الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رضا "فنه في فمه".. تحدى الإعاقة واحترف الفن التشكيلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعض الأفواه تشغلها الثرثرة عن الحياة، بعضها صامت وبعضها فاغر وبعضها فارغ، وقليل منها موحى إليه بالإبداع.. إذا صمت أبدع وإذا أضاف أبدع وإذا فقد صاحبه عضوا زانه وزاده وعوضه فمه عن فقده.. ففى إلفية الحياة.. فيه التشبث والتثبت وجواد الكلم.
«البوابة نيوز» تقدم لكم حدوتة مصرية خالصة عن الإرادة والتحدى لتضعه وأمثاله قدوة وآية ودليلا على أن اكتمال العقل ومعين الأمل فى القلوب يعوضان أى فقد.. المهم أن تحب نفسك كما هى وتدرك أنها لم تخلق هباء، إنما خلقت لتحقيق شيء ما وترك أثر فى الحياة.. فلتكن آية.
الدكتور رضا فضل، أول شخص من ذوى الإعاقة يحصل على الدكتوراه فى الرسم والتصوير ولد عام 1982 بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، نموذج للتحدى والأمل والكفاح، ولد بدون كفين وساعدين، لكنه رفض الإعاقة طوال حياته وأقنع نفسه بأنه شخص طبيعي، فرفض خدمة من حوله باستثناء أهله فى المراحل الأولى من نشأته، فخدم نفسه حتى فى الأشياء الصغيرة، وبعد التحاقه بمراحل التعليم الأساسي، وجد فى نفسه فنانا ورساما، فتعلم الرسم على يد معلمه وبدأ فى منافسته حتى تفوق على أستاذه، وقدم فى مسابقات عديدة، من الأدنى إلى الأعلى حتى وصل للمنافسة على مستوى المحافظة وحصد المركز الأول.
يروى الدكتور رضا فضل، الأستاذ بكلية التربية للـ«البوابة» أنه أثناء تسلمه جائزة المركز الأول على المحافظة فى الرسم نصحه أعضاء لجنة التحكيم بالالتحاق بالتعليم العام ليدخل كلية الفنون الجميلة، لكن حبه فى التعليم الأزهري؛ جعله يصر على إثبات ذاته الفنية وهو داخل الأزهر، وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية نصحة والده بالالتحاق بكلية داخل محافظته تيسيرًا عليه فى التنقلات والسفر، لكنه رفض نصيحة والده وأصر على الالتحاق بكلية التربية الفنية بجامعة الأزهر بالقاهرة، ليكمل ما بدأ من فنون تسرى داخل وجدانه.
فتقدم لامتحان القدرات بالكلية وحصل على المركز السادس، ولكنه أحزنه ذلك لرغبته فى التفوق وتقلد المراكز الأولى دوما، ولم يمض 4 سنوات حتى تخرج وحصد المركز الأول على دفعته بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. 
وبعد أن تخرج فى الكلية عام 2003 وأثناء انتظاره التعيين الجامعي، طرحت وزارة التربية والتعليم وظيفة مدرس وبعد قبوله تم استبعاده لعدم اللياقة الطبية، حزن حزنًا شديدا لاحتياجه تلك الوظيفة، لينفق على نفسه.
وأكمل دراساته العليا وحصل على الماجستير والدكتوراه فى «الرسم والتصوير»، وعين مدرسا بكلية التربية الفنية، بنفس جامعته التى تخرج فيها، ليدرس لطلاب جامعة الأزهر الفن والرسم ويحترف الرسم التشكيلى ويجسده فى لوحات وأبحاث تتحدث عن أنه بإمكان ذوى الإعاقة أن يعبروا عن مشاعرهم فى لوحات بديعة تبهر الناظرين وتجسد الإبداع فى أروع صوره، ويعبر عن أفكاره بـ«الفم والقدم» فى أبحاث ولوحات، ليحلموا ويحققوا أحلامهم ويشعروا وتعرض لوحاتهم فى معارض وتباع بأغلى الأثمان، حيث كان يلتقط الريشة بفمه أثناء رسم لوحاته، وأحيانا أخرى يلتقطها بـ«قدمه».
واختتم أستاذ التربية الفنية: «من أهم لوحاتى لوحة الشهيد محمد الدرة لمشاهدتى الفيديو وقتها وتأثرى الكبير بها، وجسد اللوحة بشكل يوضح أن هناك أملا، وجمال الصورة جعل الشئون المعنوية بالقوات المسلحة تقتنى اللوحة فى متاحفها، ووكذلك قمت بتجسيد حياتى فى لوحات عديدة تعبر عن مراحل حياتى منذ كنت صغيرا حتى الآن وتعلمت التصوير الفوتوغرافى والخط العربى واحترفتهما لفترة».