قال الدكتور أسامة أبو طالب، رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ13 للمهرجان القومي للمسرح، وأستاذ الدراما بأكاديمية الفنون، إن أهم معيار في العروض الفائزة هو البحث عن الجديد والمبتكر والمغاير باتباع القواعد والأصول وفي نفس الوقت لا ننسى التقليد وتوافر الأصالة والمعرفة على الجديد أو المبتكر ومعرفة التقليدي، والاعتماد على الديمقراطية في التحكيم مع ترك مساحة إضافية لكل محكم كل في تخصصه والاستماع إليه.
وتابع "أبو طالب"، أنه رغم وجود الأصول والقوانين التي يتم بها التحكيم لا ننسى الاختلاف بيننا في مسألة التفضيل أو الذائقة الخاصة لكل منا، مع العلم أنه لا يمكن أبدا أن نعطى المركز الأول لكل المتسابقين، وعدم الفوز بالمرتبة الأولى لا يعني أنه عمل ضعيف، فكانت هناك عروض رائعة مثل "المتفائل" وهو عرض جاذب للجمهور، وملابسه أنيقة ومصنوعة بعناية ودقة، والديكور أيضا، ولكن الجودة لا تفرضه كعمل رقم واحد، إضافة لأنه لم يحصل على أعلى الأصوات في التصويت كما حصل عليها "أفراح القبة" البالغ الصعوبة والإعداد الدرامي لها شاق، الذي حول من جنس روائي إلى درامي.
وأضاف أبو طالب في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الأداء التمثيلي في عرض "المتفائل" جيد، والفنانة سهر الصايغ كان لها حضورا طاغيا على المسرح وباقي الممثلين أيضا، لكن في "أفراح القبة" كان فن التمثيل صعبا واستحقت عنه "ياسمين وافي" جائزة لأنها قدمت الدور بشكل مقنع ومتمكن، وتجربة صعبة لكن ذلك لا ينفي أن "المتفائل" تجربة رائعة، وكان لمعهد الفنون المسرحية عروضا جيدة، وأيضا من الثقافة الجماهيرية "جريمة في جزيرة الماعز" حيث أجاد فيه الممثلون جميعا خاصة أحمد أبو عميرة، كما نضع في الاعتبار أن غياب الجمهور كان مؤثرا في بعض العروض وأنه يقلل من توهج الفنان، وعدم الحصول على جائزة لا يسلب الطاقة الإبداعية لدى المبدع، ومن لم يأخذها هذه المرة لديه الفرصة في المرات القادمة، لذلك تحكمنا روح السماحة والثقة في بعضنا البعض، وبالرغم من كل شيء سوف نظل مختلفين دائما وهذه طبيعة الحياة، فإذا كانت مسألة علم، لكن هناك أيضا الذائقة والتفضيل الشخصي، فعلي سبيل المثال نحن لا نأكل تبعا لما في الطعام من كمية الفيتامينات، ولكننا ندفع برغبتنا في مذاق الطعام رغم اهتمامنا بالفيتامينات.
