الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات البوابة.. "أجنحة الحرية" قصة لـ"شيماء موسى"

شيماء موسى
شيماء موسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتاد الصيادون الابتعاد عن الغابة، وطال الزمن، وأصبحت الأيام سنين عديدة، وجاء صياد من بلد بعيد يبتغي الصيد، ولم يكن يعلم أن هذه الغابة متروكة من الصيادين، لأن طيورها متمردة وحادة في التعامل مع الغرباء والأعداء، لكنه اعتاد مراقبة الطيور خاصة الهدهد الماهر؛ كيف يهرب من الفخاخ ولا يتعثر، يقرب الماء يشرب ولا ينزلق، يتدلى من على الأغصان يتراقص ولا يقترب من الخطر، بينما يلقى تشجيعًا من باقي الطيور، يتعالى صياحها كمن يشجع مغنيًا مشهورًا أو لاعب كرة قدم محترفًا.
وفي مرة من المرات فكر الصياد في القضاء على غرور هذا الهدهد المغرد، فذهب للقاء كبير الصيادين ودعاه لمراقبة هذا الطائر النادر الذكي في الغابة المنسية، تردد كبير الصيادين في بادئ الأمر ثم وافق وحضر مع الصياد وراقب عن كثب جمال وروعة ألوان الهدهد وحركاته الرشيقة وذكاؤه في البعد عن الفخاخ واتخاذ الحذر، اتفق الصياد مع كبير الصيادين على ضرورة حبس هذا الطائر أو حتى القضاء عليه حتى لا يوحي لباقي الطيور والحيوانات أن لها مطلق الحرية في الهرب من قبضة الصيادين وحتى يعود الصيد لهذه الغابة مرة أخرى، بالفعل قام كبير الصيادين بوضع خطة محكمة مع باقي الصيادين ووضع عدة أفخاخ على عدة أشجار وعلي الرقعة الخضراء الواسعة حيث تتواجد بركة المياه التي يشرب منها الطيور، ووضع بعض من الطعام داخل كل قفص بحيث يسهل اجتذاب الهدهد داخله.
شاهد بعض الطيور والحيوانات ما يفعله الصيادون وابلغوا الهدهد أن يأخذ حذره، جاء اليوم الجديد واطل الهدهد من العش يتراقص ويطير ويشدو بصوت عذب، وكلما اقترب من قفص كان يلتف حوله ليأكل من الأرض أو من الأشجار وبهذا يبتعد تماما عن الأقفاص، ومرت أيام على هذا الحال ويأس الصيادون من الحصول على هذا الهدهد، وابلغوا كبيرهم أن هذا عمل مضني بلا فائدة، وأنه من الأفضل أن ينسى هذه الغابة.
بالفعل أخبر كبير الصيادين الصياد الذى وضع اصطياد البلبل هدفا له في الحياة بتراجعه عن هذه الفكرة، ترجاه الصياد ان يصبر قليلا، فلديه خطة لن يهزمها الهدهد، أعطاه كبير الصيادين فرصة واحدة فقط، ذهب الصياد في اليوم التالي وبحوزته سلاحه وقبع ينتظر ويراقب من بعيد وعندما أطل الهدهد أطلق عليه الرصاص بلا تردد، سقط الهدهد من فوره أرضا، حينما وصل الصياد ليجلب الهدهد الصريع، كانت الطيور قد تجمعت تساند بعضها البعض لتحمل الهدهد بين أجنحتها في مشهد جعل الصياد يتعجب، كيف لهذه المخلوقات أن تتكاتف معا ويأبى الصيادون وهم من بني الإنسان أن يساندوه.
سرعان ما خرج من تعجبه وأطلق عدة أعيرة نارية في الهواء لعل الطيور تتخلى عن الهدهد ليأخذه، صوت الأعيرة جعل الطيور تلتفت لمكان الصياد، وجعلهم يتأكدون من إنه الذي منع الهدهد من الشدو والغناء، انقسمت الطيور إلى ثلاثة أسراب، الأول يحمل الهدهد، الاثنان الآخران يتجهان ناحية الصياد، تراجع الصياد خطوة واحدة ثم حسم أمره، أخذ يطلق أعيرة نارية في اتجاه الطيور، أصاب طائرين ثم أصبح بلا ذخيرة حيث وقعت منه وهو يستعد لإعادة ملء خزينة البندقية فأصبحت بلا فائدة، لذا التفت وأعطى الطيور ظهره وأطلق ساقيه للرياح، توقفت الطيور عند حدود الغابة بعدما تأكد لها عن يقين أنه لا عودة لهذا الصياد مرة أخرى.