الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ألغام في منهج الإخوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقدم الدكتور أحمد ربيع الغزالى خلال كتابه "ألغام في منهج الإخوان" والصادر عن دار سما للنشر والتوزيع، أول دراسة نقدية تتناول فكر الجماعة الإرهابية، والمعروف عنه أنه كان عضوا بمجلس شورى الإخوان، والذي قدم استقالته من الجماعة في عام 2005.
ويقدم "الغزالى" رؤية نقدية للمنهج الإخوانيى وفقًا لمعايشته الحقيقة للجماعة، ويكشف كيف كانت خطايا الإخوان، وأن الأغراض الأساسية لتلك الأفكار ما هى إلا لغلبة السيطرة والتحكم للجماعة عن أصول الدين الإسلامى الوسطى الحنيف. 
ويقول في بداية الكتاب إن الإخوان كانوا ولا يزالون مهووسين بالحكم لأنفسهم دون سواهم متذرعين بكفر غيرهم من الحكام لمجرد أن قد عصى الله رغم إسلامه ونطقه بالشهادتين ومن أجل إسدال عباءة التكفير على أفراد كل الحكومات المتعاقبة، والتى تم تعريفها في رسالتهم في المؤتمر الخامس للجماعة على أنها: "ما كان أعضاؤها مسلمين مؤديين لفرائض الإسلام غير مجاهدين بمعصية وكانت منفذة لأحكام الإسلام ونعيمه".
ويعلق المؤلف على هذا المقطع بأن هذا التعريف الضيق للحكومات بالنسبة لمفهوم الجماعة بأن جميع الحكومات كافرة، مشيرًا إلى أن البنا قد اتخذ منهجية العنف المرجأ لحين استكمال القوة العسكرية، على الرغم من أن تاريخ الإخوان لم يخلُ من هذا العنف وسفك الدماء قبل الاستكمال وموعد المواجهة الافتراضى الذى حدده. 
ويفجر المؤلف خلال كتابه عدة ألغام في منهج الفكر الإخوانى، ومنها ما تطرق إليه خلال الباب الأول من الكتاب والذى حمل عنوان "مواطن الإلغام في منهج الإمام، وتطرق خلاله حول المنهج الانقلابى عند المؤسس "حسن البنا" والذى اتبعته الجماعة من بعده ولم تحاول الجماعة تعديله بل، تمسكت به إلى حد يصل على التقديس باعتبار أن تلك الأفكار هى الواجهة التى لا يأتيها الباطل، بل أصموا آذانهم عن الناصحين، وأخذوا ينهالون عليهم بالاتهامات بالجهل والتضليل والتملق للحكام.
ويشير الدكتور أحمد الغزالى إلى أن خطايا الإخوان تأتي من سوء الفهم والاجتهاد الخاطئ بالانحراف عن منهج العلماء والفقهاء في تعاملهم مع الحكام حال معصيتهم وانحرافهم بل وظلمهم للرعية وكثير منها من سوء التطبيق. 
ويؤكد على رغبة الإخوان في السيطرة، وسعيها الدائم إلى الاستقواء بالسلاح لمواجهة الطغمة الحاكمة، وأن هذا المنهج الانقلابى يعلن الحرب المقدسة على مؤسسات الدولة وشعبها المسالم، فأنشأ بذلك منهجًا قائمًا على العنف المرجأ لحين استكمال عناصر القوة وتجييش اثنا عشر ألف مقاتل، ويكون بذلك جيلا يتربص بحكامه. 
ويتابع: "سارت الجماعة في طريق الغلو بتكفير الحكام وأعوانهم وكان فيلسوف هذا الفكر صاحب معالم الطريق هو سيد قطب والذي كتبه في السجن". 
ويتابع قائلًا:" كان الخطأ الأبرز هو التحالف مع السلفية الجهادية بشتى فصائلها والذى أذهب عن الجماعة وجهها السياسي لتنضم إلى قائمة ممارسى الإرهاب والترويع ليس "لعدو الله وعدوكم" كما هو شعارها، ولكن الإرهاب والترويع لأبناء ذات الدين والوطن". بل وفي سبيل حماية مكتسباتها استعانت بالقوة المسلحة ضد الشرطة والجيش باستخدام عناصر حماس "الجناح العسكرى للإخوان" ومن قاموا بتدريبهم في تلك الفترة الوجيزة التى لم تجاوز العام" 
ويواصل: "وفى خضم الانتشاء بالانتشار في كل القرى والنجوع والقوة العسكرية بالظهير الحماسى وجماعات الجهاد السلفى، استعلت قيادة الجماعة على المحتجين، واستقطبت التابعين لها وعملت على بث بؤر جهادية ضد الجيش في سيناء ولم تكترث بمشاعر المصريين الرافضة للاتفاق على تسكين أبناء غزة في أراضى رفح المصرية لإراحة الإسرائليين من صداع الغزاويين، ولم تمانع من التنازل عن حلايب وشلاتين تكريسًا لفهم مغلوط من منهج المؤسس "البنا" وإرضاءً للعم سام".