الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

اقتحام الكونجرس يعيد اكتشاف الأمريكيين لقوات حرسهم الوطنى

اقتحام الكونجرس
اقتحام الكونجرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلقى انتشار 20 ألفا من قوات الحرس الوطنى الأمريكية في العاصمة واشنطن تقديرا كبيرا من عموم الأمريكيين ممن أدركوا أهمية امتلاك بلدهم لقوات نظامية رادعة تحمى الممتلكات العامة والأهداف الحيوية في عمق الدولة، توازيا مع دور البوليس الأمريكي فى حماية أرواح الأمريكيين وممتلكاتهم الخاصة، فلطالما اعتاد الأمريكيون رؤية أفراد حرسهم الوطنى إلى جانبهم فى أوقات الكوارث الطبيعية والفيضانات، لكن ما شاهده الأمريكيون بعد اقتحام مقر الكونجرس فى السادس من الشهر الجارى كان أمرا جديدا بالنسبة لهم أن يروا رجال الحرس الوطنى وقد انبروا لردع عناصر الإثارة والتخريب من متطرفى الداخل الأمريكي.
وتكشف تقارير الرأى العام الأمريكي وما يدور فى وسائل الإعلام الأمريكية عن تقدير الأمريكيين وإدراكهم لروعة الدور الذى قامت به قوات الحرس الوطنى المنتشرة فى العاصمة واشنطن لتأمينها وضبط حالة الأمن العام فى شوارعها بعد اعتداء غير مسبوق على مبنى الكابيتول بكل ما يحمله من دلالة رمزية "لهيبة الدولة الأمريكية" كدولة نظام وقانون أراد المتطرفون والإثاريون تحطيمها.
ولأهمية ما يقومو به أفراد الحرس الوطنى الأمريكى من دور وما يواجهونه من صعاب، بادر كثير من الأمريكيين إلى التعبير عن تقديرهم لإخوانهم فى كتائب الحرس الوطنى بصورة عملية من خلال تقديم وجبات ساخنة وأغطية إضافية ووسائل تدفئة للشد من أذر جنود لم يغمض لهم جفن فى شوارع العاصمة الأمريكية منذ اقتحام الكابيتول فى السادس من يناير الجاري.
وقد أهابت قيادة قوات الحرس الوطنى الأمريكى بالأمريكيين الامتناع عن تقديم أية مأكولات أو مستلزمات إعاشية أو تبرعات نقدية لمنتسبي الحرس الوطنى، وفى حين حمل غلافها عبارة "لا تفعلوها" تتذيل صورة أمريكيين يقدمون تبرعات عينية لأفراد من الحرس الوطنى، أكدت مجلة القوات المسلحة الأمريكية توافر كافة سبل الإعاشة الميدانية لقوات الحرس الوطنى التى تم نشرها، شاكرة للأمريكيين حسن تعاونهم مع تلك القوات ومبادرتهم الصادقة بتقديم يد العون لهم.
وقالت مجلة القوات المسلحة الامريكية إن وحدات الحرس الوطنى تقوم بواجبها انطلاقا من واجبها الوطنى، ووفقا للخطط المرسومة لتأمين العاصمة الامريكية ومقار الحكومة الفيدرالية فى أوقات الأزمات الحرجة، وأكدت أن دوريات للأمداد والتموين والإعاشة تصل بانتظام إلى القوات المنتشرة فى العاصمة الأمريكية حاملة لهم كل ما يحتاجونه من أغراض وأطعمه وكذلك أوجه الرعاية الطبية المطلوبة فى أوقات الانتشار.
وشدد قادة فى الحرس الوطنى الأمريكى - فى تصريحات لمجلة القوات المسلحة الأمريكية - على أن قبول جنود الحرس الوطنى "للتبرعات المادية أو العينية أو سائر أشكال المساعدة من الأمريكيين أثناء الخدمة هو أمر لا يستقيم مع قواعد الضبط والربط العسكرى"، وبرغم دلالته الرمزية العظيمة على تلاحم الشعب الأمريكى مع قواته المسلحة وحرسه الوطنى فى أوقات الأزمات، ناشد قادة الحرس الوطنى عموم الأمريكيين عدم القيام بذلك حرصا على الانضباط العسكرى أو التقاط الصور التذكارية مع أفراد الحرس الوطنى وهم فى مناوبات الحراسة".
وكانت جموع الأمريكيين فى العاصمة واشنطن قد دأبت على التقاط الصور التذكارية مع جنود الحرس الوطنى المنتشرين فى العاصمة الأمريكية نظرا لعدم فرض حظر تجوال فى العاصمة، كما بادر الأطفال إلى إهداء الحلوى والمثلجات إلى أفراد الحرس الوطنى، كما بادر أمريكيون بتقديم السجائر والقهوة الساخنة للجنود، ولم يفت على المراهقات التقاط الفيديوهات التذكارية مع الجنود الساهرين على ضبط الأمن فى العاصمة الأمريكية.
وبينما حفلت مواقع التواصل الاجتماعى الأمريكية بملايين من تلك المشاهد واللقطات المعبرة عن حظات غير مسبوقه فى الذاكرة الأمريكية، حفلت مواقع تواصل اجتماعى أمريكية أخرى بلقطات لجنود الحرس الوطنى وهم يعملون فى مناوبات مرهقة للخدمة والحراسة تمتد لاثنتى عشر ساعة متصلة فى أجواء شتاء لا يرحم وثلوج لا يتوقف انهمارها على العاصمة الأمريكية وهو ما أثار عاطفة الأمريكيين تجاه الجنود العاجزين عن ايقاد جذوع الأشجار للتدفئة فى شوارع العاصمة أثناء راحتهم.
ويقول المراقبون إنه بعد أن رأى الأمريكيون كيف أصبح جنود حرسهم الوطنى صمام أمان لهم فى مواجهة دعاة الفوضى والإثارة سيكون من الصعب على التيارات الأمريكية المتطرفة والفوضوية / الاناركيون / الاستمرار فى تصوير الحرس الوطنى وقوات الأمن الداخلى الامريكية كأداة للقمع، وهو الفرية التى يرددونها لتمرير مخطهم الرامى إلى عرقلة الانتقال الديمقراطي للحكم فى البلاد والقفز على ما أصدره القضاء من أحكام تؤكد نزاهة الانتخابات الأمريكية الأخيرة وتعبيرها عن إرادة ملايين الناخبين الأمريكيين ممن اختاروا جو بايدن رئيسا لهم.
وقد أعلنت قيادة قوات الحرس الوطنى الأمريكى استمرار القوات فى تنفيذ مهامها واستمرار انتشارها بتسليحها الخفيف حتى موعد استلام الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن رسميا لمهام منصبه فى العشرين من يناير الجارى وحلفه اليمين الدستورية للبلاد فى مراسم بالكونجرس.
وتعد قوات الحرس الوطنى الأمريكية هى المسئولة عن حماية الجبهة الداخلية للولايات المتحدة، وهى قوات احتياطية تتبع فى تشكيلاتها وتسليحها رئاسة الأركان المشتركة للبنتاجون لكنها لا تعد من قوات قتال الخط الأول فى منظومة الدفاع الامريكية ويتم تشكيلها وتدريبا واستدعاء عناصرها بموجب قوانين التعبئة العامة الأمريكية ويعتبر التخلف عن نداء التعبئة لمنسبي الحرس الوطنى هروبا من الخدمة العسكرية الإلزامية وهو ما يستوجب السجن وفق القوانين الأمريكية.
وعادة تتولى قوات الحرس الوطنى الأمريكي مهام حفظ الأمن والنظام العام وحماية الأهداف الحيوية والمنشآت الفيدرالية فى أوقات الأزمات، وتضطلع كذلك بدور مهم فى عمليات الإغاثة الإنسانية ومساعدة المدنيين الأمريكيين فى مناطق الكوارث، أما فى اوقات الحروب تعمل قوات الحرس الوطنى كقوات دفاع شعبى لحماية الجبهة الداخلية الأمريكية من أية اعتداءات تستهدف عمق الدولة.