الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

القارة السمراء.. ساحة المعركة القادمة ضد الجماعات الإرهابية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حسب نشرة « مؤشر الإرهاب العالمي » التى نشرت فى نوفمبر ٢٠٢٠، نقل تنظيم الدولة الإسلامية « مركز ثقله » من منطقة الشرق الأوسط إلى القارة الأفريقية وإلى جنوب القارة الاسيوية بدرجة اقل، حيث شهدت منطقة الساحل هذا العام زيادة فى أعمال القتل بنسبة ٦٧ فى المائة مقارنة بالعام الفائت .

وجاء فى النشرة « إن نمو الجماعات
المرتبطة بتنظيم الدولة « داعش » فى منطقة الساحل أدى إلى تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية فى العديد من بلدان المنطقة » وتقع سبع دول من الدول العشر التى شهدت تصاعدا فى الأعمال الإرهابية
فى جنوب الصحراء الكبرى وهى بوركينا فاسو وموزمبيق وجمهورية
الكونغو الديمقراطية ومالى والنيجر والكاميرون واثيوبيا .

ولفتت النشرة إلى أنه فى عام ٢٠١٩ شهدت دول جنوب الصحراء الكبرى أكبر زيادة فى عمليات القتل التى تنسب للجماعات المرتبطة
بتنظيم الدولة الإسلامية
والتى بلغ مجموعها ٩٨٢ حالة قتل وهو ما يمثل ٤١ فى المائة من إجمالى أعمال القتل .

ويؤكد منسق محاربة الإرهاب فى وزارة الخارجية الأمريكية السفير ناتان سلز أن القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية
نقلا مركز ثقلهما من منطقة عملهما التقليدية فى سوريا والعراق إلى الجماعات
المرتبطة بهما فى غرب وشرق القارة الأفريقية وإلى أفغانستان .

ويرجح سلز أن تكون ساحة المعركة الأساسية القادمة ضد الجماعات الإرهابية هى القارة الأفريقية . لكن المعركة لن تكون فقط بين حكومات المنطقة من طرف والجماعات
الجهادية من طرف آخر بل سنشهد طراعا داميا بين القاعدة والدولة الإسلامية
بسبب المنافسة بينهما .

وهذه المنافسة تحتدم أكثر فأكثر حسب رأى الخبير فى شئون الجماعات الجهادية
اوليفيه جييتا من مؤسسة جلوبال سترات للمخاطر الأمنية الاستشارية،
« أفريقيا ستكون ساحة الجهاد العالمية خلال السنوات العشرين المقبلة بدلا من الشرق الأوسط » حسب رأى جييتا .

ورغم أن الجماعتين
تشتركان فى كراهية حكام المنطقة المدعومين
من الغرب وتتهمانهم
بالكفـر، لكن هناك فروقات جوهرية فى مقاربة وأفكار كلتى الجماعتين . فتنظيم الدولة « داعش » معروف عنه أنه لا يتورع عن استخدام أشد أساليب العنف والفظاعة
فى عملياته، مثل عمليات قطع الرءوس ونشرها عبر شرئط مصورة .

ورغم أنه ينجح فى استقطاب المنحرفين
والمجرمين إلى صفوفه عبر هذه الأساليب
لكن ذلك يثير حفيظة وكراهية الغالبية
العظمى من المسلمين .

بينما القاعدة تلجأ إلى أساليب أكثر براجماتية مثل كسب ولاء أبناء المنطقة الذين لا يثقون بحكوماتهم وبقوات الأمن الحكومية، واستغلال المظالم الاقليمية والعرقية .

ويرى السفير سلز أن منطقة غرب أفريقيا تمثل البيئة المثالية لنشاط الجماعات
الجهادية بسبب « فشل الحكومات فى السيطرة على أراضيها وارتكاب القوات الحكومية انتهاكات
ضد السكان وسهولة عبور الحدود بين هذه الدول ».

والجماعة الجهادية المهيمنة
فى المنطقة هى « جماعة نصرة الإسلام والمسلمين » الموالية للقاعدة وهى تتنافس مع جماعة « الدولة الإسلامية
فى الصحراء الكبرى » الموالية للدولة الإسلامية
وقد وقعت عدة معارك بين الجماعتين
خلال العام الماضى ٢٠٢٠، لكنها لم تتحول إلى مواجهات واسعة .

وكانت نيجيريا الدولة التى عانت أكثر من غيرها من عنف الجماعات المتطرفة
حيث تواجه القوات الحكومية مصاعب فى السيطرة على المناطق الشمالية من البلاد وهى المناطق التى تنشط فيها جماعة بوكو حرام .

وحسب « مؤشر الإرهاب العالمى » فإن بوكو حرام مسئولة عن سقوط ٣٧٥٠٠ قتيل وأكثر من ١٩ الف حالة قتل بسبب أعمال إرهابية منذ عام ٢٠١١ فى نيجيريا بشكل أساسى وفى الدول المجاورة .

فى عام ٢٠١٥ بايع فرع من بوكو حرام تنظيم الدولة « داعش » وأطلق الفرع على نفسه بعد ذلك اسم « ولاية غرب أفريقيا للدولة الإسلامية » ونجح مسلحوه فى عبور الحدود والسيطرة على قاعدة لقوات متعددة الجنسيات
على ضفاف بحيرة تشاد عام ٢٠١٨ ومنذ ذلك الحين تقوم الدولة الإسلامية
بالدعاية لهذا الفرع بشدة .

كما لا يزال بوكو حرام يقوم بعمليات مروعة فى شمالى البلاد حيث تبنت اوائل ديسمبر ٢٠٢٠، عملية قتل عشرات الفلاحين فى ولاية بورنو بحجة تعاونهم مع قوات الأمن .

وتتردد القوى الغربية فى تقديم الدعم العسكرى والاستخبارى الواسع للقوات الحكومية النيجيرية بسبب الفساد المستشرى وسجل الجيش النيجيرى السيئ فى مجال حقوق الإنسان حسب الدبلوماسيين الغربيين .

وهذا الوضع ساعد كثيرًا جماعة بوكو حرام وغيرها من الجماعات الجهادية فى كسب المزيد من المؤيدين والأنصار فى شمالى البلاد .

بينما انطلقت القاعدة فى شمال أفريقيا من الجزائر وبالتالى
لا غرابة أن يكون الزعيم الجديد للقاعدة فى « المغرب الإسلامى » جزائريًا، حيث حل أبو عبيدة العنابى البالغ من العمر ٥١ عامًا وصاحب اللحية البيضاء محل الزعيم السابق عبد المالك دوركدال الذى قتل فى عملية للقوات الفرنسية فى شهر يونيو ٢٠٢٠، فى مالى .

وأظهر تعيين زعيم جديد للقاعدة فى المغرب الخلاف بين القاعدة والدولة الإسلامية،
فبينما رحب بذلك انصار القاعدة أثار أنصار الدولة الإسلامية
الشكوك فى تاريخه الجهادى .

فى المقابل يمثل الجيب الذى أقامه تنظيم الدولة الإسلامية
فى مقاطعة كابو دلغادو والذى يحمل اسم « إمارة وسط أفريقيا فى الدولة الإسلامية » تجسيدًا فعليا لمثال التمرد الشامل على الدولة وإقامة جيب منفصل عبر وسيلة الإنترنت حصرًا .