شاب في عشرينيات العمر، يطل على الشاشة بشعر مجعد، وقميص يشبه نجوم السينما في فيلم غرامي، ملابس تبتعد كثيرا عن الرسمية، وحديث بسيط بلغة أهل الشارع، كان الأمر غريبًا بالنسبة للمشاهد والمسئولين في فتر الثمانينيات من القرن الماضي، جدل لا يتوقف عن طريقته في إدارة الحوار، وأسئلة تُغضب الضيوف، وقف البرامج حتى ضاقت ذرعا مؤسسة الرئاسة، فأمر الرئيس السادات بإيقافه عام ١٩٨١.
شفيع شلبي، أكثر الوجوه غرابة على شاشات التلفاز، الذى ابتعد عن الأضواء ٣٠ عامًا، حتى عاد اسمه على محركات البحث بعد وفاته في ١٣ يناير من بداية هذا العام، تميز شلبى بكونه أول إعلامى يظهر على الشاشة وهو يرتدى الملابس "الكاجول"، ويذهب إلى ماسبيرو بدراجة، كما أنه رفض أن يتقاضى راتبا، لأنه يرى أن الإعلام رسالة مهنية لايجب أن يحصل صاحبها على مقابل مادي، حتى لا يكون تابعًا لأحد.
صراحة شفيع شلبي، أوقفت برامجه، ومنها برنامج السهرة الكبرى، الذى استضاف فيه يوسف السباعي، الكاتب الكبير، ووزير الإعلام والثقافة وقتها، الذى غضب من البرنامج وتم إيقافه، كما تم إيقاف برنامج فلاش الذى قدمه شلبي، وكان ينافش الموضوعات الاجتماعية.
تميز شلبى بتعدد المواهب والخبرات، فبجانب كونه إعلاميًا، تخرج في كلية الهندسة الزراعية، فكان كاتب له رؤية فكرية متحررة، فهو سيناريست ومنتج سينمائى ومؤلف تليفزيوني، ورغم كل ذلك لم يحسن خريج الهندسة التكتيك في حياته اليومية فخرج من المشهد الإعلامى مبكرًا.
