الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بطريرك السريان الكاثوليك يوجه رسالة إلى الأساقفة في زمن المحنة

البطريرك مار اغناطيوس
البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجه البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، رسالة إلى الأساقفة والخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين، في زمن المحنة والمعاناة من الوباء الذي يتفشّى في كلّ أنحاء العالم، وجاء عنوانها "فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة." (روم 12: 12).
وقال مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، في رسالته التي نشرتها الصفحة الرسمية للبطريركية، منذ قليل، قد رأينا أن نستهلّ رسالتنا إليكم بالعبارات الثلاث أعلاه التي وردت فيه، كي نشارككم مرارة الأزمة الصحّية التي يتخبّط بها عالمنا اليوم، والتحدّيات المقلقة التي نواجهها جميعًا أينما كنّا، شرقًا في بلدنا الأمّ، أو غربًا في كنيسة الانتشار. إنّها لكارثةٌ كونيةٌ لم يعرف أحدٌ لها مثيلًا، سوى، اللّهمّ، مَن اختبر في ذاته وبين ذويه وجماعته، في سنوات الإرهاب الأخيرة، معاناة التهديد بالقتل والإقتلاع من أرض الأجداد والتشرّد في بلاد الغربة.

وتابع مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان: يحثّنا الله أن نعيش اليوم أكثر من أيّ زمنٍ مضى، الرجاء والصبر والصلاة. نِعَمٌ يفيضها علينا الروح القدس، كي نستمرّ أقوياء ونتابع مسيرتنا الأرضية، متّكلين عليه تعالى، وواثقين برحمته، مهما عصفت الزوابع، واشتدّت الضيقات، وازدادت التحدّيات. مواهبُ روحية، نحن مدعوون ألا نستأثر أو نعتَدَّ بها، بل أن نكرز بها للذين يحتاجون إلى محبّتنا وتشجيعنا ورأفتنا، فنلهمهم شجاعة القلب وطمأنينة النفس والإتّكال المطلق على العناية الإلهية، متذكّرين وإيّاهم وعدَ الرب يسوع لنا: "لا تخافوا، أنا معكم".

وأستطرد مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، لنكن مثالًا لإخوتنا وأخواتنا المؤتمَنين لخدمتنا، في الرجاء "فوق كلّ رجاء"، في الصبر الذي نقتني به خلاص نفوسنا، وفي الصلاة، مناجاة الآب الذي يعرف ضعفنا البشري، ويسرّ بتلعثُمِنا البنوي، ويفتح باب رحمته واسعًا لانتشالنا من وهدة الخطيئة.

وأضاف مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، يطيب لنا أن نحثّكم كي ننتهز مناسبة صوم نينوى الذي تبدأ به كنيستنا يوم الاثنين القادم في الخامس والعشرين من يناير الجاري، فنقدّم صومنا وصلاتنا زمنًا مقبولًا وعطرًا روحيًا مباركًا أمام الرب، ضارعين إليه كي يزيل هذه المحنة، ويبيد هذا الوباء من الأرض، ويشفي المرضى، ويرحم الموتى، ويوجِد العلاج الشافي له، إنّه السميع والمجيب.

وأختتم مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالته بهذه الكلمات: "فإنَّ الله شاهدٌ لي كيف أشتاق إلى جميعكم في أحشاء يسوع المسيح" (فيلبي 1: 8). أجل، أحبّاءَنا، كم نحن تائقون إلى مشاهدتكم ولقياكم، وإن كان الأمر يبدو صعبًا تحقيقه بسبب الأزمة اليوم، لكن تأكّدوا أنّكم جميعًا في قلبنا، وأدعيتنا ترافقكم، بشفاعة السيدة العذراء مريم، سيّدة النجاة، مع بركتنا الرسولية، والنعمة معكم."