الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ماجدة الصباحي.. فنانة استثنائية

ماجدة الصباحي
ماجدة الصباحي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن ماجدة الصباحى مجرد فنانة جميلة تقدم لنا أعمالا فنية رومانسية ناعمة رقيقة كشكلها ولم ترضى أن تكون حتى مجرد نجمة سينمائية تنتظر أن يعرض عليها الأفلام وتنتظر الفرصة من مخرج أو منتج أو كاتب.
تخطت كل هذه الحواجز لتصنع مجدها وليكون مختلفا ومميزا عن جميع من سبقها ومن لحقها.
بدأت كغيرها مجرد فتاة جميلة تظهر فى الدور الثانى للبطلة الأهم فى الفيلم مثل أفلام حبايبى كتير مع رجاء عبده و"ليلة غرام" مع مريم فخر الدين و"حكم الزمان" مع نور الهدى و"سيبونى أغنى" مع صباح.
حتى بدأت تنتشر وتقدم دور البطولة الأولى ولكن فى أفلام أقل مستوى من أفلام نجمتى الشاشة الأول فاتن حمامه وشادية فكان دور البطل هو الأهم من دورها وهى مجرد البطلة ذو الوجه البرىء ليس إلا وكان ذلك فى أفلام "فلفل" مع إسماعيل ياسين و"دهب" مع أنور وجدى و"البيت السعيد"  مع حسين صدقي و"أمانى العمر" مع سعد عبد الوهاب. 
ولكن لم يكن طموح ماجدة يكتفي بوجودها الغير المؤثر فى السينما وهنا قررت أن تنتج بنفسها أفلاما مختلفة عن كل ما هو سائد وتكون مميزة وقد كان.
بدأت عام ١٩٥٦ أول إنتاجها فى "أين عمري"، وأول قصة لإحسان عبد القدوس على الشاشة العربية ليكون هذا الفيلم واحدًا من أهم أفلام السينما المصرية على الإطلاق وينجح الفيلم أيضًا نجاحًا كبيرًا غير متوقع بل ويمثل مصر فى مهرجانات دولية ويحصد على ثلاثة جوائز دولية. 
حتى صار اسم ماجدة علامة كبيرة فى سماء السينما المصرية ومن هذا الفيلم أطلق الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس عليها لقب عذراء الشاشة. 
ولم تكتفِ ماجدة بهذه التجربة بل استمرت فيها وكان كل فيلم تقوم بإنتاجه أفضل من الآخر بل وكل ما يعرض عليها من بطولات فنية أخرى غير إنتاجها يكون مختلف ومميز فأرادت ألا يكون لها تاريخ سينمائى مشرف فقط بل أرادت أن يكون لها اسم مشرف فى تاريخ مصر كله كأمراة فنانة أسهمت فى إنتاج أعمال فنية وطنية وقومية واجتماعية وقد كان.
فهى النجمة الوحيدة فى تاريخ السينما المصرية التى قدمت أفلاما دينية من إنتاجها مثل فيلم "هجرة الرسول" وأكثر نجمة شاركت فى أفلام دينية مثل "انتصار الإسلام وبلال مؤذن الرسول"
وهى أكثر فنانة شاركت في أفلام وطنية خالدة مثل "الله معنا" و"مصطفى كامل" و"ثورة اليمن" و"أرضنا الخضراء" 
بل وأنتجت أهم فيلمين وطنيين فى تاريخ السينما العربية “ جميلة بوحريد "١٩٥٨" و "العمر لحظة" ١٩٧٨ .
ويذكر للفنانة ماجدة قيامها بإنتاج أهم أفلام تعبر عن أهم قضايا المرأة مثل أفلام "المراهقات" و"الحقيقية العارية" و"مع الأيام" و"حواء على الطريقو"دنيا البنات" و"النداهة" و"أنف وثلاث عيون", 
وبالرغم من أهمية ما قدمته فى السينما المصرية إلا أنها قدمت أفلام تعد علامات مميزة فى تاريخها الفنى. 
فقد وقفت أمام عبد الحليم حافظ وغنى لها أهواك وأتمنى لو أنساك في فيلم “ بنات اليوم “ وغنى لها فريد الأطرش أعذب أغانيه حكاية غرامى من فيلم "من أجل حبي" وقدمت ثنائي فني مع يحيي شاهين في أفلام مهمه مثل "الغريب وقرية العشاق ومرت الأيام"، وأيضًا مع شكرى سرحان فى أفلام "قيس وليلى وقصة ممنوعه وبين إيديك والجريمة والعقاب". 
وقفت أمام جميع بطلات جيلها الذهبى: فاتن حمامة فى "أنا بنت ناس" وشادية فى "الظلم حرام وماليش حد" وصباح فة فيلم "نهاية حب"، وهند رستم فى فيلم "طريق السعادة" ونعيمة عاكف فى فيلم "بائعة الجرائد" وتحية كاريوكا مع عمر الشريف فى فيلم "شاطئ الأسرار" ومديحة يسرى فى "لحن الخلود". 
وساندت نجمات جيل ما بعدها وقدمت نادية الجندي لأول مرة على الشاشة فى فيلم "جميلة بوحريد".
مسيرة فنية مليئة بالإنجازات التى تميزت بها عن غيرها فى تاريخ السينما المصرية فقد نرى منتجات فى بداية السينما المصرية ولم يستمرن للنهاية مثل بهيجة حافظ أو آسيا داغر أو مارى كوينى.
ولكن الوضع أختلف مع ماجدة الصباحى صاحبة النفس الطويل والإرادة القوية التى جعلت منها واحدة من أهم فنانات الشاشة العربية بل وتميزت عنهن بالأعمال المختلفة وغير التقليدية.
لقد كانت فنانة استثنائية سيظل أسمها محفورا من ذهب فى ذاكرة تاريخ مصر والعالم العربى.