الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نهاية تليق بترامب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت آخر أيام ترامب تليق به وكانت نهايته أفضل نهاية لليمينى المتطرف المبتز الأحمق بعيدا عن كل تقاليد رجل الدولة فقد ارتكب كل ما يدمر الحلم الأمريكى الذي شيده الآباء المؤسسون وكان مشهد آقتحام الكونجرس من أنصاره
خير ختام لولايته فهو الذى حرض على الفوضى وظل يشكك فى المؤسسة الأمريكية والتقاليد الديمقراطية ولكن دولة المؤسسات إنتصرت فى النهاية للاستقرار الذى كاد أن يتحول لحرب أهلية وبدت الدولة الأمريكية فى أواخر أيامه أشبه بدول الموز المستبدة وربما لو استمر لكرر تجربة النازي هتلر فى ألمانيا وربما شهد العالم حربا ثالثة فلم يكن يتورع عن آرتكاب أى حماقة بزعم الحفاظ على أمريكا العظمي لدرجة أن العالم كان يحبس أنفاسه فى الأيام الأخيرة المخاوف كثيرة فى أكثر من ملف حساس. لكن الأكثر حساسية وحماقة هو الملف الإيرانى واحتمال تهور ترامب بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة ما يعنى عمليًا إشعال نار كبيرة في المنطقة قبل انتهاء ولايته. فى المقابل فإن التهديدات الأمريكية لإيران بدأت تتصاعد أيضًا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد قاسم سليمانى وأبو مهندى المهندس، فى ظل تخوف أمريكى من رد إيرانى.ويأتى التهديد باستعمال القوة العسكرية، أو التلويح بها بين الطرفين، فى ظروف دولية فى غاية الصعوبة والتعقيد، وفى وقت يشهد العالم والمنطقة تغيرات كبيرة، كجائحة كوفيد ١٩،ويقال إن قادة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" والقيادة العسكرية فى العاصمة الأمريكية فى حالة تأهب قصوى وقلقون بشأن ما قد يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الأيام الأخيرة من توليه منصبه. وبالطبع فإن إسرائيل تستعجل الفوز بكل الوعود التي كانت تنتظرها من ترامب فى ولايتة الثانية وتريد الحصول فى أيام على ما كانت تخطط له فى أربع سنوات وهناك توقعات بأن ترمب سيصدر قرارات ويتخذ إجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية سعيا وراء مقاصد عديدة منها زيادة شعبيته خاصة إذا قرر الترشح مرة أخرى لانتخابات سنة ٢٠٢٤، أو الانتقام من خصوم خارجيين وداخليين دولا وقادة ورؤساء، أو اثقال كاهل خلفه جو بايدن أو كامالا هاريس إذا لم يتمكن الأول من إكمال فترته الرئاسية وما تقدم يجعل العالم فى حالة ترقب كبيرة، خاصةً أنه لم يعد لدى ترامب ما يخسره، فموعد إسدال الستار على ولايته، والتى عاش العالم على وقع فصولها العبثية طوال أربع سنوات قد أعلن، ويبدو أن ضربة عسكرية لإيران هو عرض وحيد لن يتمكن ترامب من تكراره مرة أخرى. وهو لا يريد أن يختم مسرحيته بنهاية عادية، فهو حتى في لحظاته الأخيرة يفكر في نهاية مثيرة لرئاسته تجعله مختلفًا عن الرؤساء الآخرين،
وعلى عكس أي من أسلافه المعاصرين، لم يتصل ترامب بالرئيس المنتخب جو بايدن، ناهيك عن عدم دعوته إلى البيت الأبيض في زيارة ما بعد الانتخابات التقليدية، وأشار ترامب إلى أنه قد لا يحضر حفل تنصيب بايدن، مما يجعله أول رئيس فى منصبه منذ عام ١٨٦٩ يرفض المشاركة فى أهم طقوس الانتقال السلمي للسلطة. وكرر ترامب مرارا حصوله على ٧٤ مليون صوت بالانتخابات، قائلا إنه الرقم الذى لم يحظ أى رئيس آخر بالحصول عليه، رغم أن غريمه بايدن فاز بالانتخابات بمجموع تجاوز الـ٨٠ مليون من أصوات الناخبين. ونشر الرئيس ترامب أو أعاد نشر نحو ١٤٥ رسالة على تويتر ينتقد فيها نتائج الانتخابات التي خسرها، بينما تناول جائحة كورونا فى ٤ تغريدات فقط.وشهدت الأيام الماضية انتصار دولة المؤسسات 
وبشكل متزايد ومتتابع يستخدم الرئيس الأمريكي كافة الصلاحيات الرئاسية التي سيفقدها بعد أيام قليلة، على رأس تلك الصلاحيات كثيرة الاستخدام صلاحية العفو الرئاسى. ففى الآونة الأخيرة أصدر ترامب العديد من فرارات العفو عن غالبية الأفراد الذي شاركوا بصورة أو بأخرى فى حملته الرئاسية.وأصدر نحو ٨٢ عفوا أبرزهم مدير حملته السابق بول مانافورت، ومستشاره السابق روجر ستون، ووالد صهره جاريد كوشنر، تشارلز كوشنر.، وثلاثة نواب جمهوريين سابقين. كما أصدر عفوًا عن مستشار الأمن القومى السابق، مايكل فلين، الذى اعترف مرتين متتابعتين أنه كذب على مكتب التحقيقات الفيدرالية أثناء تحقيقات التدخل الروسى. وفى نفس القضية أصدر ترامب عفوًا عن مستشاره روجر ستون ما أبعده عن السجن بتهمة الكذب على محققي التدخل الروسى.وعدة متهمين من ميليشيات شركةًبلاكً ووتر المدانين فى مذابح العراق
وغيرت أسرة الرئيس عنوانها الرسمى من مدينة نيويورك إلى فلوريدا، حيث من المتوقع أن ينتقل الرئيس بمجرد تنصيب بايدن فى يناير.أما بارون ترامب البالغ ١٤ عامًا، سينتقل إلى مدرسة فى فلوريدا ولن ينهى العام الدراسى فى مدرسة سانت أندرو الأسقفية فى ماريلاند، بالقرب من البيت الأبيض فى واشنطن العاصمة.فيما تختتم السيدة الأولى حياة العائلة فى واشنطن العاصمة، وتقوم بجرد أثاث مقر إقامتها فى البيت الأبيض عن نوع الموظفين والميزانية التى تحصل عليها بعد ٢٠ يناير، وتفكر فى إرثها،و اشترى جاريد كوشنر قطعة أرض بقيمة ٣١ مليون دولار فى ميامى عاصمة ولاية كاليفورنيا، مما يشير لاحتمالات ترشحها هناك وفى كل الاحوال فقد ذهب غير مأسوف عليه وستظل مشاهد آقتحام الكابيتول مرتبطا بترامب وحقبته الخارجة عن القيم الأمريكية وهى أسوأ نهاية تليق به.