أغلقت وزارة الصحة والسكان، مساء أمس الخميس، باب التسجيل على الموقع الإلكتروني لتلقي لقاح فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد 48 ساعة من إطلاقه رسميًا، وبحسب الوزارة، فإن فتح باب التسجيل في الـ24 ساعة الأولى من إطلاق الموقع الإلكتروني جاء للتجربة، والتي أثبتت نجاحها.
ومن المقرر أن تعيد وزارة الصحة، فتح باب التسجيل مرة أخرى خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث ستسمح ببدء التلقيح من خلال 34 مركزًا على مستوى الجمهورية.
ووفقًا للوزارة، فإن اللقاح سيتم توفيره تباعًا للمواطنين وفقًا للفئات المستحقة من المرضى بناء على توصيات اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، وأنه سيتم التنسيق بين وزارتي الصحة والسكان والداخلية والمحافظين على مستوى الجمهورية وكافة الجهات المعنية، لتحديد مراكز رئيسية بالمحافظات خاصة بتلقي جرعات لقاح فيروس كورونا للفئات المستحقة من المواطنين، كما سيتم عرض نتائج ذلك التنسيق على دولة رئيس مجلس الوزراء تمهيدًا للبدء في التنفيذ.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت أن الدول الأكثر فقرًا ستبدأ تلقي أولى اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد بين نهاية يناير الجاري ومنتصف فبراير المقبل، وذكرت مسئولة اللقاحات في منظّمة الصحة العالمية كيت أوبراين، أن برنامج "كوفاكس" أبرم اتّفاقات لشراء ملياري لقاح، على أن تبدأ أولى الجرعات في الوصول خلال الأسابيع المقبلة، مضيفة أن البرنامج الدولي الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية بدعم من "التحالف من أجل اللقاحات"، يهدف إلى المساعدة في ضمان الحصول العادل على اللقاحات ضد كورونا، كما يسعى إلى تقديم جرعات كافية لتحصين 20 % من السكان في كل البلدان المشاركة فيه بحلول نهاية العام.
الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، قالت إن الاختيار الأمثل كان للقاح الصيني "سينوفارم" الذي استقبلت مصر أولى دفعاته في 10 من ديسمبر الجاري، لافتةً إلى أن عملية اختيار اللقاح كانت من خلال لجنة تضم ممثلين من الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، ووزارة التعليم العالي، وهيئة الدواء المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، موضحة أن اللقاح يخضع لـ4 أنواع من التحاليل بعد استلامه، وتتم بشكل دقيق من خلال معامل هيئة الدواء المصرية وتستغرق أكثر من أسبوعين.
وأوضحت، أن آلية توزيع اللقاح ستكون من خلال توفير مراكز صحية بكل محافظة للتطعيم باللقاحات، وتشمل مسارات تلك المراكز منطقة إرشادية لتوعية الفئات المستهدفة بالتطعيم كأولوية، ومنطقة إدارية لمراجعة البيانات وتسجيلها على المنظومة الخاصة بالتسجيل للقاحات، وغرفة موافقة مستنيرة يتم بها اطلاع الأشخاص على جميع الشروط، وغرفة للتطعيم، ومكان مخصص لحفظ اللقاح.
ولفتت زايد إلى أنه سيتم توفير عيادات لمتابعة المواطنين الذين تم تطعيمهم، حيث يتم أخذ اللقاح على جرعتين بينهما 21 يوميا بنفس المركز، مشيرة إلى تخصيص خط ساخن لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة بعملية الحصول على اللقاح.
من جهته، قال الدكتور محمد عز العرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن مصر ودولًا أخرى شاركت في المرحلة الثالثة للتجارب الإكلينيكية للقاح الصيني "سينوفارم، متابعًا أن التعريف العلمي لأي لقاح فعال أن تتعدى نسبة فاعليته على المتطوعين للتجربة 50%، وهذه ضمن توصيات منظمة الصحة العالمية لأي تطعيمات.
وأضاف، أن نسبة التطعيم المقبولة عالميًا وفي ظل التعداد السكاني المصري الذي وصل لـ 103 ملايين نسمة، فإنه لا بد من تطعيم من 60% إلى 70% من الشعب المصري، لتحقيق المقاومة الفعالة للوباء.
وأشار عز العرب إلى أن مصر تحتاج إلى ملايين من جرعات لقاح "سينوفارم"، وبالتالي فإن الأسلوب الأمثل هو الإنتاج والتصنيع بالتعاون مع شركات اللقاحات الصينية المعتمدة، كما أن لقاح "فايزر" تم اعتماده ولكنه يغطي أوروبا وأمريكا أكثر لأنه يحتاج درجة حرارة تخزين وهي -70 درجة مئوية، وهذا قد لا يكون متوافر في كثير من الدول.
