة دي دخلت وجه ساطع أفقدته بصره، شوهت وجهه، وهو بيؤدي واجبه.

وتكمل: أهالي بين السرايات جريوا على الضابط الهمام، اللي عمره ما تخلى عن حد طلب مساعدته، ونقلوه لمستشفى بولاق الدكرور العام، ومن هناك لمستشفى الشرطة، ليدخل العمليات ١٢ ساعة، لتوقف أجهزة الجسم، واحد بعد الآخر، ثم دخوله غيبوبة لمدة شهرين، الدكاتره كانوا بيتعاملوا معاه على أنه جثة، فاضلها ساعات أو أيام، وتغيب عننا.. لكن قدرة الله أرادت له الحياة.. فأصبح الشهيد الحي..

الشاهد على غدر وإرهاب جماعة الإخوان، وبطولة وتضحية الشرطة المصرية.

وتواصل زوجة الشهيد النعماني: سافر البطل الهمام لاستكمال علاجه بمستشفيات أوروبا، ولم يفقد إيمانه بقضيته أو بقضية بلده، رغم كل ماعاناه، ورجع البطل، الضرير بالكامل، المشوه، ملئ بالأمل والإصرار، وحب مصر، والإصرار على العودة إلى عمله، إن شالله حارس على باب الوزارة (ده كلامه)!

وقالت الدكتورة شيرين: ابتدى يشارك في المجتمع، ويكمل دراسته، مفيش حاجة وقفته.. كان باعث للأمل والإصرار والصبر، لكل اللي نحوه، كان الضهر والسند والأب والأمان ليا أنا وابني، لكن جاءت اللحظة اللي الجسد مقدرش يتحمل فيها، جاءت اللحظة اللي نزلت فيها كلمة نهاية الأسطورة، جاءت اللحظة اللي اتحول فيها الشهيد اللي عايش وسطينا، إلى شهيد حي يرزق عند ربه.