الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد حالة الاغتيالات التي شهدتها إثيوبيا على مدى عامين.. دوافع عديدة وراء التغيرات.. آبي أحمد يطلب الأمن الشخصي والقبلي أكثر من أي شيء آخر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد حالة الاغتيالات التى شهدتها إثيوبيا على مدى عامين؟ وقعت احتجاجات في ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨ من عدد من أبناء العرقية الأمهرية في وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مطالبين بسرعة التحقيق في حادث اغتيال .

مهندس سد النهضة سيمجنو بيكلى، مثلما انتهت التحقيقات في محاولة اغتيال رئيس الوزراء آبى أحمد، ولم يربط أحد بين توقيت محاولة اغتيال رئيس الوزراء آبى أحمد المسلم من عرقية أورومو ٢٣ يونيو ٢٠١٨، واغتيال مهندس السد الإثيوبى «سد النهضة»، سيمجناو بيكلى في ٢٦ يونيو ٢٠١٨، المسيحى من العرقية الأمهرية والذى تم العثور عليه مقتولا بالرصاص داخل سيارته، ثلاثة أيام تفصل بين الحادثين تؤكد بما لايدعو مجالا للشك في الربط بين الحادثين؟!!». 
وبيكلى كان شخصية ذات شعبية كبيرة وأصبح مرادفًا لمشروع السد الطموح للأمة، وهو مصدر للفخر الوطنى بالنسبة وتجمع عشرات الآلاف من الإثيوبيين في جنازة بيكلى في ساحة ميسكيل - وهو المكان نفسه الذى عُثر فيه على جثته قبل بعد اغتياله، كما تجمع في أنحاء العاصمة، متظاهرون دعوا إلى إجراء تحقيق سليم للوقوف على أسباب مقتل بيكلى. 

وتجدر الإشارة إلى أن هناك دلالة أخرى لمكان دفن المهندس بيكلى حيث تم دفنه في مقابر كنيسة الثالوث المقدس، بجوار الإمبراطور هيلا سيلاسى الأول، ورئيس الوزراء الراحل ملس زيناوى، وهم من كبار قادة القومية الأمهرية المسيحية الأرثوذكسية.. وكانت جنازته قد اتسمت حينذاك بطابع عرقى دينى، وشهدت جنازته حينذاك، قيام الشرطة الإثيوبية بإطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في أديس أبابا، حيث اجتمع عشرات الآلاف لتشييع جثمان. 
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حينذاك، تفاصيل جديدة حول عملية قتل مدير مشروع سد النهضة الإثيوبى الذى وجد مقتولا داخل سيارته، وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل المهندس سيمجناو بيكلى ميتا تسبب في ردود فعل غاضبة في إثيوبيا سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى، وقالت الشرطة الإثيوبية إنها وجدت مسدسًا بجوار جثة بيكلى داخل سيارته من طراز تويوتا لاند كروزر، وسط تكهنات حول مقتله بسبب طبيعة عمله، وذكرت الصحيفة أن بيكيلى كان في العاصمة أديس أبابا قبل ساعات قليلة من مقتله، ولفتت النظر نيويورك تايمز من أن المؤتمر الصحفى كان سيشرح فيه قلقه من التأجيل غير المسبب لاستكمال السد، وكان سيمجناو بيكلى تحدث في مايو الماضى أمام الجميع مبديًا تفاؤله بمسار سد النهضة، موضحًا أن ثلث المشروع هو المتبقى فقط. يشار إلى أن بيكيلى له الفضل في بناء سدود كهرومائية في إثيوبيا، ويدير سد النهضة الذى يعد أكبر مشروع إثيوبى، وترى الدولة الأفريقية أنه ضرورى للتنمية، حيث لا يحصل ٦٠ مليون مواطن بها على الكهرباء. 
وجاء اغتيال بيكيلى ليصبح العملية الدموية الثانية التى يتم تنفيذها في ميدان ميسكيل بأديس أبابا خلال شهر، وذلك بعد مقتل شخص خلال استهداف موكب لرئيس الوزراء آبى أحمد، كل ذلك يشير إلى أن هناك انقساما في «الأورومو» بين الأقلية المسلمة والأقلية الأمهرية، وما تصريحات آبى أحمد الأخيرة إلا أن تكون دعوة داخلية لجمع ولاء أقلية قبلية دينية ضد أقلية أخرى مستخدما عملية بناء السد تكئة في ذلك، ومن المهم أن تشير هنا إلى ذهاب آبى إلى إسرائيل (بدلا من مصر طلبا للأمن أكثر من السد).