الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

خبير آثار يرد على فتوى تحريم عرض المومياوات

خبير الآثار الدكتور
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، على فتوى اللدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بتحريم استخراج جثامين أجدادنا الفراعنة وعرضها في فاترينات مقابل حصد الدولارات من الزوار لها.
وقال "ريحان"، إن للعلماء مكانة وقدر كبير ونحن نقدّر الدكتور أحمد كريمة كعالم فاضل ونوضح عدة نقاط، أولًا: أن الإسلام رأى في الآثار السابقة الدليل المادي الملموس على وجود قوم آخرين للتعرف على حياتهم وحضارتهم ودراسة أسباب ازدهارها أو هلاكها وبضياع هذه الآثار بأي شكل من الأشكال هو ضياع وفقدان لحضارة معينة، ودعا الإسلام للرجوع إليها والنظر إليها للاعتبار والعظة
وأشار الدكتور ريحان لـ"البوابة نيوز" اليوم الجمعة، إلى أن الآية الكريمة رقم 45 في سورة الحج "فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ"، تؤكد على أهمية آثار الحضارات السابقة على الإسلام وأنه من معالم هذه الحضارة في الآية السابقة البئر المعطلة، وهي البئر المهملة المرتبطة بقوم كانوا يستعملونها وبفقدانهم فقدت البئر أهميتها ونضب ماؤها وتعطلت، أما القصر المشيد فهو كل بناء مشيد من أي مادة سواء من الحجر أو الطوب وتعنى كل الآثار السابقة.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن رفات السلالات البشرية تقع ضمن الآثار طبقُا لمفهوم الآثار كما جاء في التعريف الوارد في قانون حماية الآثار المصرى رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 والمعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018 " الأثر كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان منذ عصور ما قبل التاريخ وخلال العصور التاريخية المتعاقبة حتى ما قبل مائة عام متى وجد على أرض مصر وكانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية باعتباره مظهرًا من مظاهر الحضارات المختلفة التى أنتجت أو قامت على أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية بها وكذلك رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها "
ويوضح الدكتور ريحان أن الآية رقم 92 في سورة يونس }فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ{والتى أبهرت علماء الآثار في الغرب تشير إلى أن جثمان فرعون موسى بعد غرقه طفت على سطح البحر ليراها الجميع ليكون عبرة لمن خلفه إلى يوم القيامة والمقصود بمن خلفه في وقت الحدث هم بنو إسرائيل ليؤمنوا بالمعجزة ومن خلفه من ملوك مصر القديمة ليتعظوا مما حدث له ومن خلفه من الناس أجمعين المقصودة في الآية الكريمة }وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ{
ويتساءل الدكتور ريحان كيف يكون عظة للناس من بعده إذ لم يشاهده الناس؟ وقد أخذ المصريون القدماء جثته وقاموا بتحنيطها طبقًا للمعتقد المصرى البعث والخلود وعثر عليها في الاكتشافات الأثرية 
ويستنتج الدكتور ريحان من ذلك أن هذا الشخص يجب أن يراه الناس وينعكس ذلك على باقى المومياوات فلا مانع من عرضها خاصة أنه لا يوجد دليل أثرى واحد حتى الآن عن شخصية فرعون الخروج 
وينوه الدكتور ريحان بأن تحنيط الجثامين يغير من صفات الجثامين نفسها وحتى لغويًا يتغير اسمها إلى مومياء ولو تعرضت لعوامل التعرية ستتحلل فورًا لذلك تخضع لنظم خاصة وضعت على أسس علمية وبهذا فهو تكريم وليس إهانة لصاحبها كما أن هذه المومياوات تخضع للدراسة بالفعل من أساتذة متخصصين لمعرفة السلوك البشرى والأمراض التى تعرضوا لها ووسائل العلاج والكثير من المعلومات عن هذه الحضارة وبالتالى فإن استخراج المومياوات وعرضها يخضع للإشراف والدراسات العلمية وهو ما اجازه الدكتور أحمد كريمة وليس الهدف هو حصد الدولارات حتى أن هذا النوع من السياحة يطلق عليه السياحة الثقافية للتعرف على حضارات الشعوب وليس من قبيل الترفيه والداخل إلى حجرة المومياوات يصمت تمامًا احترامًا لهذا المكان ومن الطبيعى أن يدفع الزائر مقابل لهذه الخدمة 
وهؤلاء الرواد يقطعون آلاف الكيلو مترات للتعرف على حضارتنا العظيمة وليس للفرجة على بهلوانات والدين الإسلامى دعى إلى السير في الكون للتعرف على حضارات السابقين وهو ما يجب أن يحرص عليه العرب والمسلمون أيضًا طبقًا للآية 21 سورة غافر "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ"

.