الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كورنيش أسوان الجديدة يهدد آثار بلدنا.. تدمير "دير شيحة" و"محاجر خانوم".. والآثار ترد: لم نمس أي نقوش أثرية بالمنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما تبذل كل دول العالم قصارى جهدها وتسخر كل الإمكانيات من أجل الحفاظ على مواقعها الأثرية، والتي تعتبر ذخيرة التراث الإنساني بأكمله، تشهد واحدة من أكثر مناطق العالم ثراء بالآثار أوضاع مؤسفة، تهدد بزوال جزء مهم من التاريخ المصري والإنساني، ما يستدعي لفت النظر إلى خطورة الأمر، في دولة تسعى للحفاظ على تراثها وإثراء مقتنياتها، وتبذل قيادتها السياسية مجهودًا ضخمًا في إبراز صورتها الأثرية الجذابة أمام العالم.
حيث شهدت محافظة أسوان، والتي تضم مجموعة ضخمة من المواضع الأثرية، وما زالت تعتبر موضعًا غنيًا للاكتشافات الأثرية يومًا بعد الآخر، واقعة مؤسفة من الإهمال واللامُبالاة بالأهمية الأثرية والتاريخية، كان بطلها، وفق الصورة التي حصلت عليها "البوابة"، كلا من منطقة آثار أسوان والنوبة، بالاشتراك مع جهاز مدينة أسوان الجديدة.
ففي إطار تطوير مدينة أسوان الجديدة، قامت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بتطوير منطقة كورنيش النيل، وهي المنطقة التي تضم عددًا من المواقع الأثرية المهمة والفريدة، والتي دخلت في مسار أعمال التطوير؛ ما جعل منطقة آثار أسوان والنوبة لتكوين فريق عمل أثري لإجراء حفائر أثرية في أحد هذه المواقع وهو "دير شيحة"، والذي قام بمعاينته فريق لا يمتلك الخبرة الكافية، ولم يشترك أحدهم أي من مدارس الحفائر الأثرية المعروفة، بهدف الإسراع من عملية التقييم، وتملك الموقع لمدينة أسوان الجديدة، وفق ما أكده مصدر أثري رفض ذكر اسمه.
ووفق المصدر، نتج عن هذه الأعمال تدمير الموقع الأثري عن طريق اللوادر التي دخلت في كل المواقع الأثرية، مؤكدًا أن العملية تتم بالتنسيق بين الأمين العام للآثار ومدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة، بهدف سرعة الانتهاء من أعمال الحفر؛ وبالمثل تم التعامل مع منطقة "حجر الغراب"، حيث توجد نقوش أثرية قامت الحفارات واللوادر بتدميرها ومحيط المنطقة من أجل عمل ممرات للسير ومنطقة خدمية، وكذلك موقع "محاجر خانوم". كل هذه المواقع سبق وأن تم تشكيل لجان مشتركة بين الآثار ومدينة أسوان الجديدة، وتم استبعادها من مشاريع التطوير.
وردًا على هذه الوقائع، قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة، في تصريح خاص لـ"البوابة": لا توجد مواقع أثرية تم تسليمها لمدينة أسوان الجديدة، بل المنطقة الواقعة على الشريط الساحلي للمدينة تم نزع ملكيتها بالكامل من أجل المنفعة العامة لصالح جهاز مدينة أسوان الجديدة، وهذا المشروع تم وقفه عند منطقة معينة، وهي كنيسة شيحة، لأن بها موقعًا أثريًا، بعد أن أقنعنا القيادة السياسية وقيادات الآثار بأن ذلك الموضع لا ينبغي المساس به، وأن نقوم بعمل الحفائر قبل الخوض في أي تطوير.
وأضاف: العمل بالموقع جارٍ منذ أكثر من شهر، وبالفعل توصلنا إلى نتائج جيدة للغاية، وسيتم الإعلان عنها قريبًا عبر المكتب الإعلامي للوزارة، وكان هناك تعاون كامل من جهاز مدينة أسوان الجديدة، وبعد انتهاء الكشف سيتم عمل مسار للزيارة لتستفيد به المدينة؛ وحتى النقوش الصخرية سيتم تسليط إضاءة ولوحات إرشادية تخصها، ليتم تسليط الضوء عليها.
وتابع مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة: لم يتم المساس بأي من النقوش الأثرية بالمنطقة، ولكن لا يُمكن الكشف عن أي من الاكتشافات الجديدة دون أن يتم الإعلان عنها عبر المكتب الإعلامي لوزارة السياحة والآثار؛ لافتًا إلى أن منطقة محاجر خانوم الأثرية لا تزال كما هي ولم يتم المساس بها.