الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فـى حُب "الدكتور على السمان"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الله يرحمك يا دكتور على، كان دائمًا يقول لى: لا تنسى أن مصر "دولة" مُنذ ٧٠٠٠ عام، دولة شاهدة على التاريخ، كان دائمًا يوصينا على مصر ويقول لنا: ستبقى "مصر" مرفوعة الرأس ما بقيت الحياة على سطح الأرض، كان الدكتور السمان "شعاع نور" لنا جميعًا لأنه شخصية وطنية واعية مُثقفة سخر حياته لنبذ العنف والتطرف ونشر حوار الحضارات والثقافات، هادئ، حينما يتدخل فـى أى مشكلة يكون الحل جاهزا، كان يقول على نفسُه: أنـا أدمنت إطفاء الحرائق التى كانت تحيط بالوطن.
عاصر الدكتور على السمان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان الرئيس السادات صديقه الصدوق وعمل مستشارا له، له معارف فـى فرنسا وإيطاليا والنمسا واستخدم علاقاته المتعددة لمد جسور التعاون بين الأمم، خدم مصر خدمات جليلة، عرِف الشيخ الشعراوى والشيخ جاد الحق على جاد الحق والشيخ سيد طنطاوى والشيخ أحمد الطيب، وعرِف بابا الفاتيكان والبابا شنودة والبابا تواضروس، قال قبل أحداث ثورة ٣٠ يونيو بأسبوع: على من يجلس فـى القصر الجمهورى أن يعى أنه رئيس كُل المصريين وليس رئيس لجماعة فقط، قال عن الرئيس السيسي: سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه ساند الإرادة الشعبية فـى ٣٠ يونيو.. كان مصريًا أصيلًا ونموذجا للمصرى المُحب لوطنه والخادم له فـى كُل مكان ذهب إليه.
الدكتور على السمان حينما كان يكتب فـى جريدة الأهرام أقرأ له وأتعلم منه، حينما يكتب فـى جريدة الأخبار أقرأ له وأتعلم منه، وحينما كتب فـى جريدة "البوابة" قرأت له وتعلمت منه، كان يكتب للبناء فهو لا يعرف الهدم، كان ينصح نصائح صادقة وسليمة نابعة من خبرات حياتية طويلة، لم يعرف أبدًا الكراهية بل عرف الحُب والتواصل والحوار، كان شديد الذكاء والإخلاص، يُقابل الرؤساء فيزداد تواضعًا، يلتقى العظماء واللوردات ورؤساء الوزارات فيزداد تواضعًا، بل على العكس كان من يجلس معه يزداد تشريفًا.
كان مُحبًا للشقيقة الإمارات الحبيبة، مؤمنًا بدورها مع المملكة العربية السعودية فـى الوقوف فـى صف الدولة المصرية وتصديها للإرهاب، هاجم المتشددين وكشفهم، رفض تقبيل الروؤس بعد كُل حادث فتنة وطالب بضرورة تنفيذ القانون على المُخطئ وقال: لن نسمح للإرهاب المجرم بالاعتداء على إخواننا المسيحيين وطالب بالتعجيل بتنفيذ أحكام الإعدام على الإرهابيين.
كان الدكتور على السمان مُحبًا للسلام، مُحبًا لأكتوبر ولنصر أكتوبر ولقائد نصر أكتوبر وللجيش الذى حقق نصر أكتوبر، كان دائمًا يقول لى: إن "مصر" محفوظة ولا خوف عليها بِفضل جيشها العظيم، كان يُحب المشير حسين طنطاوى ويقول عنه: أخلص لوطنه ولجيشه وحافظ على الجيش وعبر بمصر إلى بر الأمان، كان يحب سامى شرف مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر ويقول عنه: إنه المؤرخ الأول للناصريين وكاتم أسرار جمال عبدالناصر.
كان آخر اتصال بينى وبين الدكتور على السمان طويلًا، كان يناقشنى فـى كتابى (العادلى والمشير) الذى أهديته نسخة منه ووعدنى بقراءته، وبعد مرور أقل من ٤٨ ساعة اتصل بى وقال لى: أنا أنتهيت من قراءة الكتاب وصدقتك من أول صفحة علشان كدا كملت قراءة الكُتاب وفيه معلومات فـى الكُتاب أنا شاهد عليها مثل قصة تعيين "زكريا عزمى وطلعت حماد" أوصياء على حبيب العادلى فـى بداية توليه مقاليد وزارة الداخلية، فالدكتور أسامة الباز قالها لى وطلعت حماد أكدهالى والدكتور الجنزورى كمان حكى لى الواقعة دى.. وكانت آخر كلماته لى هى (إن مصر لن تسقط أبدًا دى "دولة" بقالها ٧٠٠٠ سنة يا ابنى).