السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صلاح جاهين.. صوت مصر

صلاح جاهين
صلاح جاهين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل يوم الجمعة ذكرى ميلاد شاعر العامية الكبير صلاح جاهين الذي عبّر عن أحلام وهموم المصريين البسطاء الذين لا يجدون من يتحدث بلسانهم.
تكلم جاهين في رباعياته الشهيرة عن تأملات عميقة بلغة سهلة وتلقائية، وكتب أغانيه الخالدة التي يستحضرها التليفزيون كل عام في المناسبات الوطنية. 
عشق جاهين القراءة، فكان دؤوبًا في المطالعة،أتاحت له مكتبة جده السياسي والكاتب أحمد حلمي –الذي يحمل أحد شوارع حي شبرا اسمه- مجموعة من أمهات الكتب، فنهل وردها ليكوّن ثقافته الموسوعية الرفيعة التي نرى أثرها واضحًا في قصائده وأغانيه.
بدأ جاهين كتابة الشعر أثناء مراهقته، وكان رائد العامية، ينظمه بالفصحى أولًا حتى غلبت عليه العامية وبالأخص عند قراءته لإحدى قصائد زميله وتوأمه ورفيق دربه الشاعر فؤاد حداد.
قال عنه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي: "كان أكثرنا نشاطا ومرحا وحضورا، ويرسم وينظم بالعربية وأحيانا يغني بعض الأغنيات الإسبانية وفى تلك الغرفة التي كانت تضم ثلاثة مكاتب، سمعت معظم أغنياته التي نظمها في الخمسينيات وأوائل الستينيات، ولم يكن صوتا بسيطا مفردا، وإنما كان مجمع أصوات، كان صوت مصر وصوت البشرية، صوت جماعة ناهضة حرة متقدمة سعيدة منتمية لحضارة العصر".
توجه جاهين إلى الصحافة، وفي منتصف الخمسينيات ارتبط اسمه بمجلتي "روز اليوسف وصباح الخير"، وفيهما تفوق على نفسه وذاعت شهرته كرسام للكاريكاتير، وكانت له صفحة أسبوعية يملأها بريشته ويتلهف عليها القراء.
يعرف الناس -أو معظمهم- صلاح جاهين شاعرًا أكثر منه رسامًا للكاريكاتير، وذلك رغم تأكيد رواد فن الكاريكاتير على براعة جاهين وتفرده في هذا الفن، وأن تجربته فيه تستحق الرصد وتتطلب اهتمامًا موازيًا لاهتمامنا به كشاعر أو مؤلف أغانٍ.
عرف جاهين فن الكاريكاتير مبكرًا وتحديدًا منذ عمله بمجلة "روز اليوسف"، وقد أيقن محمد حسنين هيكل - حكم خبرته الصحفية أن استحضاره لجاهين رسامًا للكاريكاتير في الأهرام هو ممّا يضيف إلى جريدته، وبالفعل كان ذلك، ففي وقت كان الرسامون أو بعضهم يعانون من فقر في الخيال والموضوعات والإفراط في نكات مبتذلة وغير ذات معنى، كان جاهين يتكلم في رسوماته عن هموم اجتماعية وموضوعات سياسية وسلبيات حاربها بريشته وقلمه، ولم يخل رسمه بعد ذلك من خفة ظل مصرية وطرافة يتسم بها الكاريكاتير عمومًا كفن.
كتب جاهين العديد من المؤلفات في مجالات المسرح، والأوبريت وأدب الرحلات منها: "الليلة الكبيرة" 1960، "صياغة مصرية لمسرحيتي إنسان ستشوان الطيب" 1967، "دائرة الطباشير القوقازية" 1969 لبرخت، "قاهر الأباليس"، "زهرة من موسكو" - وهي من أدب الرحلات، إضافة إلى العديد من المقالات والمنوعات والأغاني.
منحته جمهورية مصر العربية وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى عام 1965، شارك عضوا في لجنة تحكيم مهرجان أثينا الدولي للأغنية عام 1970.
كتب جاهين أغانى شهيرة كثيرة مثل، بان عليا حبه لنجاة الصغيرة في فيلم "غريبة" عام 1957 وأنا هنا يا ابن الحلال لصباح في فيلم "العتبة الخضرا" عام 1959.