الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سلامتك يا إبراشى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اجتاح العالم فيروس كورونا وزادت شراسته، وربما لأنى أؤمن بنظرية المؤامرة أعتقد أن صانعيه ما زالوا يعبثون بصحة البشرية، وذلك لتحقيق أهدافهم الملعونة، وتحقيق ثروات طائلة من تصنيع اللقاح وبيع الأدوية وكل مستلزمات الحماية من الفيروسات.. وقد أصيب العديد من المشاهير بهذا الوباء، وهناك من افتقدناهم بسببه، فقد أصيب عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الأسبق، وصفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق، والكثير من الفنانين على رأسهم الفنانة الكبيرة يسرا، والمخرجة إيناس الدغيدي، والفنان أمير كرارة، والإعلامية نجوى إبراهيم..وفقدنا أول أمس أحد أهم أعمدة الكتابة السينمائية والتليفزيونية، وهو الكاتب والمبدع الكبير الأستاذ وحيد حامد الذى أثر بأفكاره وإبداعاته في أجيال كثيرة، فأدخل بوفاته الحزن في البيوت العربية في مطلع هذا العام.. أما ما أحزننى بشدة فهو الإصابة المفاجئة للصحفى والإعلامى الكبير الأستاذ وائل الإبراشى الصديق العزيز وأستاذى الذى تتلمذت على يديه أثناء رئاسته لتحرير جريدة "صوت الأمة"، والذى كان أول من يفتح لى باب الكتابة الصحفية عقب تخرجي من قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وتعلمت منه كيفية كتابة العناوين وإدارة الحوارات الصحفية والجرأة في طرح ما نؤمن به من قضايا للدفاع عن الوطن أمام الفساد والانحراف، وأعتقد أن هناك الكثيرين ممن كان للأستاذ وائل الفضل في تواجدهم في الصحافة والإعداد التليفزيونى، ولا أنس دعمه ومساندته حين تم إحالتي للنيابة عقب نشر أول مقال، وكلمته الشهيرة التى كان كثيرا ما يقولها لمن حوله "يا قوتك" ودعابته بأننى بدأت الطريق بقوة مبكرا رغم أنه لم يذهب للنيابة إلا بعد سنوات من عمله الصحفي.. وأذكر كم كان يحب ويشجع الموهوبين ويفتح بابه للجميع، لذلك كان محبوبا ومثلا أعلى للكثيرين.. وأعتز بصداقته رغم التباعد الذى تفرضه ظروف العمل وانشغالاته ومتاعب الحياة التى تسرق منا المتعة بمن نعتز بهم ونكن لهم المحبة والاحترام والتقدير.. وقد شعرت بإصابته أثناء متابعتى لآخر حلقاته من برنامجه اليومى "التاسعة مساء" على القناة الأولى، وذلك حين فاجأته نوبة سعال شديدة ظهرت أثناء الخروج لفاصل إعلانى، حيث شعر بضيق في التنفس ونقص في الأكسجين، فتم التواصل مع المسئولين ليتم نقله إلى أحد المستشفيات.. وقد قرأت ما كتب عن صعوبة الحالة وأن الفيروس اللعين وصل إلى الرئة، والتفاصيل التى أملتها أسرة الأستاذ وائل الإبراشي للإعلامى عمرو أديب ليقرأها على جمهوره والقلقين على حالته، وخاصة في ظل السخافات والشائعات التى يطلقها بعض شواذ الفكر، فقد كان من المفترض أن يتواصل الإعلامى عمرو أديب مع الأستاذ وائل مباشرة من خلال مداخلة تليفونية في برنامجه "الحكاية" المذاع على قناة "إم بى سى مصر"، ولكن لم يتمكن أستاذ وائل من الحديث، فنقل عمرو أديب على لسانه: "تم نقلى في سيارة إسعاف وفي حالة حرجة، وتمكنت الكورونا من التهام جزء كبير من رئتي.. والآن حالتى بدأت تتحسن رغم صعوبة الحالة".. وقد قرأنا بعدها عن تعرضه لانتكاسة صحية، ونقله في حالة حرجة إلى العناية المركزة.. إلا أن الصفحة الرسمية للإعلامي وائل الإبراشي، على موقع "فيس بوك"، طمأنت الجمهور والمتابعين على حالته الصحية التي تدهورت في الساعات الماضية، ووضعه في غرفة العناية المركزة؛ بسبب مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، حيث أعلنت الصفحة تحسن حالته الصحية ونقله إلى غرفة عادية بالمستشفى.. ونشروا مؤخرا أنه: "بناء على رغبة الأسرة.. هذه هي الصفحة الرسمية والوحيدة للإعلامي وائل الإبراشي والتي سوف تقوم بنشر مستجدات الحالة الصحية له من خلالها فقط.. والآن الحالة الصحية في استقرار تام بإذن الله وتستجيب للتحسن.. ونرجو من الجميع احترام مشاعر الأسرة بعدم بث الشائعات والأخبار الكاذبة والمغلوطة".. ولمن لا يعرف أستاذ وائل، هو إنسان دمث الخلق خفيف الظل محب لوطنه، جرىء في الحق، وهو إمبراطور التحقيقات التليفزيونية، ومن أجمل صفاته أنه يقبل لنفسه ما يقبله لغيره، فكما نراه على الشاشة أو من خلال كتاباته ناقد لاذع بل قاسى أحيانا، نراه يتقبل النقد والهجوم بكل رحابة دون أن يغضب.. مليون سلامة يا أستاذ وائل يا أستاذى العزيز، وإن شاء الله بصلابتك وقوة إيمانك ودعاء الصالحين تنتصر على وباء الكورونا لتعود لأسرتك الصغيرة والكبيرة، وتنير شاشة التليفزيون، وتقوم بدورك الإعلامى المتميز لصالح الوطن والمواطن.