الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ننشر كلمة المطران شيحان في قداس عيد الميلاد المجيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر "المركز الماروني اللبناني للثقافة والإعلام بالقاهرة" نص كلمة المطران جورج شيحان، رئيس اساقفة ابرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية في مصر، والتي القاها خلال قداس عيد الميلاد المجيد، في كاتدرائية "القديس يوسف المارونية" بحي الظاهر. 
جاءت كلمة المطران بعنوان "التجسد والخلاص"، وقال فيها:
ما زال المسيحيّون، على مرّ الأجيال، يتأمّلون في سرّ التجسّد كينبوع فيّاض. فيه اتخذ الله المبادرة، ساعيًا في طلب الإنسان، وداعيًا إيّاه لإستعادة صورته الأصليّة، والى عيش ملء انسانيته التي يجدها مجسَّدة في السيد المسيح الإنسان الكامل والاله الكامل. يسوع اتّخذ طبيعتنا ليجعلنا “شركاء الطبيعة الإلهية” (2بطرس 1: 4). 
ان الكلمة المتجسد هو هبة الله للبشريّة، هبة فاقت جميع الانتظارات. في هذا السرّ، تلاقى الله والإنسان فتلاقت أبدية الله وزمن الإنسان. لقد دخل الله، بالمسيح، التاريخ البشري ليؤكّد أنه ما زال تاريخ خلاص كما اراده من البدء بحيث إنه “بالتجسّد يصبح الزمن والابدية الوجهين لمشروع خلاص واحد هدفه الأخير ان يستعيد الإنسان الشركة الكاملة مع الله. 

تشهد آيات العهد الجديد بوضوح عن ارتباط التجسُّد بالخلاص كهدف مباشر: فالملاك وهو يُطمئِن يوسف من جهة طهارة العذراء وبأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس، يقول: فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع، لأنه يُخلِّص شعبه من خطاياهم (مت 1: 21،20)، فحتى اسمه المختار له في التدبير يُشير إلى مهمّته الخلاصية.
وهدايا المجوس للطفل الإلهي تدلّ على ذلك:فالذهب يُشير إلى انّه ملك الملوك (تي 6: 16) والمرّ يكشف عن كأس الآلام التي سيشربها لفداء البشر (إش 53: 5 ) واللبان يُنبئ عن مهمّته الكبرى كـكاهن عظيم على بيت الله يدخل مرة واحدة إلى قدس الأقداس ليُبطِل الخطية بذبيحة نفسه، فحقّق فداءً أبديًا، (عب 9: 12).
وسبق يوحنّا المعمدان، يُهيِّئ الطريق أمام الرب (ملا 3: 1؛ مر 1: 2)، يُنادي وهو يُقدِّمه إلى العالم: هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يو 1: 29)، فهي مهمّته الأولى أن يحمل خطيئة العالم في جسده ويرفعها عن كاهل الخطاة.

وما كان مستترا" في العهد القديم وراء الأحداث والأشخاص والرموز والنبوَّات، أستعلَن في العهد الجديد في شخص المسيح كمخلِّص العالم ومُحقِّقًا كل ما أشار إليه العهد القديم عنه. فتسرد النبوَّات حدث الخلاص بهذا السياق عن الميلاد من عذراء (إش 7: 14؛ مت 1: 23)، الميلاد في بيت لحم (مي 5: 2؛ مت 2: 6؛ يو 7: 42)، وعن هروب العائلة المقدسة إلى مصر وعودتها (هو 11: 1؛ مت 2: 12).

فالرب حثَّ اليهود أن يفتِّشوا الكتب (أي الناموس والأنبياء) لأنها تشهد له (يو 5: 39)، وأنَّ موسى كتب عنه (يو 5: 46(. وفي بداية خدمته، دخل الرب مجمع الناصرة يوم السبت كعادته، ودُفِعَ إليه سفر إشعياء، ففتحه وقرأ ما تحقّق فيه من بشارة الشفاء والتحرّر (إش 61: 2،1).
وفي لقاء الرب مساء يوم قيامته مع تلميذَي عمّاوس المتحيِّرَيْن، وبَّخهما على بُطء فهمهما لِمَا شهد به الأنبياء عن آلامه وخلاصه قائلًا: أَمَا كان ينبغي أن المسيح يتألَّم بهذا ويدخل إلى مجده... ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسِّر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو 24: 25- 27).
والرب استدعى لليهود من الماضي مشهد الحيَّة النحاسية التي أقامها موسى بأمر الرب بعد أن لدغت الحيَّات الكثيرين عقابًا، فكل مَن نظر إليها كان يحيا (عد 21: 9،8)، وكشف عن علاقتها بمهمّته الخلاصية قائلًا: وكما رفع موسى الحيَّة في البريّة هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3: 15،14).