الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لحن برمون الميلاد "آستير ماجيس- نجمك ظهر للمجوس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع قرب الاحتفالات بأعياد الميلاد في كل البلدان تستعرض البوابة نيوز تفسير وشرح للحن برمون الخاص بعيد الميلاد واللحن من أقدم الألحان التي تتحدث عن ميلاد المسيح بين النصوص المعروفة الحالية، واللحن واحد من نصوص طقس الصعيد التي كانت معروفة في القرن التاسع-العاشر وهو من نوع خاص من الألحان يسمى "البيكون" البيكون هى نصوص خاصة بطقس الصعيد وضعت للترتيل على خمس شطرات على خلاف المعروف، بحيث يشمل كل ربع فيها على 5 شطرات، وهو موضوع على لغتين اليونانية والقبطية الصعيدية، بحيث الأرباع الفردية يونانية والزوجية هى ترجمة بالقبطى الصعيدى (نفس نظام لحن آصومين الخاص بصوم الرسل).
من المرجح أن اللحن وجد طريقه لبحرى عن طريق الأسقف المشهور اثناسيوس أسقف قوص (مدينة بمحافظة قنا) في القرن الثانى عشر في مخطوطه الخاص بتكريس طقس الميرون (اللى كتبه بنفسه أو أحد تلاميذه بعده) والذي تم في زمنه في دير أبومقار، وهو محفوظ حاليًا في مخطوط رقم 106 طقس بالدار البطريركية. 
فيما بعد اشتهر وانتشر اللحن في أديرة بحرى فمثلًا كان في مخطوط ألحان من دير السريان من القرن الرابع عشر تحت عنوان لحن للميلاد، وفى الصعيد ابتدأ اللحن ينتشر في مناسبات أخرى مثل طقس الإكليل مثلًا، ومع تقدم الوقت ضعفت اللغة اليونانية وابتدأ القبطى الصعيدى يفقد أهميته لصالح القبطى البحيرى وكان اللحن في طريقة للاندثار فتدارك أبو السعد الأبوتيجى الأمر في القرن السابع عشر فقام بتأليف مديح على نفس اللحن القبطى (أنا أول كلامى أصيح السلام) حتى يصبح اللحن موجودا من خلال المديح العربى.
هذا اللحن كان يقال في الخدمات الليتورجية بالإضافة للميلاد، مثل طقس تكريس الميرون وطقس الإكليل، الهدف الرئيسى من اللحن في المناسبات هو تثبيت إيمان الشعب بعقيدة التجسد، فنجد اللحن في الإكليل مع ألحان يونانية أخرى عن الميلاد مثل (شيريه ماريا دولى السلام لمريم الأمة والأم) ومثل (سيميرون آنجيلى – اليوم الملائكة) كلها موضوعة لتثبيت عقيدة التجسد من خلال لحن سلس يحفظه الشعب ويفهم من خلاله العقيدة.
نجد اللحن في المخطوطات الآتية باريس 28 قبطى من القرن الـ14، مخطوط 106 بالدار البطريركية، مخطوط من دير السريان من القرن الرابع عشر(غير مرقم)، مخطوط ترتيب بيعة الدير المحرق من القرن التاسع عشر(غير مرقم) والمديح العربى موجود في مخطوطات كثيرة وهو له نوته موسيقية من القرن التاسع عشر في القاهرة في كتاب Chants liturgiques des coptes، le Caire imprimerie nationale 1888.
نغمة اللحن قد احتفظ بها لنا الدير المحرق، وقد قام العريف حبيب بقطر مرتل الدير في الستينات بتسجيل اللحن واتبعه بعد ذلك المعلم توفيق يوسف مرتل الدير، للأسف النص الموجود في مخطوط المحرق هو نص معطوب سواء النص اليونانى أو القبطى الصعيدى، فجاء تسجيل المعلم حبيب بقطر والمعلم توفيق غير مفهوم منه شىء، فلم تورد الكتب ترجمة لهذا اللحن، لكن مؤخرًا تم تصحيح اللحن بالعودة للمخطوطات القديمة السابق ذكرها عن طريق مجموعة من الباحثين، وتم نقل القبطى الصعيدى في اللحن إلى القبطى البحيرى المستخدم في الكنيسة حاليًا، وقد قام المرتل ألبير جمال بوضع النص بعد التصحيح في كتابه "الأساس في خدمة الشماس-الطبعة الرابعة"، وقام بعد ذلك مشكورًا بتسجيله بعد التصحيح مع خورس تراث الكنيسة القبطية وأصدره في أسطوانة طقس ألحان برمون وعيد الميلاد.