على الرغم من الآثار السلبية الكبيرة التي خلفها انتشار فيروس كورونا في العالم، إلا أن هناك توقعات بتعافي الاقتصاد العالمي، ونمو الاقتصاد المصري خلال العام الجاري 2021.
و يتوقع تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية يناير 2021، الصادر أمس الجمعة أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 4 %، على الرغم من وجود العديد من المخاطر التنموية والتي لا تزال قائمة، وشدد التقرير على أن العالم بحاجة لمزيد من التدابير من أجل السيطرة على الجائحة وتعزيز الاستثمار لدعم الانتعاش الاقتصادي والعالمي.
وقال التقرير إنه على الرغم من أن الناتج الاقتصادي العالمي يتعافى من الانهيار الناجم عن جائحة كورونا، فإنه سيظل لفترة طويلة دون الاتجاهات العامة قبل تفشي الجائحة، التي أدت إلى تفاقم المخاطر المصاحبة لموجة من تراكم الدين العالمي استمرت عشر سنوات، لافتا إلى أنه المرجح أن تؤدي لزيادة حدة بطء النمو المحتمل المتوقع أن يمتد طوال العقد القادم.
ووضع التقرير مجموعة من الأولويات الرئيسية الفورية التي من شأنها الحد من انتشار الفيروس، وتقديم المساعدات للسكان والدول الأكثر احتياجا من أجل التغلب على التحديات الصحية وبخاصة المتعلقة بتوفير اللقاحات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ضعف المراكز المالية يتطلب التركيز على إصلاحات طموحة لإحياء النمو القوي، مشددا على أن "التعاون الدولي يعتبر حيويا للتصدي للكثير من تلك التحديات".
الدول النامية الأكثر تأثرا
وذكر التقرير أن جائحة كورونا فرضت تكاليف ضخمة على الدول النامية ومن المتوقع أن تتفاوت وتيرة التعافي في هذه الدول، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتوقع أن ينمو فيها النشاط الاقتصادي بنسبة 2.1% في العام الجاري، مع وجود مخاطر حول توفير اللقاحات وتوزيعها للمواطنين.
خبراء الاقتصاد أكدوا أن هذه التوقعات الصادرة عن البنك الدولي تعد أكثر تفاؤلا، مشددين على أن مصر من بين الدول القليلة التي يتحقق نمو خلال العام الجاري.
مصر ستواصل النمو
وفي هذا الشأن، قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية إن مصر ستواصل تحقيق النمو خلال العام الجاري وذلك بحسب توقعات معظم المؤسسات الدولية الكبرى، وعلى رأسها البنك الدولي.
وأضاف السيد في تصريحاته لـ"البوابة" إن مصر ستحقق نمو في حدود 2.8% وقد يصل إلى 3.5% خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن البنك الدولي أيضا يتوقع تحقيق الاقتصاد المصري لنمو بواقع 2.8% على الأقل خلال 2021.
وقلل الخبير الاقتصادي من توقعاته للاقتصاد العالمي، وأكد أنه يتوقع حدوث تحسن وتعافي جزئي للاقتصاد العالمي لكن ليس بنسبه 4%، مشددا على أن معدل نمو الاقتصاد العالمي لن يزيد عن ٢ %.
أما الدكتور على الإدريسي الخبير الاقتصادي فأكد أن مصر كما نجحت في مواجهة الموجة الأولى من كورونا خلال 2020، ستنجح في مواجهة الموجة الثانية، وستحقق المزيد من النمو، بشرط ألا نتخذ قرارات بإغلاق الاقتصاد جزئيا أو كليا.
وأضاف الإدريسي في تصريحاته لـ"البوابة" أن الحكومة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات الاستباقية التي خففت من آثار الصدمة الاقتصادية التي سببها تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم، مشيرا إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي كان من أهم الخطوات الاستباقية التي عجلت من تعافي الاقتصاد المصري بعد كورونا.
