سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ الضوء على تصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس باستبعاد اللجوء إلى التعديل ال25 في الدستور الأمريكي لإقالة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من منصبه، الأمر الذي كان من شأنه أن يمهد الطريق أمام الديمقراطيين لعزل الرئيس في وقت لاحق من اليوم ، حيث تعهد العديد من الجمهوريين بالانضمام إلى هذه الجهود.
وأفادت الصحيفة - في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن - أن بنس أصدر تصريحاته قبيل تصويت مجلس النواب على إجراء يهدف إلى دفعه لإقالة ترامب من منصبه للحيلولة دون عزل الرئيس للمرة الثانية حيث صوّت مجلس النواب بـ223 صوتا مقابل 205 قبل ساعات على هذا الاقتراح غير الملزم.
وتم نشر رسالة نائب الرئيس الأمريكي بعد أن أعلنت ليز تشيني، النائبة الجمهورية في مجلس النواب، أنها ستصوت لعزل ترامب، وهو ما تسبب في صدمة كبيرة داخل أوساط الجمهوريين في واشنطن .. ومن المتوقع أن يصوت المشرعون في وقت لاحق من اليوم على اتهام ترامب بـ"التحريض على العصيان".
وقالت تشيني وهي نائبة عن ولاية وايومنج، التي يُنظر إليها على أنها مرشحة رئاسية جمهورية في المستقبل، إنها ستصوت لعزل ترامب لدوره ومسئوليته على اقتحام مبنى الكابيتول من قبل أنصاره ، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص .. وأضافت: "أنه لم يكن هناك خيانة أكبر من خيانة رئيس الولايات المتحدة لمنصبه وأداءه لليمين الدستوري".
وانضم إلى تشيني ثلاثة أعضاء جمهوريون آخرون في مجلس الكونجرس؛ وهم: جون كاتكو من نيويورك وآدم كينزينجر من إلينوي وفريد أبتون من ميتشيجان.
وقال كاتكو، في هذا الشأن، إن الرئيس ترامب شجع "التمرد من خلال الترويج المتعمد لنظريات لا أساس لها حول أن الانتخابات سُرقت بطريقة ما "، بينما قال كينزينجر "إن ترامب حنث بيمين المنصب وحرض على هذا التمرد".
من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم أمس /الثلاثاء/ أن ميتش مكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، أبدى سعادته لأن الديمقراطيين كانوا يضغطون لعزل ترامب، لاعتقاده بأن ذلك سيساعد الحزب الجمهوري على تطهير الرئيس من أعوانه بعد أربع سنوات من الاضطرابات /على حد قوله/.
وأبرزت الصحيفة البريطانية أنه "من غير المرجح أن يبدأ مجلس الشيوخ محاكمة لترامب قبل موعد تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير الجاري، مما يعني أن ترامب سيغادر منصبه بشكل معتاد .. كما يحتاج الديمقراطيون إلى 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتأييد محاكمة ترامب وتأمين أغلبية الثلثين المطلوبة لإدانته - وهي نتيجة تبدو غير مرجحة إلى حد بعيد ما لم تحفز خطوة تشيني على اتخاذ خطوات مماثلة من قبل أقرانها الجمهوريين في مجلس الشيوخ".
ومن أجل إزاحة ترامب من السلطة بموجب التعديل الـ25، يجب أن يكون نائب الرئيس مايك بنس على رأس القائمة، وسيحتاج بنس أيضا إلى غالبية مسؤولي حكومة ترامب للموافقة على أن الرئيس غير لائق للمنصب وتولي السلطة منه مؤقتا.
وفي رسالته إلى نانسي بيلوسي، المتحدثة الديمقراطية في مجلس النواب، قال بنس إنه لن يطالب بالتعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي لأن "الآن هو وقت التعافي بعد الأحداث المروعة التي وقعت الأسبوع الماضي".. مع الإشارة إلى أن "التعديل يمنح آلية لإقالة رئيس تعتبره أغلبية أعضاء حكومته غير لائق لتولي المنصب".
وجاءت تصريحات بنس الأخيرة، حسبما قالت "فاينانشيال تايمز"، على الرغم من التقارير التي أفادت بأن ترامب وبنس تشاجرا في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة، لأن الأخير أكد أن الرئيس لايملك السلطة كرئيس لمجلس الشيوخ لإلغاء نتيجة الانتخابات.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد مارس ترامب ضغوطًا متكررة على نائبه، حتى أنه قال له في إحدى المرات: "يمكنك إما أن تدخل التاريخ كوطني..أو ألا تدخله على الإطلاق".
