الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الأويجور في تركيا.. أردوغان يتلاعب بـ"الدين" ويتاجر بالإسلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صادقت الصين اليوم الاثنين، على اتفاقية تبادل مطلوبين مع تركيا، الأمر الذي أثار مخاوف وقلقا كبيرا في صفوف جالية الأويغور التي تقدر بنحو 50 ألف شخص في تركيا.

واعتبر مراقبون هذه الاتفاقية مساومة وتلاعب بـ"الدين" من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لطالما قدم نفسه لسنوات طويلة بأنه الملاذ الآمن لأقلية الأويغور، ورفع صوته عاليا من أجل إعلاء قضيتهم، حيث وصف وضعهم لما كان رئيسا للوزراء، بأنه "نوع من الإبادة الجماعية".


تجارة أردوغان بالإسلام والمسلمین
يرى الكاتب والمحلل السیاسي التونسي، عادل اللطيفي، أن أردوغان وحزبه لا یمثلان الإسلام السیاسي، بل یمثلان تیارا وطنیا تركیا محافظا ولا مصلحة لدیھما أعلى من مصالح تركیا المحافظة.
وأضاف اللطيفي: "عندما كان أردوغان رئیس الحكومة التركیة، قام بتصریح ناري ضد الصین معتبرا ان ما تقوم به في حق الاقلیة التركمانیة من الإويغور جریمة ضد الإنسانیة، وانطلق من وقتھا في حملات لمسانداتھا ونسج علاقات تجاریة مع أعیانھا وأصبحت تركیا قبلة للمعارضین الإویغور بالإضافة إلى رعایة الحملات في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي".
وتابع المحلل السياسي التونسي "لكن منذ أربع سنوات ومع تدھور علاقة أنقرة مع الولایات المتحدة وأوروبا وأمام تفاقم الأزمة الاقتصادیة وانھیار اللیرة التركیة، مع تراجع شعبیة حزب العدالة والتنمیة، التفت أردوغان نحو الصین وعقد معھا عدة اتفاقات تجاریة في إطار مشروع طریق الحریر. وتنتظر أنقرة بناء جسرین على البوسفور ومطار بالإضافة إلى تدفق الاستتثمارات الصینیة".
وأردف" تبع ھذا التحول الاقتصادي باتجاه الصین تحولا سیاسیا تجاه قضیة الإویغور. فعندما أصدرت الأمم المتحدة تقریرا في 2018 وتحدثت عن محتشدات للمسلمین الإیغور في الصین وتحدثت عن ذلك أغلب وسائل الإعلام العالمیة سكت الإعلام التركي عن ذلك تماما".
وأضاف "أكثر من ذلك بدأت تركیا في إیقاف المعارضین الإویغور المقیمین في تركیا وترحیلھم إلى طاجكستان ومنھا إلى الصین حیث تنتظرھم السجون. وحتى الإدارة الامریكیة كانت قد نددت بذلك. ھذا بالإضافة إلى التضییق على عملھم السیاسي في تركیا لصالح قضیتھم. في ھذه الأثناء وإثر زیارة للصین صرح أردوغان ان الإویغور یعیشون في حالة جیدة مما أثار سخط بعض المثقفین من ھذه الأقلیة".


أهداف شخصية
من جانبها قالت وسائل إعلام أمريكية، إن الرئيس التركي يهدف لاستثمار ملف مسلمي الأويغور لتلافي عزلة بلاده بسبب تدخلاته العسكرية في أكثر من بلد ولإيجاد حلول ترقيعية لأزمة الاقتصاد التركي، وذلك بالتقرب من بكين كقوة اقتصادية ضخمة، بعدما تراجع عن موقفه سريعا في تقديم الدعم والمأوى للفارين من الصين.
وأوضحت وسائل الإعلام، أن "امتثال اردوغان لمطالب بكين سببه حاجته المتزايدة إلى الاستثمار الصيني في وقت تهرب فيه رؤوس الأموال الغربية من الأسواق التركية".
وخلص التقرير إلى أن "نفاق الرئيس التركي في منح بكين تفويضا مطلقا لارتكاب الفظائع ضد من اعتبرهم سابقا إخوانه المسلمين مقابل الفوائد الاقتصادية، يظهر مرة أخرى أن أهداف اردوغان الشخصية تتفوق على المثل العليا الضخمة التي يتشدق بها القادة الاستبداديون".

مآسي الأويغور في تركيا
نقلت صيحفة "الزمان" التركية المعارضة، حديث رئيس رابطة الأويغور الأمريكية، قزات ألطاي، عن مآسي اعتقال الأويغور في تركيا، من خلال عدة تدوينات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وبحسب الصحيفة، أوضح ألطاى أن الامن التركي اعتقل مئات الناشطين، من خلال مداهمة منزله بالبنادق مثل أفلام هوليوود، مشيرا إلى أن الشرطة تعمدت إخافة زوجته وأطفاله بتوجيه السلاح إليهم أيضا.
وأوضح ألطاي أن كثير من ناشطي الإيغور وجدوا في تركيا نفس المعاملة السيئة التي هرب منها في الصين، مضيفا أن الناشطين الذين يحاولون أن يكونوا صوت الأويغور بطريقة نشطة في تركيا، يتم احتجازهم باستمرار من قبل الشرطة التركية، بحجج غير واقعية، فضلا عن تعرضهم للمضايقات من قبل المخابرات.
وانتقد ألطاي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرا إلى أن زعيم الأمة الذي يصيح ضد إسرائيل، ويزأر كالأسد في وجه شارلي إيبدو، يعرض حياة وممتلكات الأويغور للخطر، عندما تأتي مليارات الدولارات من الصين.
ونشر ألطاي تدونية أخرى تضم صورا مختلفة لأردوغان ممسكا بالقرآن الكريم، وكتب عليها: "ليلة أمس تم اعتقال 3 من نشطاء الأويغور في مدينة إسطنبول أمام أطفالهم. ألا يأمرنا القرآن بأن نكون عادلين؟ بالأمس فقط تحدثوا عن سيادة القانون. من المفهوم، أنه لا القانون ولا القرآن، بل الصين التي تمنح تركيا الأموال هي الأعلى".